الثورة نت../
شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى بعنوان “الحصار حرب” للتنديد باستمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على الشعب اليمني.
ورددت الحشود الجماهيرية من أبناء أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء الهتافات والشعارات المؤكدة رفض الحصار، ومماطلة تحالف العدوان عن صرف مرتبات موظفي الدولة، وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
ورفعت الجماهير المحتشدة في المسيرة، التي جابت عدداً من الشوارع، اللافتات المعبّرة عن رفض أبناء الشعب اليمني لمساومة العدو وإمعانه في إجرامه وحصاره وعدوانه، واستكثاره على اليمنيين حصولهم على حقوقهم المكفولة والمشروعة.
واستنكرت ممارسات تحالف العدوان بتشديد الحصار ومواصلة احتجاز سفن المشتقات النفطية واستمراره في نهب نفط وثروات وخيرات البلاد، وإنشاء قواعد عسكرية في المحافظات المحتلة.
وأعلن المشاركون في المسيرة تفويضهم لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى في قرار رفض حالة التماهي للهدنة المزعومة، وحالة اللاسلم واللا حرب، وفي أي قرار يتم اتخاذه لردع العدوان وإجباره على وقف عدوانه ورفع حصاره.
وأشاروا إلى أن المشكلة أمام تحقيق السلام هي تعنّت العدوان في الملف الإنساني، وأن الشعب اليمني لن يقبل بوضعه في خيارات غير منصفة ولا عادلة، ولن يتنازل عن حقوقه المشروعة، واستعداده لأي خيارات.
وجددت الحشود الجماهيرية التأكيد على تعزيز الثبات والصمود والتلاحم والوعي بالحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية، والتصدي لمؤامرات قوى العدوان وأدواتها، وإفشال محاولاتها لتمزيق النسيج المجتمعي وزعزعة الأمن والاستقرار وخلخلة الصف الداخلي.
كما أكدت الحشود الجماهيرية النفير العام لمواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي، حتى تحقيق النصر وتحرير الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين.
وطالب المحتشدون برفع الحصار عن الشعب اليمني والكف عن نهب ثرواته.. مؤكدين أن خيار الشعب اليمني هو مواصلة التحشيد ورفد الجبهات بقوافل المال والرجال لدحر قوى الغزو والاحتلال والمرتزقة.
وحذّر بيان المسيرة الجماهيرية، الذي تلاه مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، تحالف العدوان من مغبة وعواقب أي تصعيد عسكري يُقدم عليه في أي جبهة وبأي شكل، وعواقب استمرار الحصار على اليمن واحتجاز سفن الوقود والبضائع والسلع.
واعتبر البيان استمرار الحصار حرباً ستواجه برد فعل عسكري سيؤثر ويوجع تحالف العدوان بشكل غير مسبوق ولا متوقّع.
وأكد البيان ضرورة رفع الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي دون قيود أو شروط أو انتقاص.. محذّراً من تجاهل مطالب الشعب اليمني في فتح المطار أمام الرحلات الجوية كما كل مطارات العالم.
وجدد البيان تحذير تحالف العدوان من الاستمرار في رفض صرف رواتب الموظفين من عائدات الثروات النفطية والغازية، التي نهبت إلى البنك الأهلي السعودي.. مؤكداً أن حصول الموظفين على رواتبهم حقوق مستحقة لا تقبل الانتقاص ولا المساومة.
وأعلن البيان وقوف الشعب اليمني إلى جانب القيادة لاتخاذ ما يلزم لردع العدوان وفي ما تراه مناسباً من خيارات لرفع الحصار.. داعياً القوات المسلحة إلى أن تكون على مستوى عالٍ من الجهوزية واليقظة.
ولفت البيان إلى أن الصفقات المشبوهة، التي يعقدها مرتزقة العدوان مع مشغليهم، باطلة ولاغية، ولا يعترف بها الشعب اليمني، ومنها صفقة بيع ميناء قشن وقطاع العقلة النفطي وغيرهما.. مبيناً أن بيع الأوطان خيانة لا مشروعية لها.
كما حذّر بيان المسيرة الشركات والكيانات والأنظمة، التي تتعامل مع مرتزقة العدوان، بأن كل إجراءاتها باطلة ولا أصل لها، وهي بيع ممن لا يملك لمن لا يستحق.
ودعا البيان كافة أبناء الشعب اليمني إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والحذر من مخططات العدو في إثارة الإشكالات وزعزعة التماسك والصمود الشعبي.. محذراً من مساعي الفرقة التي يشتغل عليها الأعداء.
وحثّ على استمرار التعبئة الشاملة والاستنفار للجبهات، وإسنادها بالرجال والمال، حتى يتحقق النصر المؤزر.
وأكد البيان أن القضية الفلسطينية هي الأساسية والمركزية.. مندداً بالجرائم الصهيونية التي ترتكبها عصابات يهودية بحق الشعب الفلسطيني، واقتحامها للمسجد الأقصى.. داعياً إلى موقف إسلامي واسع لصد الصلف اليهودي المتواصل.
واعتبر حرب التجويع والحصار أحد أوجه الحرب الأمريكية على الشعب اليمني، وجريمة موصوفة في مواثيق وقوانين الأمم المتحدة بجريمة الإبادة الجماعية والشاملة، وحرباً وعدواناً هدفه قتل أكبر عدد من اليمنيين، والانتقام منهم بتوسيع المعاناة وتضييق المعيشة عليهم.
وقال البيان: “لا يخفى على أحد أن الحصار، الذي يفرضه تحالف العدوان الأمريكي – السعودي، براً وبحراً وجواً منذ بداية الحرب الإجرامية، مستمر وأفضى إلى معاناة كارثية لحقت بجميع أبناء الشعب اليمني، وليس خافياً على أحد أن تحالف العدوان أغلق الموانئ والمطارات والمنافذ، ومنع وصول سفن السلع والوقود والدواء والمساعدات، وأوقف رحلات الطيران أمام المرضى والمسافرين، وتعمّد تدمير المصانع والمقوّمات الاقتصادية والمعيشية، واستهدف البنك المركزي، وقطع مرتبات الموظفين، ونهب الثروات والموارد إلى بنوكه الخاصة”.
وأفاد بيان المسيرة بأن تحالف العدوان استخدم الحصار والتجويع الجماعي كسلاح حرب ضد أبناء الشعب اليمني في كافة المحافظات.
وأضاف “لا تخفى المعاناة التي لحقت بالمواطنين في عدن وحضرموت والمهرة وتعز وغيرها، كما هي في المحافظات الحرة، فقد ارتفعت الأسعار، وانعدمت السلع، وانتشرت الأمراض، ومات الآلاف من الأطفال والمرضى، وصار الحصول على القوت الضروري أمراً صعباً لدى جميع أبناء الشعب اليمني، حتى وصفت المعاناة بأنها الأسوأ في العالم”.
وأوضح البيان أن فترات الهدنة وما بعدها من مراوحات ومفاوضات أثبتت أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا ليس في وارد الالتزام بأي خطوات تخفف من معاناة اليمنيين، بل على عكس ذلك يرفض رفضاً مطلقاً صرف رواتب الموظفين من الثروة الوطنية، ويشدد الحصار أكثر وبشكل أشد، ويعتبر المطالب المشروعة شروطا مستحيلة وغير مقبولة، ويحاول استغلال المعاناة لتفكيك الجبهة الداخلية وزعزعتها بما يمكنه من تحقيق أهدافه، وضمان عدم تعرّض منشآته للضربات الصاروخية والجوية، وهذه معادلة غير منصفة ولا مقبولة.
وتابع البيان: “كما لا يخفى على أحد أن تحالف العدوان الأمريكي مستمر في محاصرة الشعب اليمني وتجويعه بمنع وصول الوقود والأغذية والأدوية والسلع الضرورية والأساسية إليه، وباستثناء كميات ضئيلة من الوقود، وعدد محدود من الرحلات الجوية التي يسمح بها، ويضع قائمة طويلة من الاحتياجات الأساسية في قائمة المحظور دخولها بل يمنع سفن البضائع من الدخول عبر موانئ الحديدة”.
وذكر بيان المسيرة أن ما يسمح به من سفن الوقود ليست إلا كميات ضئيلة يتعمد مضاعفة أسعارها وتكاليف شرائها بالقرصنة والحجز وإجراءات التفتيش الطويلة، التي تضاعف الغرامات والتكاليف، ما يسبب ارتفاعا في الأسعار، ويفاقم الأزمة المعيشية لأبناء الشعب اليمني ومضاعفة معاناتهم بشكل لا يطاق.
واستطرد البيان: “وعلى مستوى المرتبات يرفض تحالف العدوان صرف رواتب الموظفين، إلا بحسب كشوفاته هو وبشروطه ولفئات محدودة جداً من الموظفين، ودون أي التزامات عملية، وفي المقابل يريد استمرار نهب وسرقة الثروات النفطية والغازية والموارد الوطنية وجبايتها إلى بنوكه، وبكل وقاحة يرفض حتى أن يترك الفتات من هذه الموارد والثروات للشعب اليمني”.
وبيّن أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا يسعى لفرض واقع معيشي وإنساني مأزوم ومعقد بالمعاناة والأزمات، وفرض حياة قاسية وصعبة على الشعب اليمني، كما يسعى ليساوم اليمنيين على سفرهم وأقواتهم ومرتباتهم، ليقدموا له التنازلات مقابل كل رحلة أو سفينة أو مرتب.