بهدف خفض 115 مليون دولار سنويا من فاتورة الاستيراد
الإعلان عن نجاح تجربة زراعة فول الصويا في أكثر من منطقة يمنية
في خطوة أعدت الأولى على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول فول الصويا، أكد مدير وحدة البذور باللجنة الزراعية والسمكية العليا فايز مؤنس، أن الوحدة وزعت حوالي 70 كيلوجراماً من بذور فول الصويا مزارعين في مديريتي الزهرة والمراوعة بالحديدة، كما أكد أن تجربة زراعة المحصول حققت نجاحا غير متوقع في ريم وذمار، بالإضافة إلى وجود إمكانية لزراعة المحصول في مناطق جبلية متعددة على امتداد البلاد.
مشيرا إلى أنه سيتم ادخار الكميات التي سيتم حصادها من جميع المزارع، لغرض معالجتها وإعادة توزيعها على هيئة بذور، بالإضافة إلى الكميات المتوفرة في مخازن الوحدة للتوسع في زراعة المحصول بدءا من الموسم القادم، منوها بأن التجارب تبشر بنتائج باهرة على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول.
وفي ثنايا السطور التالية، رصدت “الثورة” مسارات التجربة، فإلى التفاصيل:
الثورة / يحيى الربيعي
دور إيجابي
وإلى ذلك، تقول إحصاءات الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري أن بلادنا استوردت خلال العام 2022م أكثر من 229 ألف طن من فول الصويا أعلاف دواجن، و540 طناً بقوليات طباخة، وحسب نائب مدير عام التسويق أ. علي الهارب، يتجاوز سعر الطن الواحد الـ 500 دولار؛ أي أن اليمن تستورد ما تزيد قيمته الإجمالية عن 115 مليون دولار سنويا من المحصول.
وخلال استطلاعه خطوات تجربة زراعة المحصول في مديريتي الزهرة والمراوعة بالحديدة، أشاد رئيس لجنة تفعيل الجمعيات وزراعة الصحراء بمحافظة الحديدة عبدالله المروني، بنجاح تجربة زراعة محصول فول الصويا في المديريتين، مسلطا الضوء على ما تحقق من نجاح باهر في حقول المزارع منصور قاضي أحد مزارعي مديرية المراوعة، منوها بأهمية هذا المحصول وفوائده الغذائية للإنسان، وفي صناعة زيت الطعام من بذوره، فضلا عن استخدام بقايا البذور في صناعة الأعلاف.
تجربة ناجحة
من جهته، بيَّن رئيس جمعية اكتفاء التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بالمراوعة محمد عطية أن وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية السمكية، دعمت الجمعية بكمية تجريبية من بذور فول الصويا 30 كيلوجراماً، تمت زراعتها لدى أحد المزارعين النشطين والمهتمين بالمبادرات الزراعية الجديدة، وهو المزارع/ منصور قاضي بعزلة القضاة مديرية المراوعة.
واستبشر عطية بنجاح التجربة، مشيرا إلى قيام المزارع بزراعته على مرحلتين لتعيين الموسم الأنسب، حيث زرع المرحلة الأولى في ديسمبر، والثانية في يناير، وقد جاءت النتائج مبشرة في المرحلتين بحصاد وفير.
وبما أن المحصول لا يزال في مرحلة التوطين، فإن الجمعية- حسب عطية- ستركز في هذه المرحلة على تشجيع المزارعين على التوسع في زراعة فول الصويا خلال الموسم القادم، وعند توطين المنتج على المناخ والموسم المناسبين، ستبدأ الاهتمام بتحقيق الجودة المنافسة للمستورد في السوق المحلي، وصولا إلى المنافسة في أسواق التصدير.
2.5 طن
فيما أوضح منسق مؤسسة بنيان التنموية بالمراوعة علي خمج أن فرسان التنمية تولوا مهمة التوعية بضرورة اهتمام المزارع اليمني بزراعة المحصول في إطار التوجه العام للرؤية الوطنية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والملبس والدواء.
وواصل “الإرشاد المجتمعي قام بدوره في تقديم الإرشاد الزراعي، ومتابعة المزارع من وقت زراعة المحصول حتى حصاده”، مشيرا إلى أن تجربة المزارع منصور قاضي حققت نجاحا مذهلا كونها التجربة الأولى على مستوى المديرية، مقدرا أن تصل القدرة الإنتاجية للمعادات الثلاثة التي تم التجريب في زراعتها إلى أكثر من 2.5 طن.
نجاح مزارع
وفي السياق، يسرد المزارع منصور قاضي، صاحب أول تجربة لزراعة محصول فول الصويا في منطقة تهامة، مديرية المراوعة، قائلا: “قصتي مع محصول فول الصويا، عرضوا عليَّ في الجمعية فكرة تجربة زراعة المحصول، فوافقت على طول، فالرغبة كانت موجودة لديَّ في التغيير إلى زراعة أرضي بمحاصيل أخرى، خاصة وأنها خصبة وقابلة لزراعة أي محاصيل، والماء متوفر والأيدي العاملة موجودة”.
مشيرا إلى أن الفكرة كانت رائعة بالنسبة لي وفي نفس الوقت خوفت من الفشل، لكني عزمت بالتوكل على الله وزرعت حوالي 30 كيلوجراماً من فصول الصويا.. قلت إن نجح المحصول وأثمر يكون أحسن، وإن فشل المحصول أخرج بأقل الخسائر كوني أملك شبكة تقطير اقتصادية في الجهد واستهلاك الماء، التجربة نجحت على التقطير، وبدأت تثمر وطلعت الثمرة، وكانت فرحتي عظيمة.
وأضاف “قمت بتجربة ثانية وبطريقة أسهل للمزارع الذي لا يمتلك شبكة تقطير كون الشبكة مكلفة، وأغلب المزارعين لا يستطيعون شراءها، لذلك عملت تجربة بالري عن طريق الغراويل والمساطب وزرعت المحصول من جديد وفي قطعة أخرى كتجربة منفصلة، والحمدلله نجحت بأقل التكاليف ومحصولها سيكون أوفر بحيث يستطيع زراعتها صغار المزارعين وبإنتاج وفير”.
وتابع: “لن أبيع الحصاد للتاجر لو يدفع في الكيس مليون ريال! لماذا؟ لأني إذا أعطيته الكمية طحنها وقربها للدواجن تأكلها، وكتب الله أجرك.. أريد جهة حكومية في اللجنة الزراعية (وحدة البذور) أو في وزارة الزراعة (مؤسسة إكثار البذور)، أسلمها المحصول تقوم بمعالجته وإعادة توزيعه كبذور على المزارعين بغرض استكثاره، ومضمون، بعون الله، أن نستغني عن استيراده خلال سنتين”.
وقال متفائلا “سأكون مستعدا مع إخواني المزارعين لفصل الخريف القادم، سنزرع ونضاعف الإنتاج أضعافا، وسوف نتخلص من المنتج المستورد، فقط نريد من المستوردين أن يستوعبوا ما سننتجه وألا يذهبوا لاستيراد المحصول من الخارج لينافسوا به المحلي”.
وأضاف: “كتجربة أولى على مستوى عزلة القضاة بالمراوعة، وفي قرية الأبيات السفلى، توجد- مثلا- حوالي 100 مزرعة، إذا كل مزارع زرع (معادين) فول الصويا، فإن المحصول سيكون كمية ضخمة جدا، أما إذا تم إيقاف 10 % من كمية الاستيراد من الخارج، فسنحدث قفزة نوعية، ونصير قدوة لبقية العزل، هذا بالنسبة لعزل المديرية، وكم عزلة في مديرية المراوعة؟ وكم عزل في المحافظة؟ وكم في اليمن من عزل؟ بالتأكيد سنحدث اكتفاء ذاتيا، ونصدر للعالم”.
ووجه اللوم إلى الجهات المعنية بالشأن الزراعي عن وجود تقصير ملحوظ في الدعم الإرشادي، مستدركا “أي تجربة في بدايتها لا بد أن تحصل فيها أخطاء، وتكاليف إضافية بسبب انعدام الخبرة”.