في الغرب.. قتلُ النّساء عمداً لأنهن نساء..
تقارير أممية: النساء والفتيات في أوروبا أكثر عرضة للقتل والحكومات لا تبلغ عن قتلهن
في كل 11دقيقة امرأة تقتل أو فتاة على يد شريك حميم أو أحد أفراد أسرتها
كشف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في إطلاقه دراسة قتل الإناث لعام 2022م عن كارثة تحدث داخل أوروبا تجاه النساء، حيث أثبتت الدراسة مقتل فتاة وامرأة كل 11دقيقة .
الثورة / متابعات
رغم أن هذه الأرقام مرتفعة بشكل ينذر بالخطر، إلا أن الحجم الحقيقي لقتل النساء في الغرب قد يكون أكبر من ذلك بكثير وبحسب تقديرات الأمم المتحدة ت ،قتل 50,000 امرأة وفتاة كلّ عام على أيدي شركائهنّ العاطفيين أو أفراد آخرين من الأسرة أي أن 137 روحًا تُزهق كلّ يوم، ولا يشمل هذا الرّقم سوى حالات النساء اللواتي قُتلنَ على يد أحد أفراد الأسرة أو على يد الشّريك.
ويقول الخبراء، إن هذا العدد لا يُبلّغ عنه بالقدر الكافي، لأن الكثير من الحكومات في الغرب لا تبلغ عن قتل النّساء.
بشكلٍ عام
ومن المناطق التي تشهد أكبر عدد من جرائم قتل النّساء على أيدي الشّركاء بحسب تقرير الأمم المتّحدة الأخير، الأمريكيتان، حيث بلغ معدل قتل النساء فيها (8 آلاف) وأوروبا (3 آلاف) بمعدل 1.6 حالة وفاة لكلّ 100 ألف في الأميركتين وفي أوروبا يبلغ المعدل 0.7 لكل 100 ألف.
قتل النّساء
هنالك تعريفات مختلفة لمصطلح قتل النساء في الدول الغربية فإن مختلف الهيئات الدّولية التي تعمل على هذه المسألة تتّفق على أنّه “القتل المتعمّد للنّساء لأنهن نسّاء”.
وقد جمعتْ الأمم المتحدة أرقامًا لتوضيح عدد القتلاء من النساء في الغرب حيث شملت قُتل أكثر من 30 ألف امرأة على أيدي شركائهن العاطفيين هذا يمثّل 60% من جميع جرائم قتل النّساء أما المجموعة الثانية الأكثر شيوعًا من الجناة فهم أفراد الأسرة الذكور كأب المرأة أو عمّها أو أخيها الذين تساعدهم أحيانًا إحدى القريبات النّساء.
ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة يختلف قتل النّساء عن قتل الذّكور لأن معظم الحالات “تنطوي على إساءةٍ مستمرّة في المنزل أو تهديدات أو تخويف، أو عنف جنسي، أو الحالات التي تكون فيها سلطة المرأة ومواردها أقلّ من شريكها”.
عنف الشريك
فيما يصنّفُ المعهد الأوروبيّ للمساواة بين الجنسين بوصفه قتلًا للنّساء نتيجةَ عنفِ الشّريك العاطفيّ من قِبل الزوج أو الصّديق الحاليّ أو السّابق.
وكذلك قتل النّساء والفتيات بسبب ميولهن الجنسية وهويتهن الجنسانيّة.
ووأد البنات وقتل الأجنّة على أساس الجنس.
والوفيات المرتبطة بختان البنات.
وجرائم قتل النّساء الأخرى المرتبطة بالعصابات والجريمة المنظّمة وتجّار المخدّرات والاتّجار بالبشر وانتشار الأسلحة الصغيرة.
إحصاءات صادمة
لا توجد إحصاءات دقيقة محدَّدة، رغم صدور إحصاءات دورية من وزارة الداخلية وجمعيات مختصة بحقوق المرأة، إذ يكون التفاوت بينهما كبيرًا جدًّا وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها أن الحكومة توثِّق الحالات المؤكدة بينما المؤسسات الحقوقية تضيف إلى إحصاءاتها وفيات النساء التي تعتبرها الداخلية “وفاة مشبوهة”، ولم يتم التحقق من أنها جريمة بشكل قاطع .
فعلى سبيل المثال، تشير إحصائية وزارة الداخلية إلى أن عام 2020 شهدَ 268 جريمة قتل بحقّ نساء، بينما تشير إحصاءات حقوقية إلى أن العام المذكور شهدَ 436 جريمة قتل بحق نساء، سُجِّل 275 منها رسميًّا على أنها جرائم مؤكدة، بينما سُجِّلت 161 حالة على أنها “وفاة مشبوهة”.
جرائم قتل
فيما سجلت مدينة غواتيمالا 168 حالة قتل أنثى منذ عام 2008، ولا تزال 71 % منهن في حالة إفلات من العقاب، وفقا لتقرير صدر عن منظمة غير حكومية. قدم مركز البحوث الاقتصادية (CIEN) الأرقام حيث أشار فيه إلى أن قتل الإناث يمثل 16 % من إجمالي جرائم القتل في غواتيمالا خلال عام 2021.
وقد أجرى تحليل المنظمة غير الحكومية محققة الكيان كورين ديديك، ووقعت 168 حالة قتل نساء أو قتل إناث. كما حدد ديديك أنه في نفس الفترة أدين 630 رجلاً بجريمة قتل الإناث، أي ما يعادل 29% من إجمالي جرائم القتل، أي أن 71 % من جرائم قتل النساء في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى لا تزال في حالة من العقاب بسبب ضعف النظام لديهم
وأضاف الباحث أن مقاطعتي خوتيابا وزاكابا، الواقعة في شرق البلاد في أمريكا لديها أعلى معدلات قتل الإناث.
حالات الانفصال
ومصرع ما لا يقل عن 126 امرأة في فرنسا بأيدي أزواجهن خلال سنة مؤخرا، ما يعني ارتفاع الظاهرة بنسبة 7 % عن الأعوام السابقة ويعد قتل النساء المرحلة الأخيرة من مراحل العنف المنزلي والزوجي، والطلاق.
فيما قتلت نحو 118 امرأة على أيدي شركائهن الحاليين أو السابقين، بالإضافة إلى 3 نساء قتلن على أيدي شريكاتهن، ليصل العدد إلى 121 امرأة مقتولة نتيجة العنف الزوجي.
الدافع الأول
تتكرر السيناريوهات نفسها مع غالبية الحالات قتل النساء ففي كل الأوساط الاجتماعية الأوروبية والفئات العمرية، هناك رجال غرائزيون أو مكتئبون أو مناورون، ونساء معنفات تحت السيطرة أو يتحملن العنف للبقاء مع أطفالهن.
إلى ذلك، تشكل حالات الانفصال الدافع الأول لارتكاب هذه الجرائم وتستحوذ على 22 % من الحالات، تليها النزاعات بنسبة 16 % والغيرة بنسبة 13% ومن ثم المرض والشيخوخة بنسبة 10% وهذه الظاهرة الأخيرة تؤثر على كبار السن (ضحية من كل خمس ضحايا يتجاوز عمرها السبعين عاما).
وأفادت الإحصاءات أيضا بأن 31 % من الجرائم ضد النساء نفذت بأسلحة نارية، و31 % بالسلاح الأبيض، و17 % بالضرب والعنف، و14 % خنقا.
وتعد جرائم قتل النساء المرحلة الأخيرة من العنف المنزلي والزوجي، فوفقا لأحدث البيانات الرسمية هناك أكثر من 210 آلاف امرأة بالغة في فرنسا قتيلات.