جهود دولية لمساعدة تركيا وسوريا في تخطي آثار الكارثة

أكثر من 2200 قتيل في تركيا وسوريا جراء زلزال مدمر

 

 

أردوغان: زلزال مرعش يعد أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ زلزال أرزينجان عام 1939م
تواصل عمليات الانقاذ فيما لا يزال هناك ضحايا تحت الانقاض

الثورة / محمد الجبري
أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أمس الاثنين ارتفاع ضحايا الزلازل في تركيا 1498قتيلاً، وكان أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سابقاً من نفس اليوم، مصرع 912 شخصا وإصابة 5 آلاف و385 آخرين في الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، وبلغت قوته 7.7 درجات.
جاء ذلك في تصريحات من مقر إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) في أنقرة، حيث أشرف الرئيس أردوغان على سير أعمال البحث والإنقاذ.
ولفت أردوغان إلى أن “زلزال مرعش الذي وقع فجر أمس، يعد أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ زلزال أرزينجان عام 1939م”.
وقال: الرئيس التركي “دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال وولاياتنا استنفرت كل إمكانياتها”.
وأوضح أن عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض بلغ ألفين و470، فيما وصل عدد الأبنية المنهارة إلى ألفين و818 مبنى.
وأكد استمرار أعمال إنقاذ المواطنين من تحت أنقاض الأبنية المدمرة جراء الزلزال، وأن 9 آلاف من عناصر البحث والإنقاذ يواصلون العمل، “والعدد يزداد باستمرار مع توافد فرق إغاثية جديدة”.
من ناحية أخرى، أكد أردوغان أن تركيا تلقت عروضا للمساعدة من 45 دولة إلى جانب “الناتو” والاتحاد الأوروبي.
الزلزال الثاني
وفي سياق متصل أعلنت إدارة الطوارئ الكوارث التركية (آفاد) وقوع زلزال جديد ظهر أمس الإثنين، مركزه قضاء ألبيستان بولاية قهرمان مرعش (جنوب) بقوة 7.6 درجات في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر من يوم أمس.
كما حذرت آفاد في بيانها، من وجود نشاط زلزالي خطير في المنطقة (قهرمان مرعش) وأن الهزات الارتدادية ستستمر لتصل قوتها إلى 6.5 – 6.7، ودعت المواطنين الابتعاد عن الأبنية المتضررة والتجمعات في منطقة الزلزال لاستمرار وقوع الهزات الارتدادية.
وضرب زلزال فجر أمس الإثنين منطقة تركيا وسوريا بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر وفق إدارة الطوارئ والكوارث التركية، كما أعلنت مصر والأردن ولبنان والعراق، تأثرها بهزات ارتدادية خلف مئات القتلى والجرحى في تركيا وسوريا.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة أنشأت ممرا جويا للمساعدات إلى مناطق الزلزال، وأضافت أن الوزير خلوصي أكار وقادة القوات التركية توجهوا إلى جنوبي البلاد لتنسيق عمليات المساعدة والإنقاذ.
وبالتزامن، أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يرسل وحدات الدم تباعا للمناطق التي تأثرت بالزلزال ودعت المواطنين للتبرع بالدم.
تصريحات تركية
صرح رئيس الشؤون الدينية التركية أنه بإمكان الأشخاص الذين تضررت منازلهم من الزلزال البقاء في المساجد، فيما أعدت الخطوط الجوية التركية رحلات عاجلة للراغبين بالسفر إلى مناطق الزلزال.
وقال يحيى أوستيون المتحدث باسم الشركة، أمس الاثنين، إن الخطوط الجوية التركية تستعد لرحلات إضافية للمواطنين الراغبين في السفر إلى منطقة الزلزال.
من جانبه أعلن وزير التربية الوطنية محمود أوزر تعليق التعليم في تركيا حتى 13 فبراير بسبب الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش وأصاب العديد من المحافظات في المنطقة.
التضامن الأوروبي والعالمي
وفي حين تتواصل عمليات الإنقاذ، أعلنت دول عدة استعدادها لمساعدة تركيا وإرسال فرق متخصصة للمساهمة في جهود مجابهة الكارثة.
وذكرت وكالة الأناضول أن فريق بحث وإنقاذ من أذربيجان، مكون من 420 عنصرا، وصل إلى ولاية أضنة للمشاركة في جهود إنقاذ ضحايا زلزال تركيا وأثر على 10 ولايات.
كما أعلن وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري أن فرق بحث وإنقاذ ستغادر إلى تركيا في أقرب وقت ممكن.
من جهتها، قالت إيران إنها مستعدة لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا وإرسال فرق الإغاثة إلى البلدين.
وفي موسكو، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لتركيا، في وقت أعلنت فيه وزارة الطوارئ الروسية تجهيز طائرتين تحملان فريق بحث وإنقاذ يضم 100 شخص لإرسالهما إلى تركيا.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن وجه وكالات الإغاثة الأميركية لتقييم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين، كما أعلنت الصين « إنها سترسل مساعدات عاجلة إلى تركيا وسوريا.
كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء يحشدون الدعم لتركيا.
وأكد الناطق باسم المفوضية الأوروبية بالازس أوجواري في مؤتمر صحفي إن 13 دولة في الاتحاد الأوروبي تستعد لإرسال فرق مختصة إلى تركيا، للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ عقب الزلازل التي ضربت جنوبي البلاد، والدول المعنية هي: بلغاريا، وكرواتيا، والتشيك، وفرنسا، واليونان، وهولندا، وبولندا ورومانيا، والمجر، وإيطاليا، وإسبانيا، ومالطا وسلوفاكيا.
كما عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعدة عاجلة، ووجه وزير الداخلية الفرنسي 139 عنصرا من الحماية المدنية إلى تركيا كجزء من آلية التضامن الأوروبي، وصدر عرض مماثل عن المستشار الألماني أولاف شولتز، وكذلك أعلنت بريطانيا استعدادها لتقديم المساعدات لتركيا وقدمت التعازي في الضحايا.
أعلن وزير الخارجية البريطاني» سنرسل دعما فوريا إلى تركيا يشمل فريقا من 76 متخصصا في البحث والإنقاذ».
وفي أثينا، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إنه اتصل بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم مساعدة فورية في جهود الإنقاذ.
وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي الذي وصفه بالصديق.
وأكد وزير خارجية البلاد استعداد موسكو لتقديم المساعدة لأنقرة في محادثة هاتفية مع نظيره التركي.
وقال رئيس الوزراء الكندي» إن الأخبار والصور القادمة من تركيا وسوريا فظيعة، ونؤكد استعدادنا لتقديم المساعدة.
أما رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم أعلن عزمه لإرسال طاقم من فريق المساعدة والإنقاذ الماليزي الخاص في حالات الكوارث سيتجه إلى تركيا ليلاً.
التضامن العربي
من الجهود العربية والتضامن مع تركيا ظهور بيانات ملاحية من هبوط طائرة تابعة للحكومة الكويتية في مطار مدينة أضنة جنوبي تركيا، وذلك ضمن الجهود الدولية لمساندة أنقرة في مواجهة تداعيات الزلزال.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية القطرية، أمس اليوم الإثنين، تسيير رحلة مباشرة من الدوحة لمدينة أضنة جنوبي تركيا.
وكشف السفير التركي بالدوحة مصطفى كوكصو، إن تسيير الرحلة الجديدة جاء بعد مبادرة من السفارة لتسهيل سفر المواطنين الأتراك المقيمين بالدوحة، للسفر إلى مدينة أضنة القريبة من المدن التي تعرضت للزلزال.
وأوضح السفير التركي كوكصو أن الرحلة الخاصة ستكون مساءً لنقل من يريد السفر بشكل عاجل.
أما الأردن قال وزير الخارجية الأردني سنرسل مساعدات إلى تركيا وسوريا للإسهام في جهود الإغاثة.
وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية أنها سترسل فريق من 89 فردا إلى تركيا للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
زلزال سوريا
وفي سوريا كشفت آخر حصيلة ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 532 قتلى و1284مصاباً في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.
وتمكنت هيئة الدفاع المدني والإطفاء السوري، وبمشاركة الجيش السوري، من إنقاذ 39 شخصاً على قيد الحياة، وانتشال جثامين عدد من الأشخاص المتوفين، فيما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.
وكانت قد ذكرت سانا نقلا عن قائد هيئة الإطفاء والدفاع المدني مهند جعفر – أنه تم إخراج عدة أشخاص من تحت الأنقاض في مناطق متفرقة بسوريا جراء الزلزال من بينهم طفلان وامرأتان على قيد الحياة، وتم انتشال شخص واحد متوف، وإخراج امرأة على قيد الحياة من بناء متهدم، و11 شخصاً أحياء ما بين أطفال وكبار من بنايتين في منطقة الرمل الجنوبي.
وأوضحت أنه تم إخراج شخصين على قيد الحياة وانتشال 4 متوفين بمنطقة الرمل الجنوبي وإخراج 6 أشخاص دون معرفة حالتهم الصحية، وإخراج 5 أشخاص على قيد الحياة من بناية في منطقة العسالية.
وترأس الرئيس السوري بشار الأسد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء صباح أمس لبحث تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا فجر اليوم بقوة بلغت 7.7 درجات، متسبباً بسقوط مئات الضحايا وعدد كبير من الإصابات وانهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا أفادت بوقوع ضحايا ودمار كبيرين في مناطق متفرقة في سوريا جراء الزلزال القوي الذي ضرب جنوبي تركيا ومنطقة شرق المتوسط.
وأعلنت وزارة الصحة السورية، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 237 وفاة و 639 إصابة في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، طرطوس جراء الزلزال المدمر.
وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنه تم خلال الاجتماع الذي ترأسه الأسد تقييم الوضع الأولي الراهن عقب الزلزال الكبير وتحديد المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً والتي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
ضحايا فلسطينيين
أعلن السفير الفلسطيني لدى سوريا سمير الرفاعي، عن وفاة ثمانية لاجئين فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.
وأوضح الرفاعي، في تصريح صحفي، أنه «تم انتشال خمس جثث، وإنقاذ ثمانية لاجئين، من تحت أنقاض مبنيين سكنيين انهارا في مخيم الرمل في اللاذقية، وأن عمليات البحث عن ناجين ما زالت مستمرة».
وأشار إلى أنه «جرى انتشال جثامين ثلاثة أطفال من تحت الأنقاض، بينهم شقيقان، في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب، جراء انهيار جدار».
وأوضح أن «ثلاثة مخيمات فلسطينية تقع ضمن دائرة الزلزال، وهي مخيم الرمل في اللاذقية، ومخيم النيرب، ومخيم حندرات في حلب، إضافة إلى تجمعات فلسطينية متفرقة في المحافظات الشمالية السورية».
ولفت إلى أن فِرَق الهلال الأحمر الفلسطيني توجهت إلى مخيم الرمل، للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإسعاف.

قد يعجبك ايضا