تهافت الصائمين على اقتناء أصناف الأطعمة ظاهرة تتكرر سنويا..
سلوكيات التسوق والهلع في شهر رمضان..سلبيات تخدش روحانية الصيام
مختصون: هلع التسوق يرتبط بالجوانب السيكولوجية والنفسية للصائم
إعداد / محمد هاشم
فاقمت الأزمة الإنسانية المستمرة من معاناة الناس، خصوصا مع تشديد الحصار من قبل دول تحالف العدوان على المحافظات الحرة والذي انعكس بدوره على تراجع الكثير من المظاهر الاستهلاكية التي عادة ما تبرز قبيل حلول شهر رمضان الكريم وتستمر بوتيرة أعلى خلال الأيام الأولى منه.
واليمنيون يستقبلون شهر رمضان المبارك هذا العام وهم يعيشون أول أيام العام التاسع من العدوان على وقع معاناة كبيرة بسبب تشديد الخناق على معيشتهم لكن ذلك لم يستطع أن يخفي أجواء الفرحة بقدوم الشهر الفضيل في نفوس الناس، كما لم يتخلى الناس عن العادات والتقاليد المصاحبة لشهر الصيام والقرآن وحتى عن بعض السلوكيات السلبية للأسف ومنها حالة الهلع غير المبررة في الأيام الأولى من الشهر الكريم على مستوى اقتناء السلع الغذائية تحديدا، وهو الأمر الذي يتسبب في حدوث ازدحام وحالة إرباك في الشوارع والأسواق عند كل مساء .
وهذه الممارسات الملحوظة في مجتمعنا اليمني لاتزال حاضرة عند الكثيرين على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الناس في ظل العدوان والحصار المتواصل منذ أكثر من ثماني سنوات، والتي باتت جزءا من العادات المألوفة كل عاماً والتي تبدأ بالانحسار التدريجي مع مرور أيام الشهر المبارك.
هلع غير مبرر
الناس في اليوم الأول من الصيام مثلا تجد صعوبة في الوصول إلى بعض أصحاب محلات بيع اللحوم ويقف المتسوقون في طوابير مزدحمة على تلك المحلات بل إن الازدحام يبدو امراً مألوفا أمام محلات بيع المأكولات بمختلف أنواعها.
ويؤكد مواطنون التقيناهم بأن هذه الظاهرة لا زالت تحدث بكثرة في الأسواق ولو أنها تراجعت بشكل ملحوظ مؤخرا بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون بسبب استمرار العدوان السعودي الأمريكي..
يقول عبدالكريم احمد – موظف حكومي- أن الظروف الحياتية الناجمة عن العدوان والحصار وانقطاع المرتبات ساهمت في تراجع بعض الظواهر إلى حد ما إلا أنها لاتزال موجودة ويلمسها المواطن في كل مكان
حيث يعمد الكثيرون إلى شراء كميات من الأغذية تفوق احتياجاتهم الفعلية، وعلى الرغم من أن هؤلاء يكتشفون ذلك بسرعة وبمجرد إفطارهم إلا أن الأخطاء تستمر بنفس الصورة في اليوم التالي وهكذا يتواصل مسلسل العبث ورمي الكثير من النعم إلى أماكن المخلفات لأيام عديدة ولا تستتب الأمور إلا في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم.
جشع وتهافت
يؤكد ذلك رضوان عبده – صاحب بسطة في سوق الزمر بمنطقة شعوب – بأن الناس يقبلون على الشراء بشكل غير طبيعي ولا يبقون على شيء إلا وأرادوه ضمن مائدتهم.
ويضيف: ويحدث هذا من الجميع أغنياء وفقراء وهذه الحالة نشهدها سنوياً في الشهر الكريم.
ويتزايد جشع وتهافت بعض الصائمين في الأيام الأولى من رمضان على اقتناء أصناف مختلفة من المأكولات حيث يظن الصائم انه لا بد أن يستحوذ على أكبر قدر ممكن من الطعام ويزداد الجشع قبيل ساعات الإفطار فتراهم يتعاركون على أتفه الأشياء المباعة متناسين بان الهدف من الصيام ترويض النفس على الصبر والقناعة غير آبهين بالسلوكيات الإيمانية التي يجب أن يتحلى بها الناس خلال الشهر الكريم.
تناول التمر أفضل الحلول
ويؤكد المختصون بأن تناول الصائم بضع تمرات يحد من جشع الصائم حيث جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ” صوموا تصحوا ” . يقول مستشارو التغذية بان إفطار الصائم بالتمر يحد من جشع الصائم ويغني الدم ويزيل الإحساس بالتعب والجوع ويتيح للمعدة بدء العمل تدريجيا بعد توقف لساعات عدة وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفطر بالتمر لما له من فوائد عديدة ومتنوعة فهو غذاء متكامل للجسم وتتميز التمور على كثير من الأغذية باحتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان ويتغذى على ثمارها كثير من الناس حول العالم، فالتمور غنية بالمواد السكرية 65 – 75 % كما أنها غنية بالأملاح المعدنية والعديد من الفيتامينات.
فيما يرى مختصون اجتماعيون أن هذا السلوك – الذي يطغى عليه الهلع وعدم التوازن في شراء المأكولات ومختلف الأغذية من قبل الصائمين وخاصة في الأيام الأولى من رمضان – يرتبط بالجوانب السيكولوجية والنفسية للصائم.