حضرموت والمخطط الاستعماري الإماراتي

عبدالفتاح البنوس

 

 

من سقطرى إلى حضرموت في أقصى الجنوب الشرقي للجمهورية اليمنية، تتحرك وتنشط دويلة الإمارات وتتحرك في أكثر من مسار وعلى أكثر من صعيد من أجل بسط نفوذها والهيمنة عليها، بغية السيطرة على ثرواتها ومقدراتها والاستفادة من موقعها الاستراتيجي الهام ، وذلك ضمن مخطط توسيع نفوذها الاستعماري في اليمن الذي تديره وتشرف عليه وتوجه بوصلته أمريكا وبريطانيا من أجل تحقيق مكاسبهما وتحقيق أهدافهما الاستعمارية التي تصب في مصلحة كيان العدو الصهيوني الذي يبدو أن كافة الأطراف المتخندقة في صف العدوان تعمل بكل إمكانياتها وطاقاتها من أجله وخدمة لمشاريعه التآمرية .
تعمل الإمارات على ضم حضرموت إلى نطاقها الاستعماري في اليمن بخطوات متانية خوفاً من استفزاز السعودية وظهور الخلاف إلى العلن بشكل واضح وصدامي بين الحليفتين ضد اليمن واليمنيين، عمليات العسكرة والتحشيد وإعادة تموضع القوات، ونشر قوات جديدة بعد تدريبها وتأهيلها لتصبح ضمن الأذرع العسكرية لها في المحافظات المحتلة عامة وفي محافظة حضرموت على وجه الخصوص؛ تندرج جميعها في سياق المخطط الاستعماري التوسعي الإماراتي الذي ينفذ أجندته المرتزق طارق عفاش ومرتزقته والمرتزق عيدروس الزبيدي ومرتزقته، وهو الأمر الذي يهدد حضرموت ونسيجها الاجتماعي، ويفتح الباب على مصراعيه لتحويلها إلى بؤرة من بؤر الصراع والمواجهات المسلحة، وهي البيئة الملائمة للمحتل الإماراتي التي تمكنه من تنفيذ أجندته وتحقيق أهدافه بيسر وسهولة .
ومما لا شك فيه أن التواجد الإماراتي في حضرموت الذي يتصادم مع التواجد السعودي، يشكل مصدر خطر بالغاً على حضرموت وأهلها خاصة وعلى اليمن واليمنيين عامة، كونها محافظة تحظى بموقع استراتيجي هام جدا، علاوة على كونها من المحافظات الغنية بالثروة النفطية والسمكية وتمتلك الكثير من الفرص الواعدة للاستثمار في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي يستوجب التحرك الشعبي الواسع من قبل كل أحرار حضرموت للوقوف في وجه هذا المخطط الإماراتي الاستعماري الاستغلالي، والتصدي لكافة المحاولات التي تبذلها الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى، ولو وصل بهم الحال للمواجهة المسلحة ، فالمؤامرة خطيرة وتداعياتها ستكون كارثية جدا، وعواقب التفريط والتقاعس واللا مبالاة تجاه هذا الخطر ستكون أكثر كارثية ولن يسلم منها أحد .
الوعود البراقة، والأحلام الوردية التي يسوق لها المحتل السعودي والإماراتي هي أشبه بالسراب، وما هو حاصل المحافظات اليمنية المحتلة في الجنوب خير شاهد على زيف وخداع السعودية والإمارات، فلا خير منهما يرتجى لليمن واليمنيين مطلقا، والمشكلة اليوم أن الإماراتي الذي يسعى للسيطرة على حضرموت وعدد من المحافظات اليمنية المحتلة هو نفسه الذي يقدم نفسه كوكيل ومندوب ومفوض للإسرائيلي في المنطقة، ولا يجد أي حرج عن التقارب معه، والدخول في علاقات وتفاهمات وتحالفات ثنائية، ولا يتورع في الانغماس في وحل التطبيع والتصهين، وهو ما سيحاول فرضه على المناطق التي ستخضع لسلطته وهيمنته، وهذا ما لا يرضاه كل الشرفاء والأحرار من أبناء حضرموت الذين يعافون العبودية والذل والمهانة .
بالمختصر المفيد، يقول المثل اليمني ( ما من دخيل عافية لو جاء بزاده وماه ) فكيف بالغازي المحتل الذي يحاول السيطرة على البلاد وثرواتها ومقدراتها ؟!!! فما من شك أنه لا خير منه ولا يمكن القبول بتدنيسه الأرض اليمنية الطاهرة، ويجب أن تكون للشارع الحضرمي كلمته وحضوره الفاعل لإسقاط وإفشال المخطط الإماراتي ورفض الانزلاق في مشاريعه التدميرية التآمرية .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا