الثورة نت|
حسم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الجدل إزاء ما يمر به الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة من حالة اللا حرب واللا سلم في ظل استمرار خروقات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
وقال قائد الثورة، في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي “في السنة الثامنة من العدوان على اليمن، وفي هذه المرحلة بالذات مع بعض الهدوء في التصعيد العسكري، هناك التباس إلى حدٍ ما لدى البعض، من تساؤلات حول المرحلة، وما نحن فيه؟ هل نحن في حالة حرب أو سلم وما واقع المفاوضات؟”.
وأَكد أن المرحلة الراهنة التي يمر بها اليمن هي مرحلة حرب .. وأضاف” ما هو حاصل اليوم هو هدوء التصعيد، يعني: مثلاً الطيران من جانبهم، الصاروخية والطيران المسيَّر من جانبنا، العمليات الهجومية من جانبهم أو من جانبنا، أمَّا الحالة هي حالة حرب مستمرة”.
وبالرغم من أن جهود السلام لم تقفل، إلا أن تعنت دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومراوغتها في التعاطي مع الملف الإنساني، تعيق مسار تحقيق السلام في اليمن عبر فصل الجانب الإنساني عن بقية الملفات.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “لسنا الآن في ظل اتفاق هدنة، هذه المرحلة، إنما هناك خفض للتصعيد كما يقولون، في ظل وساطة عمانية مشكورة “.. مثمناً جهود الأشقاء في سلطنة عُمَان الذين يحسنون الجوار، ويتعاملون مع الشعب اليمني بمبدأ حسن الجوار، ويقودون وساطة وجهوداً مكثفة لوقف العدوان على اليمن.
وأضاف” نقدِّر للأشقاء في سلطنة عمان جهودهم، ونسعى إلى أن نعطيهم الفرصة الكافية للنجاح في مساعيهم، طبعاً في ظل انفراجة إلى حدٍ ما في دخول السفن إلى ميناء الحديدة، وحركة المطار في صنعاء الدولي”.
وفي هذا المسار من حديث قائد الثورة، يمكن القول أن المستقبل واعد بالخير على الشعب اليمني، بعد انفراجة ولو بسيطة، خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني.
وقال قائد الثورة” دائماً في كل حوار، ومفاوضات، نؤكِّد على الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، الذي لا يمكن المقايضة به، أو تجاهله، أو السكوت عنه، ولا يمكن أن نضيِّع هذه الأولوية لحساب أي أولوية أخرى، ولذلك عندما نعطي وقتاً معيناً لصالح الجهود والوساطة العمانية، لا يعني ذلك أننا سنستمر إلى ما لا نهاية طالما استمر الحصار”.
وفي هذا السياق إشارة من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الشعب اليمني وأحراره الذي صمدوا على مدى ثمان سنوات، لا يمكن قبولهم بحالة اللا سلم واللا حرب.
ومضى” من الخطوات التي نقوم بها في هذه المرحلة مع الانفراجة التي حصلت إلى حدٍ ما في ميناء الحديدة، وحركة المطار في صنعاء، نمنع نهب الثروات الوطنية فيما يتعلق بالنفط، وتسويقه، وسرقة ثمنه، نحن نمنع ذلك، ونجحنا بفضل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في منع السفن والبواخر التي كانت تأتي لتحميله من حضرموت، وشبوة، حيث تمكنت القوة الصاروخية من إصابة حتى الحنفية في ميناء حضرموت إصابة دقيقة جداً بتوفيق الله”.
وجدد قائد الثورة التحذير والنصح معاً لتحالف العدوان بأن صبر الشعب اليمني سينفد إن لم يبادر بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي.
التحذير لتحالف العدوان، لم يأت من فراغ وإنما جاء من منطلق استشعار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمسؤولية إزاء ما يعيشه الشعب اليمني من أوضاع مأساوية وإنسانية بلغت ذروتها بشهادة منظمات دولية التي صنفت الأزمة الإنسانية في اليمن بالأسوأ على مستوى العالم.
حيث تتفاقم الأوضاع المعيشية يوماً تلو الآخر لدى أبناء الشعب اليمني في ظل استمرار العدوان والحصار والتجويع والحرب الاقتصادية الممنهجة من قبل دول العدوان بالتزامن مع توقف مرتبات موظفي الدولة وعجلة التنمية في البلاد.
وتابع قائد الثورة” لا نقبل بحرمان شعبنا من ثروته الوطنية في الاستحقاقات المتعلقة بالمرتبات والخدمات العامة، هي ثروةٌ لشعبنا من حقه أن يحصل عليها، يمكن أن ينفد الوقت، ونعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق من أجل شعبنا”.
وطمأن الشعب اليمني قائلاً “في أي مفاوضات، أو حوار، لن نقبل أبداً بالتفريط بإنجازات ومكتسبات شعبنا في الحرية والاستقلال والكرامة، هذه خطوطٌ حمراء لا يمكن أن نفرِّط بها أبداً، في أي اتفاقيات، أو أي حوارات، لابدَّ للأعداء أن ينهوا عدوانهم على بلدنا، ويسحبوا قواتهم التي أتت لاحتلاله، ولا بدَّ أن يكون المسار لأي حوار أو اتفاق يفضي إلى هذه النتيجة بشكلٍ تام، ويمنع تدخُّل الآخرين في شؤون اليمن الداخلية”.
وجدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن حرية الشعب اليمني هي من الدين .. وقال” كررنا في كثير من المحاضرات الحديث عن أنَّ حريتنا هي من ديننا، من مبادئنا الدينية التي لا يمكن أن نفرِّط فيها، ولذلك إذا كانوا يريدون السَّلام فطريق السَّلام واضح، وغاياته واضحة، والذي يوصل إليه واضح، ومفتاحه هو الملف الإنساني، وغايته وقف العدوان والحصار والاحتلال وترك بلدنا وشأنه وأن يحصل على حقه المشروع في الحرية والاستقلال، وتطهير كامل أراضيه من الغزو الأجنبي، هذا فيما يتعلق بالمرحلة الراهنة”.
كلمة السيد عبدالملك بدر الحوثي، لم تغفل عن التنبيه بضرورة اليقظة والجهوزية لمواجهة أي احتمالات أو تصعيد في أي لحظة وما يترتب على ذلك من ضغوط أو مواجهة.
وقال “أتوجه إلى شعبنا بالتنبيه والتأكيد على أهمية اليقظة المستمرة، والجهوزية الدائمة أمام كل الاحتمالات، احتمال أن تأتي الحرب في أي لحظة، التصعيد في أي لحظة، احتمال أن يأتي ما يترتب على التصعيد من ضغوط أو مواجهة”.
وأكد أن من حق الشعب اليمني الدفاع عن قضيته العادلة، لنيل حريته واستقلاله، ومقاومة الأعداء في هذه المرحلة، أو غيرها، أو ما بعدها، كما فعلوا في الماضي، من خطوات عملية تنتهك استقلال اليمن من خلال تشكيلات عسكرية جديدة للاعتداء على الشعب اليمني، وتعزيز نفوذهم وسيطرتهم عليه، والتي سيكون مآلها الفشل.
وأعرب قائد الثورة عن الأسف لالتحاق العملاء في صف العدوان لمقاتلة أبناء وطنهم .. وقال “من المؤسف جداً ومن العار على العملاء أن يتجنَّدوا في صف العدوان ليقاتلوا أبناء وطنهم، وليقتلوا في سبيل تمكين الأجنبي من احتلال بلدهم، هذا أمر مؤسف، لكن هي مشكلة، واجبنا نحن كشعبٍ يمني أن نتصدى لها بالاعتماد على الله، والثقة به”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن ثمرة الصبر والجهاد والتضحية والثبات على المبادئ والمواقف الحق سيكون نتيجته النصر المؤزر.
ولعل من المفيد الإشارة إلى أن كلمة السيد عبدالملك الحوثي، بذكرى سنوية الشهيد القائد 1444هـ، لخصت في هذا العنوان بالتحديد معطيات الواقع ومساراته المختلفة في ظل ما يمر به الشعب اليمني من حالة اللا حرب واللا سلم، ومؤشرات تحقيق السلام في اليمن.