الصورة الحقيقية لتصريحات الرئيس الأمريكي لمنع السلام في اليمن

عبدالفتاح حيدرة

 

 

إن ما تضمنه بيان الرئيس الأمريكي الصادر أمس ، من إدانة ضمنية لحق جيشنا اليمني في الدفاع عن شعبه وأراضيه والتصدي للعدوان الأجنبي الذي تنفذه أمريكا عبر أذرعها وأدواتها في الإقليم يكشف بوضوح عن طبيعة الدور الأمريكي الإجرامي القائد للحروب والحصار و المعيق للسلام في اليمن، وإصرار واشنطن على مواصلة عدوانها وحصارها الإجرامي على اليمن ، وكأنها لم تكتف بعد بما قامت به طائراتها وأسلحتها ووقفت وراءه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب اليمني، بما في ذلك دورها المخزي في قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، وفي الحصار الظالم الذي صنع أسوأ أزمة إنسانية في العالم خلال المائة سنة الأخيرة، وما ذرف دموع التماسيح الأمريكية ، إلا محاولة لتوريط الإمارات وغيرها من الدول المعتدية أكثر وأكثر وتشجيعها على مواصلة العدوان والحصار وعرقلة جهود السلام الحالية في مسقط ، ومع هذه الوقاحة الأمريكية وتصريحات رئيسها غير الأخلاقية وعديمة الشرف يؤكد الموقف الحق والشريف والحر لقيادة وجيش وحكومة وشعب اليمن أنه لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تمنعهم من الدفاع عن أنفسهم ومياههم و أراضيهم والتصدي بحزم وصرامة لأي عمل عدائي من أي جهة كانت، أو أي جهة تحمية أو تحاول أن تطمنه بكلمات الحماية الفارغة مثل التي أطلقها الرئيس الأمريكي و التي توضح انعدام القيم والأخلاق ورفض السلام وقيادة حروب التدمير والتجويع على شعبنا اليمني ..
إن الصورة الحقيقية لتصريحات الرئيس الأمريكي لمنع السلام في اليمن، هي صورة تدمير الأخلاق والقيم ، و هي حرب العصر القائمة التي تتصدر قائمتها أمريكا وربيبتها إسرائيل للسيطرة على حكم العالم ، وبينما التمسك بالحق ومواجهة الطغيان و التمسك بالأخلاق والقيم ودعوات السلام القوي والمهاب هو السلاح الذي يجعل كل شعوب ودول وأمم العالم توحد معركتها ضد الطغيان الأمريكي الحقير ، وضد اللقطاء على التاريخ والجغرافيا ، إن أمريكا – في جوهرها – عمل شيطاني إجرامي و حربي وقاسي وعنيف ، مع ذاتها ومع غيرها ، أجلبوا تاريخها منذ تأسست كدولة لقيطة على التاريخ والجغرافيا إلى يومنا هذا ، وانظروا فيه حقبة وراء حقبة ، لتروا أصول البربرية كما أنزلت ، ومفاصل الهمجية الإجرامية، كما يريدها الشيطان نفسه ، حروبهم ضد الهنود الحمر ، حروبهم ضد غيرهم ، حروبهم بالوكالة ، روح الكيد و الحرب والثأر والغنيمة – قتلاً و دماراً وسلباً ونهباً وتزويراً وتضليلاً – هذه هي الموهبة والفطرة والغريزة الكامنة في أعماق جوهر أمريكا اللعينة ، كانت هكذا ، ومازالت هكذا ، وسوف تبقى هكذا إلى أن يبيدها الله، أو إن يرث الله الأرض ومن عليها..
إذا تساءلنا عن السبب الذي جعل الروح الأمريكية الإجرامية تتجمل ، بديمقراطيتها المزيفة وحقوق الإنسان التي تطمن الأغبياء والساذجين ، سوف نجد أن جوهر الروح الإجرامية الأمريكية هو ابنة الروح الأكثر إجراما (بريطانيا) وبتخطيط شياطين (الصهيونية)، كل أقوالها المشذبه تنافي أعمالها الوقحة، تعمل على أخفاء روح القيم والأخلاق عند المجتمعات والشعوب والأمم الأخرى عمداً، ضد السلام دوما وأبدا، عندما حشدت الدولة الأمريكية نفسها وجيشوها لتدمير وقتل واحتلال الشعوب و الدول والأمم في أفريقيا وآسيا و الأمريكيتين وأستراليا بغزواتها الاستعمارية منذ الحرب العالمية الأولى ، التي أبادت الشعوب الغربية نفسها ، من أجل صعود نجم أمريكا الصهيوني ، ولهدف واحد ونتيجة واحدة هي ولادة كيان العدو الصهيوني في فلسطين..
إن تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن المتعاطفة مع دويلة الإمارات ، والتي تدين من يدافعون عن حقهم وأرضهم وشعبهم ، ما هي إلا الصورة الأبرز لحقيقة الإجرام الأمريكي ، الرافض للسلام دوما وأبدا، و رفض أمريكا للسلام في اليمن هي القطعة الأخيرة في صورة الوجه الشيطاني و الإجرامي الأمريكي ، أن الرفض الأمريكي للسلام يعني المزيد من الحروب والقتل والاحتلال ونهب الثروات وأهانة الشعب اليمني وتجويعه وفككته وتقسيمة ، وبما أن أمريكا دولة لقيطة على التاريخ والجغرافيا ، لن تسمح لأي فرصة للسلام، لأن السلام بحاجة لأخلاق وقيم وأصالة ، و اللقيط لا يمكنه القبول بهذا فعمله هو تدمير الأخلاق والقيم و الأصالة ودعوات السلام ، لذلك يغطي اللقيط على جرائمة بقشرة رقيقة مما أبدعه شيطان الصهيونية من تضليل وزيف بتعاطف قذر وحقير لا يسمن ولا يغني من جوع مع دولة لقيطة مثله ، تعاطف ليس سوى مجرد قشرة تضليلية تسقط في ثواني لتستيقظ من تحتها روح الإجرام و العدوان والحصار الكامن في المرقد السياسي الأمريكي، الذي يحاول أن يطمن ويحمي أدوات حروبه وجرائمه في المنطقة ..

قد يعجبك ايضا