الثورة نت|
أشاد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي بالدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة بنيان في العملية التنموية.
وأوضح خلال زيارته للمؤسسة أن ما تقوم به المؤسسة من التنسيق والتعاون مع شركاء التنمية في اللجنة الزراعية والسمكية العليا والحكومة والسلطات المحلية والفعاليات والوجهات الاجتماعية والقطاع الخاص يعزز من الدور الفاعل في تفعيل المشاركة المجتمعية نحو تحريك عجلة التنمية من خلال ما يقوم به فرسان التنمية بالتنسيق والشراكة مع السلطات المحلية من توعية وتحفيز وتدريب وتأهيل وتمكين في أوساط المجتمعات المحلية في عموم مديريات المحافظات الحرة.
وقال الحوثي في كلمة ألقاها على هامش الزيارة، “كما أن التصدي للعدوان وتعزيز الجانب العسكري ورفد الجبهات يعد أولوية لدينا، فإنه وبالتزامن مع ذلك يجب أن نتحلى باليقظة والجهوزية الاقتصادية والتسريع بعجلة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي، فنحن ننتظر عودة الحرب في أي وقت، ولا أن جاهزون لمواجهة الحرب الاقتصادية التي من المحتمل أن تستهدف غذاءنا وملبسنا ودواءنا، تماما كما نحن جاهزون للمواجهة العسكرية”.
وأكد أن الرباط في الجبهات التنموية لا يقل أهمية عن ثبات وصبر رجال الله في جبهات العزة والكرامة، فالكل لا يقبل الذل والهوان والغزو والاحتلال.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني يستمد من أنشطتكم التوعوية والتحفيزية الصبر والثبات والعزة والإباء والتضحية والفداء، لمواجهة التحديات، وفي المقدمة العدوان والحصار.
وقال” نعمل من أجل هذا، ومن خلال المؤسسات الرائدة في مجال التنمية، نتحرك في ظل هذا العدوان، وفي ظل هذه المأساة من أجل أن نعمل ما في وسعنا من خدمات لتخفيف المعاناة عن كاهل هذا الشعب الصامد الأبي، ومهم جدا أن يستذكر الإنسان منا أو يستحضر أن كلما يقدمه لهذا الشعب هو بتوفيق من الله سبحانه وتعالى”.
وأضاف “جدير بأنا، ونحن نعيش لحظات ذكرى استشهاد الشهد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، أن نستذكر عنه أنبل ما كان يحب أن يررده على مسامعنا من الارشادات: “لا تسألوا عما يجب، وما لا يجب، فقد يختلف العلماء والفقهاء في تحديد ما هو الواجب؟ وما هو غير الواجب؟ ولكن اسألوا: هل في هذا العمل لله رضاء”، وهو يتحدث عن رفع “الشعار” في وجه الأعداء”.
وتابع بالقول “في أيام الشهيد القائد كانت المراحل صعبة، وكان القيل والقال والإشاعات كثيرة جدا، حتى أني في أحد المواقف قلت له: قالوا إن “معنا دعم من إيران”، رد عليَّ بأن أقول لهم: “لو معنا دعم من إيران، إنهم أول الناس معنا”، نقلت الرسالة منه كما هي، واسكتنا أهل الإشاعات في ذلك الوقت”.
وأضاف “وكي لا نكون متسولين على أبواب المنظمات أو غيرها، نحن بحاجة إلى أن نتحرك حركة نعتمد فيها على أنفسنا، مشيرا إلى الشهيد القائد كان يركز على هذا الشيء، مشيرا “عندما تحدث عن حركة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إلى الجهاد في سبيل الله، قال أن صلى الله عليه وآله لم يذهب ليتلقى الدعم من فارس في مواجهة الروم، ولا العكس”.
وأردف “ومن هذا، نحن بحاجة إلى التحرك بالاعتماد على أنفسنا، لدينا في اليمن من الموارد والامكانيات المادية والطاقات البشرية، وكل ما علينا هو أن نفهم أن أساس التنمية هو الإنسان، وهو في ذات الوقت غايتها؛ أي: كلما زادت أمام الشعب اليمني فرص لإدرار مصادر للدخل، كلما تولدت في البلد قوة اقتصادية قادرة على الصمود، وقهر غطرسة العدوان وكسر حصاره”.
وواصل “اليوم ومن خلال ما نلمس من حراك في المسار التنموي، نقول لهم أننا قادرون باعتمادنا على أنفسنا الاستغناء عن كل أي دعم”.
وقال”وأنتم في هذه المؤسسة التنموية، تحرككم في مسار استنهاض هذه الامكانيات والطاقات الكامنة من خلال التشبيك مع المزارع والمواطن والجمعية والتاجر في المجتمعات الريفية.. تشبيك وتنسيق لتوليد حركة إنتاج يكون من ثمارها إيصال منتجات المزارع اليمني إلى كل مراكز ونقاط البيع في البلاد وإلى تجار الجملة والتجزئة.. نريد أن نلمس من ثمار جهودكم في الميدان.. ميدان تحفيز المجتمعات المحلية واستنهاض عزائمها بالتدريب والتأهيل ورفع مهارات الشباب ذكورا وإناثا كلا بحسب ميوله في استكشاف واستغلال كنوز هذه البلدة الطيبة من الفرص اللامحدودة من الموارد الطبيعية.. نريد ثورة تنموية شاملة قائمة في مبادئها على هدى الله، وينهض بمشاريعها اقتصاد مجتمعي متنوع الإنتاجات، وتحقق سياساتها خفضا ملموسا في فاتورة الاستيراد ويعكس قيمتها إلى المزارع والمنتج اليمني.. ثورة شاملة تنتظم فيها سلاسل القيمة في مسارات تحقق العائد المجزي لكل حلقاتها”.
مشددا “أنه عندما يتحرك الآخرون للتشبيك مع المنظمات لاستجداء المساعدات الإغاثية التي تعمل تفشي الترهل في أوساط المجتمعات مما يولد روحية انهزامية تورث الاتكالية على عطاء غير مستدام ومعرض للانقطاع في أي في اللحظة التي يراها المانح مناسبة لتحقيق غاياته، وخاصة تلك التي لوحظ عليها تحركات مشبوهة، فإن الواجب عليكم، كخطوط أمامية في جبهات الجهاد من أجل نيل حرية واستقلال القرار الاقتصادي، التحرك الجاد في الاتجاه الآخر، اتجاه التوعية بأهمية تفعيل روح التعاون والتكافل والمسارعة إلى تشكيل الجمعيات التعاونية الزراعية وتفعيل دورها في إدارة عجلة الإنتاج على كافة المستويات والمجالات الزراعية والصناعات التحويلية”.