الغرب من الداخل: سباق لإشباع جوع الصراع - حيل اضطرارية للهروب من التعبئة - وهروب من المصارحة

الرئيس الهنغاري: نظام الإلحاد سينهار – واشنطن خدعت برلين – توقعات معكوسة والحصيلة 150 ألف قتيل – أمين النفاق قلق من العنف النازي ضد اليهود – توحش ضد السود – توفيت قبل 4 سنوات بسبب الجوع

الثورة / متابعات / محمد الجبلي


خطوات لسد جوع المعركة
لإطعام المعركة التي لا تشبع، وجَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحكومة وقطاع صناعة الطيران في روسيا بإنتاج ما لا يقل عن 700 طائرة مروحية بصورة مستعجلة حتى عام 2030م، بتمويل من صندوق الثروة الوطني.
في المقابل، ذكرت الصحف الغربية، أن واشنطن تضغط على الكيان الصهيوني لإرسال الذخائر التي فقدت عمرها الافتراضي إلى أوكرانيا.
لكن كييف تتطلع إلى المحظور، حيث يقول ميخائيل بودولاك مستشار الرئيس الأوكراني « إن أوكرانيا بعد حسم موضوع توريد الدبابات، تتفاوض للحصول على صواريخ بعيدة المدى وطائرات لتتمكن من قصف شبه جزيرة القرم».
صحيفة El País الإسبانية، ذكرت أن أوكرانيا ترغب في الحصول على 24 طائرة حربية غربية، عبر كتيبتين تحتوي كل منهما على 12 طائرة.
وأضافت، أن وزارة الدفاع الأوكرانية، تستميت للحصول على طائرات F-16 الأمريكية، كما ترغب في الحصول على طائرات Rafales الفرنسية، وGripens السويدية.
مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يقول: تسليم كييف آليات مدرعة وغيرها من الأسلحة، لن يمنع الحرب العالمية الثالثة، إذا وصلت إلى حد الاندلاع.

فات الأوان
صحيفة واشنطن بوست، تقول: إن أوكرانيا ستعاني من مشاكل لوجستية بعد استلام الدبابات الغربية، بالإضافة إلى أن أوقات التسليم مختلفة، وأن الوقت الذي يستغرق تدريب الأوكرانيين عليها لا يقل عن ستة أشهر.
لكن ضابط المخابرات الأمريكي سكوت ريتر، له نظرة مغايرة، إذ يقول « دبابات ابرامز لن تظهر في ساحة المعركة، وأن واشنطن خدعت الرئيس الأوكراني، وخدعت ألمانيا من أجل أن توافق على إرسال دباباتها لكييف، لقد حققت واشنطن هدفها وجعلت ألمانيا مشاركا في الصراع ضد روسيا.

ألمانيا ستخسر سوق السلاح الأوروبية
كتب داريا فولكوفا قائلاً «ملحمة نقل دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا والضغط على ألمانيا، جزء من سياسة أمريكية تهدف إلى تقويض دور ألمانيا في أوروبا، حيث يحتل الألمان موقعًا رائدًا في الاتحاد الأوروبي، وهم أحد قادة حلف شمال الأطلسي،» و»بالإضافة إلى ذلك، تريد الولايات المتحدة إضعاف الاتحاد الأوروبي ككل، كونه ينافسها اقتصاديًا، وبهذه الطريق، تتوقع واشنطن إخضاع الدول الأوروبية، بتدمير العلاقات الاقتصادية والعسكرية التقليدية وعلاقات الطاقة» بين الدول الأوروبية”.
في الداخل الأوكراني العسكري والسياسي، وصف مستشار الرئيس الأوكراني الأسبق، الوضع في بلاده بالمزري حيث أنه خرج عن سيطرة الرئيس زيلينسكي، بسبب استياء القادة الغربيين من الفساد المتفشي بين قيادات نظام كييف، حد قوله.
وزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي، قال في مقابلة مع صحيفة Krytyka Polityczna، إن أوكرانيا في حالة يرثى لها بسبب الفساد المتفشي في كل مستويات السلطة.
وفيما تشتد المعارك، تصاعدت وتيرة التفتيش واسعة النطاق للبحث عن الرجال في أوكرانيا واقتيادهم بشكل إجباري إلى ساحة المعركة.
ومع هذه العملية لجأ الكثيرون إلى الاختباء في سقائف المنازل لأسابيع كاملة هرباً من اقتيادهم للخدمة الإجبارية وبرامج التعبئة، وبحسب وسائل الإعلام، لقد استخدم الرافضون للذهاب إلى المعركة كامل الحيل للتخفي عن الأنظار، ووصل الأمر إلى أن يتنكر الرجال بأزياء النساء عند خروجهم إلى السوق، كما أن البعض ذهب إلى ما هو أكبر كإطلاق النار على أحد أعضائه ليتم إعفاؤه من التعبئة.

قناعة بالانهيار واحتكاك ودعوات للاستقلال
أكد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أن النظام الاجتماعي الغربي الذي تشكل على مدى السنوات الـ30 الماضية، والقائم على الإلحاد وأيديولوجية النوع الاجتماعي، سينهار لا محالة، لأنه «يتعارض تماما مع الطبيعة البشرية.»
وأضاف: إن هذا النظام «سوف ينهار بالتأكيد».. «وآمل ألا يكون وفق سيناريو هرمجدون».
من جهته دعا برلماني أوروبي- رئيس حزب الشعب- إلى إيجاد اقتصاد حربي، وقال مانفريد ويبر «يتوجب على الاتحاد الأوروبي تحويل اقتصاده إلى اقتصاد حرب ليتمكن من الدفاع عن نفسه»، ووفقاً للبرلماني، فإن الدول الأوروبية غير قادرة الآن على توفير الأسلحة اللازمة بسرعة « لا للدفاع عن نفسها ولا للدفاع عن أوكرانيا».
رئيسة الوزراء الإيطالية اتهمت دولاً أوروبية بالتخريب وقالت ميلوني: إن ممتلكات دبلوماسية إيطالية كانت هدفا للتخريب في ألمانيا وإسبانيا، وأن الحكومة الإيطالية تتابع بقلق واهتمام حالات العنف الجديدة ضد موظفينا وبعثاتنا الدبلوماسية.
مجلة « ذا أمريكان « الأمريكية اعتبرت أن توقعات الغرب بشأن انهيار روسيا كانت على العكس، فروسيا لم تنهار ونظامها لم يتغير ولم تستسلم لمطالب الغرب.
وتضيف: واشنطن قللت من التماسك الاجتماعي لروسيا ومن إمكانياتها العسكرية، ولذلك فشلت حرب واشنطن بالوكالة.
وكشفت المجلة حجم الخسائر، حيث ذكرت أن أوكرانيا خسرت 150 ألف قتيل و 35 ألف مفقود، وخلصت المجلة إلى القول « :إنه من الصعب خداع التاريخ وخداع أوكرانيا بإمكانها الصمود أمام روسيا.. هذه الحرب محكوم عليها بالفشل».

تهرب أم خوف؟
لامتصاص غضب الكرملين من رد مماثل على انخراط الدول الغربية في الصراع وتزويد أوكرانيا بالسلاح والدبابات، قالت الخارجية الألمانية: إن برلين لا تسعى إلى مواجهة مع روسيا وتتجنب أي صدام، وذلك بعد أن دعتها الخارجية الروسية لتوضيح موقفها من النزاع، بعد إرسال دبابات ليوبارد إلى كييف.
فرنسا هي الأخرى أعلنت بلسان وزارة خارجيتها توضيح الموقف، وقالت إن إمداد باريس أوكرانيا بالأسلحة لا يجعل فرنسا طرفاً في النزاع.
جاء ذلك بعد تصريح السفير الأوكراني في باريس حول تعهدات الدول الغربية بتسليم أوكرانيا 321 دبابة قتالية.
وفي سياق الدعم، ذكرت إحدى الصحف البرازيلية أن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو، رفض طلب الحكومة الألمانية إرسال ذخيرة دبابات إلى ألمانيا، خوفاً من إعادة شحنها إلى أوكرانيا، وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تستفز روسيا، والبرازيل تريد أن تحافظ على حيادها.

قلق جديد لأمين عام الأمم المتحدة.. نفاق فريد
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعلن أن النازية الجديدة تمثل خطرا كبيرا على الأمن الداخلي في العديد من الدول.
وقال غوتيريش في كلمة له أثناء مراسم إحياء ذكرى محرقة اليهود إن «حركات النازيين الجدد ومؤيدي عقيدة تفوق العرق الأبيض تصبح أكثر فأكثر خطورة. والوقت الحالي هم يمثلون الخطر الأكبر على الأمن الداخلي في عدد من الدول، وهذا الخطر متزايد أكثر من الاخطار الأخرى».
أمين عام الأمم المتحدة قلق من معاداة اليهود، لا يعلم أن أكبر خطر حقيقي يتمثل في الإساءة للقرآن وتدنيسه بتأييد دولي ودعم أممي، وبهذا التأييد والدعم يذبح الشعب الفلسطيني عبر جرائم يومية من قبل من هم في دائرة القلق الأممية، متناسيا كل الجرائم العرقية التي ترتكب يوميا داخل الولايات المتحدة، من تصفيات جماعية بحق السود.

عنف متوحش ضد السود
الشرطة الأمريكية في مدينة ممفيس، نشرت شريط فيديو مؤلما يظهر تعرض مواطن أمريكي أسود من أصول أفريقية، للضرب المبرح على يد أفراد الشرطة بصورة وحشية أدت إلى وفاته.

الشرطة تحتاج إلى حماية
ضباط وأفراد شرطة هايتي، أغلقوا الشوارع وصولاً إلى المطار الرئيسي في البلاد، تزامناً مع وصول رئيس الوزراء الذي قدم من الأرجنتين، وهاجم الضباط الغاضبون المقر الرسمي لرئيس الوزراء هنري في العاصمة بورت وسط إطلاق نار، وبحسب رويترز فإن احتجاج الضباط جاء على خلفية مقتل زملاء لهم على أيدي العصابات المسلحة التي بسطت قبضتها على الدولة الكاريبية.
في مملكة التفسخ والانحلال وبسبب التفكك الأسري، قرر روي تفقد شقيقته لاورا بعد انقطاع أربع سنوات، وعند وصوله شقتها الواقعة جنوب شرقي إنجلترا، وجدها جثة هامدة وهيكلاً محنطاً.
حيث تقول الشرطة، إن المتوفية كانت تعاني من انفصام، وكانت مهملة لنفسها، وليس لديها الطعام ولا تدري كيف تحصل على المساعدة من الخدمة الاجتماعية.
أسرة المتوفية ألقت باللوم على نفسها في عدم متابعة قريبتهم والاستطلاع عن احتياجاتها، وعلى خدمة الرعاية الاجتماعية والخدمة الصحية.
هذه القصة صورة مصغرة عن الوضع الاجتماعي المنحل والمتفكك في دول الغرب، وتمثل واحدة من نتائج الانحراف الفطري والقيم الأخلاقية والأسرية في مجتمع يحكمه المال، وبدونه لن تجد بالمجان إلا الموت فقط.
وفي سياق التوجه نحو الإلحاد، تتجه الحكومات لمحاربة كل موروث يشكل عائقا أمام التفسخ والانحلال، ففي غرب العاصمة البريطانية لندن، أكلت النيران كنيسة سانت مارك الأثرية الانجليكانية، والشرطة لا تشكك في أن الحادثة جاءت بفعل فاعل، لكنها لم تذكر أي تفاصيل وتقول إنها مازالت تحقق في الحادث.
– يحسب لهذه الأحداث، أنها أفرزت القناعات وأظهرت الوضع الداخلي الغربي بوضوح غير مسبوق، القناعات التي قسمت التكتل لن تبقى خاملة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى تصادم داخلي، المسألة تعتمد على عامل الوقت والجفاف البنيوي للدول.

قد يعجبك ايضا