● اليمن ليس المكب الذي يرمي فيه الآخرون مخلفاتهم من إطارات السيارات المستعملة مثلاٍ..هذا ما يجب أن يفهمه مستوردوها المحليون من دول الجوار إن كانوا يملكون ضميراٍ حياٍ فأرواح اليمنيين غالية…أما إذا مات ضميرهم وهذا ما تبينه أعمالهم على أرض الواقع فالحل يكمن في نهوض الأجهزة الرقابية المختصة من سباتها للقيام بواجبها بمعاقبة أمثال هؤلاء المهربين والبائعين وحماية المستهلك منهم وتوعية السائقين بمدى خطورتها وإقناعهم بأن رخص الثمن لا يعتبر مبرراٍ كافياٍ لشراء هذا الإطار القاتل.
المزيد حول هذه الإطارات القاتلة وأخطارها تجدونه في ثنايا التحقيق الصحفي التالي:-
قرر عبد الله الحماطي وأصدقاؤه السفر إلى الحديدة بعد الانتهاء من الامتحانات النهائية في كلية المحاسبة وما أن انتهت باشر الأصدقاء بتجهيز السيارة وفحصها بالكامل تحسباٍ لأي طارئ ولكن الإطار المستعمل رخيص الثمن الذي اشتراه عبدالله من محل البنشر القريب من منزله كان سبباٍ لحادث مؤلم تعرضوا له في إحدى المنعطفات بعد أن انقلبت سيارته بسبب انفجار الإطار المستعمل مكث عبدالله أسبوعاٍ كاملاٍ في غرفة العناية المركزة فيما تعرض باقي أصدقائه لكسور في مناطق مختلفة من أجسادهم.
عبد الله الحماطي وغيره تسبب الإطار المستهلك والمرمي على الرصيف لأيام والمعرض لأشعة الشمس إلى تعرضهم للأذى نتيجة لعدم قابليته للاستخدام بعد أن اضطر صاحبه لتبديله بآخر جديد بعد مرور مدة قصيرة من شرائه من محل البنشر ذاته أو محلات أخرى تقوم بإصلاحه.
زيادة في الإقبال
الإطارات المستخدمة هي أكثر أنواع الإطارات استخداماٍ بعد المقلدة رخيصة الثمن في الفترة الماضية وأرجع عبدالله الجابري – صاحب محل بنشر السيارات – السبب إلى ضعف الإمكانيات المادية عند الكثير وهذا ما لاحظه بعد أن ازداد أعداد الزبائن المترددين عليه خاصة من أصحاب التاكسي لتغيير إطاراتهم التالفة بأخرى مستعملة رديئة – كما قال لي وبالرغم من تحذيره للسائقين بخطورتها إلا أنهم لا يستمعون لنصيحته حد قوله.
هذا الحال لا يقتصر على الجابري فالخامري صاحب بنشر سيارات في شارع خولان يؤكد هذا الكلام بالإضافة إلى قوله: منذ أن دخلت هذه الإطارات المستعملة والمستوردة من خارج البلاد إلى الأسواق حتى ازدادت أعداد السيارات التي تأتي إلينا لإصلاح الإطارات وعمل اللازم لإعادة تأهيلها.
ولفت إلى أن هذا وإن دل على شيء فإنه يدل على ردائة جودة هذه الإطارات المستخدمة واحتمال تعرضها للتلف في أي وقت .
أسعار مناسبة
أسعد ملاطف مدير أحد محلات بيع إطارات السيارات في شارع الثلاثين لا يفضل بيع الإطارات المستخدمة حتى وإن كانت عائداتها المالية كبيرة غير أنه اكتفى بالقول توضيحاٍ لرأيه: أرواح الناس ليست لعبة وهذا ما فسر كل ما تحفظ على البوح به.
وبعدها سألته عن سبب عزوف الكثير من سائقي السيارات عن شراء الإطارات الجديدة فأجاب .. أسعار هذه الإطارات مرتفعة إذا ما قارناها بالمستخدمة لذا قمنا باستيراد إطارات صينية رخيصة الثمن بسعر يصل إلى عشرة أو أحد عشر ألف حتى لا يصل الفارق بين أسعار الإطارات الجديدة والمستخدمة إلى أكثر من النصف بالإضافة إلى أن هذه الإطارات لا تزال مرنة وقابلة للاستخدام ونحن نقوم بضمانها عند البيع .
حراج الإطارات
ذهبت إلى حراج الإطارات كما يسميه البعض وفيه يتم بيع الإطارات المستخدمة التي يستوردها أصحاب تلك المحال من دول الجوار وطلبت من إحد المحلات إعطائي طقم كامل أربعة إطارات رقم (14) فأحضر لي احد العاملين في المحل الواقع بشارع خولان ما طلبت من بين الإطارات المرصوصة فوق بعض على الرصيف والتي تبقى كل يوم تحت أشعة الشمس لساعات طويلة حتى يحين موعد بيعها … لم تكن تلك الإطارات بتلك الهيئة التي تدفعني كعميل للشراء فقلت له ذلك ولكنه أكد لي أنها جيدة سعرها رخيص حيث يصل سعر الطقم الواحد إلى ما يقارب الخمسه عشر ألف لاغير أي ما يقارب سعر إطار واحد جديد ومضمون وعندما طلبت منه الضمانة رد علي قائلاٍ : أبيعك التاير ( الإطار ) بدون ضمانة لأنه مستخدم وما بش واحد با يضمنه لك .
مخاطر
للإطارات المستهلكة خطورة كبيرة على حياة السائق ويرجع ذلك إلى عدة أسباب ذكرها وليد السويدي ميكانيكي ومن أهمها كما يقول عدم مطابقة الإطارات المتواجدة في الأسواق إلى مقاييس ومواصفات التصنيع الجيد مثلاٍ كأن يكون فيها عيب صناعي أو انتهاء فترة صلاحية الإطار وأحياناٍ كثيرة يرجع السبب إلى عدم اختيار الإطارات المناسبة للبيئة التي توجد بها السيارة فهناك إطارات مخصصة للأماكن الحارة والوعرة وغيرها .
هذا ما يخص الإطارات الجديدة التي قد تعرض السائق للخطر أما الإطارات المستهلكة المرمية على الأرصفة أمام كثير من المحلات في أمانه العاصمة فإن خطرها أكبر.. عبد الناصر الحمادي /مهندس ميكانيكي أرجع سبب الخطورة إلى أن تلك الإطارات أكثر عرضة للجفاف بسبب تعرضها لأشعة الشمس بالإضافة إلى ظهور التشققات على الإطار واختفاء البروز الظاهرة من سطحه بحيث تبدو مطموسة مما يعرض السيارة للانزلاق في المنعطفات والانفجار أثناء تعرضه لحرارة عالية أثناء القيادة لمسافات طويلة على أرضية درجة حرارتها عالية بسبب تمدد الهواء داخل الإطار ووصوله إلى مرحلة عدم القدرة على الاحتمال وهذا يؤدي إلى انفجاره المفاجئ.
تعاون مشترك
إطارات السيارات الجديدة قابلة للانتهاء بسبب سوء التخزين ولها فترة صلاحية معينة .. هذا ما يجب أن يعيه المواطن بالإضافة إلى أن الإطارات المستخدمة التي تباع للسائقين البسطاء خطرة للغاية ومن شأنها أن تعرض حياتهم للخطر في أي لحظة لهذا يجب أن تتكاتف الجهود المسئولة عن توعية المواطن بخطورة هذه الإطارات هذا ما أكده الأخ /فضل منصور .. رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك.
كما نوه إلى أهمية وجود تراخيص ومراقبة لبضائع أصحاب هذه المحال من قبل الجهات المختصة كوزارة الصناعة والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس .
مؤكداٍ أن دور جمعية حماية المستهلك توعوي تجاه هذه المشكلة ونحن نعمل ما بوسعنا لتوعية السائقين بخطورة تلك الإطارات.
التهلكة
شراء الإطار المستخدم قد يعرض السيارة للانقلاب أثناء القيادة لمسافات طويلة مما قد يؤدي إلى موت السائق ومن معه والتعرض لإصابة بالغة و لهذا السبب لا يجوز شراء تلك الإطارات ..هذا ما أكده الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في موقعه على الانترنت في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص حيث يقول: لا يجوز تعريض النفس للخطر قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وأكد على عدم جواز المجازفة بوضع النفس البشرية بموضع خطر .
تصوير/مراد مبروك