حَربٌ يهوديةٌ ينفذها الغرب تحت يافطة الحريات.. هذا ما يجب على المسلمين أن يفعلوه!

افتتاحــــية الثورة


إزاء الجريمة الخطيرة التي أقدم عليها أحد المتطرفين في السويد على إحراق نسخة من القرآن الكريم، تحت حماية الشرطة السويدية التي تذرعت بأن ارتكاب الجريمة النكراء يندرج ضمن حرية التعبير، ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى لأن تفهم شعوبنا العربية والإسلامية وكل المسلمين في العالم أن الغرب الذي يتحجج بالحريات والحقوق ليس إلا أداة من أدوات اللوبي الصهيوني، وهذا التعدي الخطير والصارخ على كتاب الله أقدس المقدسات إنما هو عمل صهيوني في سياق الحرب العدائية والشرسة التي يشنها الصهاينة على الإسلام والمسلمين.
الجريمة النكراء التي ارتكبها أحد المتطرفين تحت رعاية الحكومة السويدية أحدثت ردة فعل واسعة من كل أنحاء العالم والتنديد والغضب الذي تابعناه هو خطوة جيدة لمواجهة هذه الهجمة الصليبية على الإسلام، لكن المهم أن يتم ترجمة هذه المواقف إلى تحركات شاملة تبدأ بخروج مظاهرات شعبية غاضبة في كل الأقطار والأنحاء، وتوجيه تحذيرات جادة إلى الغرب وأمريكا بأن أي جرائم من هذا القبيل سيقابله سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها.
لابد من تحركات شاملة تمنع هذا التعدي الصارخ وتوقف هذه العربدة الصهيونية اليهودية التي ينفذها الغرب وأمريكا بكل وقاحة، ومن يتجاهل في هذه المرحلة التي وصل كيد الأعداء إلى الإساءات المتكررة والتطاول الوقح إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسولنا الكريم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وإلى القرآن الكريم ولا يتحرك بما يقتضيه التحدي الخطير فهو فاقد للدين ومنعدم الإحساس بالمسؤولية، بل ولا ينتمي للإسلام.
ومن المهم الإدراك أن الأعداء يتحركون بعدائية وقحة وصارخة ضد الإسلام والمسلمين، فاللوبي الصهيوني يتحرك على نطاق واسع في الغرب بشكل عام في حربه العدائية الشديدة ضد الإسلام، والحرق المتكرر لكتاب الله الكريم أقدس المقدسات في بلدان متعددة وفي السويد بشكل متكرر هي حرب عدائية يقف وراءها العدو الصهيوني، وينفذها من خلال أدواته الغربية تحت شعار ومزاعم حرية التعبير!
إن استشراس المنحرفين في الغرب في إساءاتهم الخطيرة إلى القران الكريم وإلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، هي شكل واحد من أشكال الحرب الصهيونية اليهودية على الإسلام والمقدسات، تتماثل مع ما يفعله العدو الصهيوني اليهودي من انتهاكات متكررة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، وهي كذلك هجمة تعكس مخططا صهيونيا في تفجير صراع حضاري ضد المسلمين من خلال الأدوات الغربية التي يفترض بأنها مسيحية، فالصهيونية العالمية خططت وزرعت لهذا الصراع وجهزت الأدوات الغربية من زمن طويل.
القضية يا أيها المسلمون في منتهى الخطورة، وما حدث في السويد من إحراق للمصحف الشريف تحت حماية الشرطة السويدية لم يكن الاعتداء الأول من نوعه الذي يطال مقدساتنا، بل هو امتداد لنهج طويل من الحرب الشنيعة التي يشنها اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا ضد الإسلام والمسلمين.
فقد أقدم المتطرف المنحرف راسموس بالودان – الذي يرأس حزبا في السويد -على حرق نسخة من القرآن الكريم، في إبريل من العام 2022، قام بالودان مع أنصار حزبه بإحراق نسخ من القرآن الكريم – وكرر فعلته الأخيرة وتحت حماية الشرطة، هذا التعدي الصارخ والمتكرر يشير إلى مخاطر الحرب الصليبية اليهودية على الإسلام والتي ينفذها المنحرفون في الغرب وتحت حماية الحكومات الغربية.
كما أن هذا الاعتداء يؤكد أن الإساءات المتكررة التي تستهدف مقدساتنا هي حرب مستمرة حيث يمضي الغرب وأمريكا في دفع المنحرفين لهذه الممارسات تحت غطاء حرية التعبير، والمتابع لأنشطة الحكومات الغربية ودفاع رؤساء الدول الأوروبية والولايات المتحدة عن المسيئين إلى مقدساتنا يمكنه الإدراك أننا أمام حرب صهيونية تنفذها الأدوات الغربية ضد الإسلام ومقدساته.
فحين أعادت مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية السيئة، نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة لرسول لله صلوات الله عليه وآله وسلم في أيلول/سبتمبر من عام 2020، خرج الرئيس الفرنسي سيئ الصيت للدفاع عنها بحجة حرية الرأي والتعبير، وهي حجة ساقطة يعلق عليها الغرب كل انحطاطه وضعته وترديه القيمي والحضاري والأخلاقي والبشري.
ما حدث في العاصمة السويدية يعيد إلى الأذهان ما يتعرض له الإسلام ومقدساته من إساءات متكررة ومستمرة، وقد سجلت أولى الإساءات في العام 2004 حينما أنتج المخرج الهولندي فيلما تحت عنوان «الخنوع»، وفي نوفمبر قتل شاب مغربي يدعى محمد بويري المخرج الهولندي وسط الشارع بطلقات رصاص وطعنات سكين انتقاما للقرآن، ثم سلّم نفسه إلى الشرطة، في حين منحت الولايات المتحدة حق اللجوء السياسي لهيرسي على رغم كونها عضوا بالبرلمان الهولندي آنذاك.
وفي العام 2005، قام جنود أمريكيون في سجن غوتنامو سيئ الصيت بالإساءة إلى القرآن الكريم، وفي العام 2008 ظهرت للعلن بعد الغزو الأميركي للعراق صور لمصاحف رسمت عليها صلبان أو مصابة بطلقات نارية بعدما تحوّلت لهدف للرماية من قبل جنود أميركيين، وفي 2008 أنتج يهودي هولندي فيلما أسماه «الفتنة»، هاجم فيه الإسلام والقرآن، وأحرق المصحف الشريف علنا.
وفي سبتمبر/أيلول 2012 دعا قس أميركي إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم، وفي فبراير/ 2012، قام جنود أميركيون في أفغانستان بحرق مصحف للقرآن الكريم في قاعدة بغرام الجوية في كابل، بل ودعت أوساط أمريكية إلى إحياء يوم عالمي لإحراق القرآن الكريم، والأحداث المسيئة كثيرة ولا تعد أبدا.
نحن أمام حرب صهيونية شرسة ضد الإسلام والمسلمين، وإحراق المصحف الشريف جريمة بقدر ما تفضح قبح ما فعل المطبعون الذين انخرطوا مع العدو الصهيوني في علاقات خيانية، فإنها تكشف عن السقوط المدوي للغرب الفاجر والمنحط، والذي يندثر اليوم ويتردى في أسفل سافلين.

قد يعجبك ايضا