صارت أخبار ضحايا الألغام ومخلّفات الحرب العدوانية المفروضة على اليمن، تتواتر على مسامعنا، وتكاد تصبح روتيناً يومياً نمر عليه مرور الكرام، وكأنه أمر عادي، بينما تكمن خلف كل لغم ينفجر مأساة عظيمة وكارثة إنسانية وحزن عميق، يعيشه الضحايا وعائلاتهم دون أن يحس بهم أحد.
-محافظة الحديدة تتصدر قائمة المحافظات المتضرّرة من الألغام المطمورة تحت التراب ومن مخلفات أسلحة التحالف المحرمة دوليا التي ألقاها بخبث في كل بقعة من أرض الوطن.. ولا يكاد يوم يمضي إلّا والتحق المزيد من الأبرياء – في هذه المحافظة تحديدا – إلى قائمة الضحايا وغالبا ما يكونون من الأطفال والنساء المسافرين بأمان على الطرقات ومن رعاة الأغنام في السهول والمزارع.
-الأيام الثلاثة الماضية شهدت عددا من حوادث انفجار الألغام والقنابل العنقودية بالحديدة وفي محافظات أخرى، أسفرت عن وفاة وإصابة أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء بحسب تأكيدات المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، الذي يشكو من انعدام توفّر الأجهزة الكاشفة للألغام والمتفجرات ومن تقاعس الأمم المتحدة في توفيرها، ورضوخها الغريب لرغبات دول التحالف بمنع دخول هذه الأجهزة المنقذة للأرواح إلى اليمن.
-الأمم المتحدة، تشير في تقاريرها إلى أن أعداد ضحايا الألغام والذخائر التي لم تنفجر من مخلفات الحرب من المدنيين، تجاوز العشرة آلاف يمني، وأن 343 مدنيا فارقوا الحياة أو أصيبوا بسبب ألغام وذخائر مخلفات الحرب خلال فترة الهدنة فقط وذلك خلال الفترة من أبريل حتى سبتمبر من العام المنصرم، حيث زاد عدد الضحايا – وفقا للأمم المتحدة – بنحو20% عمّا كان عليه الحال في الأشهر الستة التي سبقت إعلان الهدنة.
-المنظمة الدولية تكتفي بالتباكي وسرد الأرقام المهولة للضحايا وإطلاق التحذيرات من المخاطر المحدقة بالمدنيين وخصوصا من النساء والأطفال جراء الألغام والذخائر من مخلفات الحرب، لكنها لا تقدم على فعل ملموس لإنهاء المأساة، وتعجز عن مجرد إلزام بلدان التحالف السماح بإدخال أجهزة كشف الألغام التي من شأنها وضع حد للكارثة المتفاقمة.
-على المجتمع الدولي والتحالف وكافة الأطراف في الداخل اليمني، النظر إلى هذا الأمر الخطير من جانب إنساني، والتحلّي بأعلى درجات المرونة والمسؤولية الدينية والأخلاقية، وإبداء التعاون المطلق لتبادل الخرائط للحقول المزروعة ونزعها عن آخرها، فلا أحد من المواطنين أو من مسؤولي الحرب وأطفالهم وعائلاتهم بمنأى عن هذا الخطر الداهم والموت المحقّق، الكامن في كل الدروب والمسالك.