يوالي محمد بن سلمان جمع مرتزقته إلى الرياض يوما بعد آخر، لتمرير مؤامراته على اليمن عبر هؤلاء الصنائع ؛ فمن مؤتمر الرياض الأول إلى مؤتمر الرياض الثاني، إلى اتفاق الرياض بين الانتقالي وعصابة ٧/٧ التي تسمى نفسها بالشرعية، إلى اجتماع الرياض لإسقاط الدنبوع وعلي محسن والانقلاب على ما كانت تسمى الشرعية، وتعيين مجلس المليشيات الذي فشل في لم أعضائه، إلى آخر استدعاء في رمضان الحالي الذي سوف يسفر عن مؤامرة جديدة ضد اليمن.
مجلس المليشيات الذي عينه محمد بن سلمان لتنفيذ المؤامرات ضد اليمن ليس له قرار؛ فهو مجموعة من الذين سرقوا الوطن، وتاجروا باستقلاله وسيادته، وباعوا شرفهم، كما باعوا الثورة والجمهورية. ولا هم لهم تجاه الوطن والمواطن سوى كم باعوا وكم كسبوا. هذا المجلس – كما يقال – لا حول له ولا قوة، ولا يستطيع أن يخرج دابة من بين الشعير فقد ولد ميتا، يجمع كل المتناقضات التي لا تجتمع.
الحاكم الفعلي للمرتزقة هو السعودي محمد آل جابر. وهو الذي يسوق القطيع في كل مرة إلى الرياض، وهو الذي يصدر القرارات، ويعبن المسؤولين في المحافظات المحتلة.
هذه المرة كان رئيس المخابرات السعودية الحميدان حاضرا في اجتماع اللجنة الخاصة بمجلس المليشيات المعراصي. وهو ما يعني إن السجون مفتوحة لمن يعصي أمرا لقوى الاحتلال.
خالد بن سلمان المسؤول عن ملف المرتزقة في اليمن أبلغهم بما تم الاتفاق عليه مع صنعاء وهو عزم المملكة على إنهاء والخروج من المستنقع، وعليهم الطاعة والامتثال لأوامر المملكة، ولما تم الاتفاق عليه، ودون نقاش.
يتخوف المرتزقة ويرتعدون من تجاوزهم في المستقبل. ومن مصير أسود ينتظرهم؛ وهم يعلمون إن الأمور ليست كما كانت عليه في السابق.
في السابق كان المرتزق يذهب للتآمر على وطنه، ثم يعود وبضغط من السعودي ليتربع على كرسي؛ الأمر مختلف هذه المرة. فيمن اليوم ليس كيمن الأمس.
فيما بعد حرب الستينيات كان السعودي هو الذي يملئ على اليمنيين. اليوم انعكست الآية، صنعاء هي التي تملأ ما تريد.
في الستينيات كان السعودي يشعر إنه المنتصر. اليوم السعودي هو الذي يتجرع الهزائم، وعليه أن يتقبل كل الشروط. كان حكام الوصاية قبل ثور ٢١ سبتمبر يهرعون إلى الرياض يمدون أيديهم بذل، يخضعون لكل أوامر العدو السعودي. اليوم يهرع السعودي إلى صنعاء مطأطئ الرأس ملبيا مطالب ثوار صنعاء.
السعودي يريد أن يخرج من المستنقع، ولا مانع لديه أن يقدم جميع المرتزقة كباش فداء للخروج من المستنقع وإنهاء الحرب. ولا مانع لديه أن يسلم المرتزقة إلى حكومة صنعاء من أجل عقد صفقة مع صنعاء. فالمرتزقة ليس لهم قيمة لديها، بل إنهم قد تسلموا أثمانهم مقدما.
يختنق محمد بن سلمان بطعم المرارة، بعد تسع سنوات من العدوان والحرب والدمار والمحاولات لإخضاع اليمنيين، انتهت بالهزيمة والحسرات على ما فرط.
قلنا في البدء لابن سلمان على صفحات هذه الصحيفة الحرة : أنت تحارب شعب ضارب في القدم له تجارب عديدة في مقارعة الاحتلال والعدوان، بل إنك تحارب الله ورسوله وجنده الذي لا يهزم، ولكنه تمادى في الغرور، حتى أيقظته الصواريخ والمسيرات اليمنية.
واليوم يتخبط هنا وهناك، ويوسط هذا وذاك من أجل الخروج بماء الوجه. ويتسول صنعاء القليل من الرحمة والغفران.
وسبحان مغير الأحوال.