«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..» صدق الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه، والله سبحانه تعالى منحنا الأبناء وجعلهم في وصايتنا، وحملنا مسؤوليتهم، وعلينا تحمل كامل المسؤولية.
كل منا يتمنى أن يكون له أبناء، وعندما يعطينا الله هذه النعمة العظيمة، هل نضيعها، من خلال التفريط بتربيتهم، وتركهم فريسة لرفقاء السوء.
الشوارع والأزقة مليئة بالأولاد، وتسمع وترى منهم ما يدمي القلب، وكل ذلك مرده ابتعاد الأسرة عنهم، فالأم في واد والأب في واد آخر.
ما أن يأتي الصيف حتى تزيد المشكلة وتتفاقم، فالمدارس التي كانت تضم الأبناء وتحتويهم، أصبحت في عطلة، وهذه العطلة تولد فراغا كبيرا، ينبغي سده بما يعود بالفائدة على الأبناء، وإلا ضاعوا منا.
المراكز الصيفية لتحفيظ القرآن وتعليم الآداب الإسلامية في المساجد ومراكز التحفيظ، تقوم بعمل كبير في حفظ النشء من التسكع في الطرقات، وعلى كل أسرة الدفع بأبنائها إلى تلك المراكز لتعليمهم أصول دينهم.
قبل الدفع بالأبناء لبيوت الله ومراكز التحفيظ ينبغي تعليمهم آداب تلك الأماكن، فليس من الدين الإضرار بها، وجعلها مكاناً للعب واللهو.
نصيحة لكل أب وأم، كونا أول من يعلم الأبناء فاتحة الكتاب، حتى قبل معلمي ومعلمات القرآن، لما لذلك من أجر كبير يكتب للوالدين، أيضا على الآباء الانتباه لعدم تعليم القراءة غير الصحيحة، كونها تبقى محفورة لدى الأبناء، ويصعب على المعلمين إصلاحها.
إن رعاية الأبناء ليست بالمسألة الهينة، وعلينا بذل كامل الجهود لإصلاحهم، واحتساب الأجر عند الله، كما أن علينا عدم إهمال الدعاء لهم، فالدعاء سلاح مهم.
نسأل الله تعالى حفظ الأبناء وإصلاحهم بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع، فالجيل الصالح يبدأ من أسرة صالحة.