ذنب مروة الصبري أنها يمنية أبيّة

د.تقية فصائل

 

 

قضية مروة الصبري المعتمرة اليمنية التي رفضت الإهانة المتعمدة من إحدى مسؤولات الأمن في بيت الله الحرام، هي في الحقيقة قصة تحكي ما نعانيه نحن – اليمنيين – كل يوم مع جارة السوء السعودية منذ تأسيسها من استكبار وتعد وهمجية واضطهاد وظلم وتزوير ومصادرة الحقوق والحريات، والجميع يعلم أن سجون آل سعود تعج باليمنيين ظُلما.
مروة عندما واجهت ودفعت الإساءة بقولها الصريح والصادق (أنتم السعوديين دمرتم بلادنا) سارعوا إلى اقتيادها ومحاكمتها وسجنها بعد تلفيق التهم الباطلة لها, لأنهم يعلمون أنها لم ترتكب جُرما ولم تأت باطلا يذكر حتى تعامل بهذه الطريقة، ولكن استكبارهم وتعاليهم وسياستهم القمعية الظالمة تُملي عليهم إسكات كل صوت حر يواجه طغيانهم، ويُسمعهم قول الحق. وهو ذات السبب لما نتعرض له من مكرهم وتحالفهم العدواني وحصارهم وتدميرهم لأرضنا وقتلهم لشعبنا، لأنهم وجدوا من يقول لهم قفوا عند حدكم وكفوا أيديكم عن شعبنا وأرضنا.
من جهة أخرى يؤكد هذا الموقف الظالم – مما لا يدع مجالا للشك – أن من يدَّعون أنهم يحافظون على أمن الحرمين ويخدمون ضيوف الرحمن هم في حقيقة الأمر يمثلون أكبر خطر على الحرمين وعلى الحُجاج والمعتمرين .وقصص مضايقاتهم واعتقالهم، بل وقتلهم للحجيج والمعتمرين من شتى البلاد الإسلامية ماثلة للعيان، وهي ملفات يحرصون على إبقائها طي الكتمان، ولكنهم لا يدركون أنهم لا بد من أن يدفعوا ثمن ذلك مهما طال الزمن .
ولا ندري لماذا لم تتحرك السفارة المحسوبة على اليمنيين لمتابعة الموضوع والوقوف مع مروة والدفاع عنها بحكم أنها مواطنة يمنية تتعرض للظلم ومصادرة حقوقها وحريتها، وهذا من أوجب الواجبات على السفارة، كما تقوم سفارة أي بلد يتعرض مواطنوها للاضطهاد في أي بلد آخر . وهذا يؤكد ما نعرفه جميعا أن هؤلاء لا يمثلون اليمن ولا يمثلون اليمنيين، وأنهم مجرد أدوات في أيدي أولياء نعمتهم، ولا يهمهم إن فرطوا بكرامة مروة أو كرامة اليمنيين وأرضهم وسيادتهم وكل شيء في سبيل إرضاء عنجهية أسيادهم، وهذا الموقف يضاف إلى خياناتهم الكثيرة للوطن والشعب .
أما المرتزقة من حكومة الفنادق بكامل طاقمها وحاشيتهم وناشطيهم الذين يملؤون الدنيا ضجيجا بحقوق اليمنيين التي يزعمون الدفاع عنها، فلا أظن أحدا يتوقع منهم أن يحركوا ساكنا، لأنهم حريصون على الحفاظ على مكاسبهم المادية التي جمعوها من بيع اليمن واليمنيين، كما أنهم قد تجردوا من كل القيم والمبادئ التي تدفعهم لنصرة مروة أو غيرها.
وما أعظم موقف أنصار الله الذين وجهوا خطابا ينددون فيه بإقدام الحكومة السعودية على سجن مروة ويطالبونها بإطلاق سراح المواطنة اليمنية ويذكرونها بأن ما أقدموا عليه يعمق الفجوة بين البلدين ويزيد مواجع اليمنيين وآلامهم من سوء تعامل جارة السوء ويوغر صدورهم أكثر وأكثر. كما أن هذا يتنافى وحقوق الإنسان والأعراف والتقاليد والدين.
وجدير بالذكر أن هذا الخطاب لم يوجه للسعودية للقائمين عليها منذ مطلع العصر الحديث.
في قادم الأيام ستخرج مروة مرفوعة الرأس شامخة ما دام رجال الله يطالبون بحريتها بكل قوة.

قد يعجبك ايضا