رئيس قطاع المرأة: منتجات مسار التوعية مستمرة في رفع قدرات المرأة وصقل مهاراتها فيما يتوافق وأولويات الرؤية الوطنية
في خطوة جبارة: المرأة اليمنية تكسر حواجز الخوف وتقتحم سوق العمل بمنتجات ذات جودة منافسة
التوجه العام للاكتفاء الذاتي هو أبرز هدف يسعى إليه معمل اكتفاء
مشروع “بيتي” أعطى فرصة للعديد من الأسر لتقديم منتجاتها بغرض تسويقها
نعتمد في منتجاتنا على المدخلات والمواد الخام المحلية البلدية بنسبة ٩٥%
منتجات “بصمة ثقة” تتطلع إلى حضور أكبر على مسار خفض فاتورة الاستيراد
أدعو الجميع إلى تشجيع المنتج المحلي ودعمه لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتشغيل الأيادي العاملة
كيف استحقت المرأة اليمنية أن تدرج بصمودها الأسطوري ضمن الأرقام القياسية؟ وكيف أنها استطاعت أن تنجب من رحم المعاناة أنامل للإبداع والاعتماد على الذات، وأن تحاصر بإبداعاتها حصار العدو، وأن تبرز مواهبها وقدراتها إلى واقع مملوس أذهلت بها المجتمع، بل وأقنعته بالتحرك نحو مساندتها وتشجيعها باقتناء منتجاتها حتى وقفت على قدميها في السوق وأصبحت من ملاك معامل الإنتاج، ورائدة في مسار الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وخفض فاتورة الاستيراد، مع مراعاة القيام بواجبها تجاه تربية الأجيال؟
إجابات شافية وإيضاحات وافية عن كل ذلك، هي ما بحثت عنه ثنايا سطور الاستطلاع التالي، فإلى التفاصيل:
استطلاع/صفية الخالد
في البداية، التقينا أ. سارة زيد جحاف – رئيسة قطاع المرأة بمؤسسة بنيان التنموية ، والتي أوضحت أن المرأة اليمنية العاملة في الجبهة التنموية أثبتت أنها صانعة قرار؛ حين قررت خوض المعركة في ميدان اكتساب مهارات الإنتاج بشتى أنواعه، وحين جعلت من عملها سلاحاً تتغلب به على ما تحيط بها وأسرتها من تحديات، وفي الوقت الذي سعت وبقوة إيمانها بأن لا مستحيل مع الإرادة إلى تحويل تلك التحديات إلى فرص، فاتجهت نحو تنمية قدراتها المعرفية ومهارات المهنية، وأخيرا عند انتقالها من ميدان الانتظار لاستجداء الحلول من فتات الغير إلى ميدان الإنتاج.. ميدان تحمل مسؤولية وتبعات اقتحام السوق بما صارت تتقن إنتاجه من الصناعات التحويلية الغذائية وأنواع المعجنات والحلويات وخياطة الملابس وصناعات الاكسسوارات ومستحضرات التجميل ومستلزمات النظافة.
وأكدت أن الكثير من الأسر المنتجة في اليمن بدأت باحتراف صناعة الكماليات البسيطة في إشارة منها إلى أن كثيراً من الأسر اعتمدت على إجادة صناعة الاكسسوارات والبخور والعطور، قائلة: على الرغم من أن هذه الأشياء كمالية ولا تمت بصلة إلى أولويات الرؤية الوطنية في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الأساسيات الثلاثة الغذاء والدواء والملبس إلا أن ذلك يظل إنجازا عظيما يضاف إلى رصيد مساهمات المرأة اليمنية في الصمود الأسطوري في وجه العدوان والحصار، وتحمل مسؤولية توفير فرص عمل لتحسين مستويات الدخل لدى الكثير من الأسر التي كانت تعيش تحت خط الفقر، واستطاعت أن تمر من مسار هو الأسهل ونسبة المخاطرة فيه قليلة جداً ويحقق لها نسبة من الربح.
مؤكدةً أن مسار التوعية مستمر في توجيه الأسر ورفع قدراتها ومهاراتها في الصناعات التي تتوافق وأولويات الرؤية الوطنية، لافتة إلى أن ٨٠% من الأسر المنتجة كانت مركزة على صناعة الكماليات، وبالتوعية المستمرة خلال السنوات الأخيرة انخفضت النسبة إلى ٥٠% مما يدل على وعي المرأة اليمنية بالتحرك في المجال الذي يجعل من قيمتها وقيمة بلدها رقماً يصعب تعديه.
مقاييس جودة
فيما أضافت الإعلامية تيسير المروني، من جمعية الارتقاء التنموية الاجتماعية: «رغم ما تمر به البلد من الحصار والعدوان، والذي عمد إلى استهداف وتدمير مقومات الحياة الاقتصادية، فلم يستسلم الشعب ككل، ولم تستسلم المرأة اليمنية على وجه الخصوص، مؤكدة أن التوجه العام للاكتفاء الذاتي هو أبرز هدف يسعى إليه معمل اكتفاء.
وأردفت «جمعية الارتقاء لها نشاطاتها المختلفة منها تدريب المرأة تنموياً في عدة مجالات، كما يوجد معمل صناعات غذائية يسمى «اكتفاء»، موضحة أن المعمل ينتج العصائر المركزة الطبيعية من الزبيب، المانجو، البرتقال، الكركديه، التوت وكذلك التمر الهندي « الحومر»، بالإضافة إلى منتجات الشطّة الحارة الطبيعية وخل التفاح الطبيعي المركز».
وبينت أن جميع منتجات المعمل تعتمد بشكل أساسي على المواد الخام الطبيعية من خيرات بلادنا، ومن مزارع أرض اليمن، منوهة بأنه يتم انتقاء الثمرة من أجود المزارع اليمنية البلدية في عدد من المحافظات لتتناسب مع الجودة والمذاق المتميز، مؤكدة أن المنتجات تخضع لمقاييس الضبط والجودة في وزارة الصناعة والتجارة.
أما الأخت المنتجة (آلاء المطاع)، فقد أطلعتنا على بعض من منتجاتها الغذائية المتنوعة والتي تطلق عليها علامة (آلاء)، موضحة أنها تسعى ليكون منتجها محققا لاكتفائها الذاتي بدرجة أولى، ومن ثم الاتجاه نحو المساهمة في تحقيق الاكتفاء المجتمعي.. و(آلا) فتاة تعمل في صناعة المربيات والمخللات والشطة والطحينة سائلة، وزبدة الفول السوداني ومعجون البسباس، وتعتمد على المدخلات والمواد الخام المحلية البلدية بنسبة ٩٥%، مؤملة أن يتطور إنتاجها ويتسع أكثر، ويعود عليها وعلى مجتمعها بالخير الوفير.
خام محلي
(إيمان يحيى) عن مشروع «بيتي « بدورها تحدثت عن أبرز ما يتم إنتاجه من المخبوزات الشعبية مثل (الذمول) بالطحين المركب، (قفوع) بلسن أسود، (سبايا) بُر، خبز بر بلدي ومنه استرالي، ملوج شعير وبُر، بنت الصحن، بريك، (كبانه)، كرواسون بالبُر، بيتزا بالبُر، كعك ومعمول بلدي، (بيتفور) صحي بالشعير ومنتجات أخرى مغذية وأنواع البيدفور، كما أعطى هذا المشروع فرصة للعديد من الأسر لتقديم منتجاتهن بغرض تسويقها، مثل: معمول الدخن، كعك الشوفان وكعك السمسمية.
مشيرة إلى أن العاملات يحاولن إحلال البر البلدي محل البر الأسترالي، واستخدام بقية المدخلات من المحاصيل هي محلية، قائلة: نحن نحاول أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي وشراء مواد خام مزروعة في اليمن، كما نعمل على تشجيع الأسرة المنتجة بتسويق منتجاتها المحلية في المحل الخاص بمشروع «بيتي»، حتى نكون يداً واحدة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والمجتمعي.
حضور أكبر
من جهتها، أشادت مسؤولة منتجات «بصمة ثقة» (انتصار زيد) بالجهود الجبارة التي تقوم بها المرأة اليمنية الصامدة في مجال التصنيع الغذائي وفي بقية المجالات، وأن منتجات «بصمة ثقة» تتطلع إلى حضور أكبر على مسار خفض فاتورة الاستيراد.
وأضافت: «كل منتجاتنا محلية ١٠٠%، وقد بدأنا من استخدام الفواكه والخضروات الطازجة، وبدون أي مواد حافظة أو صناعية، منتجاتها: عشار، مخللات، عصائر مركزة وغير مركزة، شوكولاته نوتيلا، جبنة سائلة، حلاوة طحينة وطحينة سائلة».
بادرة مبشرة
وفي رد على سؤال طُرح عن مدى تقبل المستهلك اليمني للمنتج المحلي، أوضحت (هنادي محمد) بأن ما ينتج محليا- وإن قلّت جودته- يعتبر خطوة عظيمة جدًّا، وبادرة مبشرة بالخير الوفير القادم، ودلالة واضحة على أن المرأة اليمنية قادرة على إدارة عجلة الإنتاج بجودة عالية ونقية مما تحتويه الكثير من المنتجات المستوردة من سموم بسبب مواد حافظة مسرطنة أو ألوان وأصباغ والمواد المستخدمة في التصنيع.
واعتبرت كسر المرأة اليمنية لحواجز الخوف من اقتحام سوق العمل خطوة جبارة، لأنها خطوة من خلالها تم تحويل تحدي العدوان والحصار إلى فرصة للبناء والاكتفاء الذاتي الذي سيجعل من بلدنا دولة منتجة بعد أن سعى العدو وبالتعاون مع النظام السابق لجعله مجرد سوق مفتوح أمام المنتج الأجنبي ويد عاملة غير مسموح لها أن تكتسب خبرة.
ونوهت بأنه «لايزال هناك قصور في جودة بعض المنتجات إلا أن ذلك لا يعني عدم تقبّلي لها بقدر ما يجب أن نكون مشجعين لكل ما ينتج محليا ملاحظين ومقيمين للأخطاء كي يصل – مع كل مرة يستوعب ملاحظة أو تقويما -إلى الجودة المناسبة».
استقلال وحرية
وفي سياق مختلف، أكدت (مودة الشامي) أن أسواقنا تزخر بمنتجاتٍ غذائية محلية متنوعة صُنعت بأياد يمنية تتميزُ عن غيرِها من المنتجاتِ الخارجية وتنافسُها بقوةٍ لتفوقها في الجودةِ والسعر والنوع وتوفرها حسب الطلب، مبينة أن بروز المرأة المنتجة قد مثل أعظم الفرص التي خلقتها تحديات العدوان ودماره، فقد سعت لتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعمت توجهات القيادة الثورية والمجلس السياسي نحو الاستقلال والحرية من خلال تحويل اليمن إلى بلد يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع، مؤكدة أن هذه المنتجات بكل أنواعها تسهم بشكل فاعل في تأمين غذاء المواطنين وتلبية احتياجاتهم بعقول وأياد يمنية.
ودعت الجميع إلى تشجيع المنتج المحلي ودعمه لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية السوق المحلية والاكتفاء به بشكلٍ تام، وكذلك المساهمة في تشغيل المزيد من الأيادي العاملة وتخفيض الاعتماد على العملة الصعبة.