تواجه أغلب الشركات التي ازدهرت خلال الجائحة اليوم تحديات كبيرة بسبب خليط من العوامل ما دفعها للاستغناء عن عشرات الآلاف من الموظفين في 2022.
بدأت إعلانات التسريحِ مطلع السنة الجارية، وجاءت أولاً من شركات صغيرة ومتوسطة، ولكن موجة التسريح الآن طالت عمالقة التكنولوجيا مثل “ميتا” و”أمازون” و”أوبر” و”إير بي أند بي” و”نتفكليس” و”مايكروسوفت”، لدرجة أنه تم تأسيس موقع الكتروني layoffs.fyi يرصد كل الوظائف المفقودة والتي تجاوز عددها 150 ألف وظيفة هذه السنة.
ورغم أن لكل شركة أسبابها الخاصة فإن هناك عوامل مشتركة ضاغطة على القطاع أولها أن العديد من تلك الشركات عينت آلاف الموظفين خلال الجائحة استجابة للطلب المتزايد على خدماتها وأملا بأن يدوم أسلوب المعيشة الرقمي.
وعلى سبيل المثال، “ميتا” عينت أكثر من 15 ألف موظف في أولِ 9 أشهر من السنة الجارية، ولكن قبل أسابيع أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس الشركة أنه سيسرح 11 ألف موظف أي 13% من القوى العاملة، و”أمازون” أعلنت الاستغناء عن 10 آلاف موظف في أكبرِ عملية تسريح في تاريخها.
ويقول سكوت كيسلر، محلل تقني، إنه يتوجب على هذه الشركات أن تواجه الواقع فهم واجهوا عدة فصول من تراجع الإيرادات، والكل يتساءل ماذا تفعل الشركة للتعامل مع الأداء الصعب والتحديات والنتائج المخيبة، ولكن أيضاً ما تفعله استعدادا لـ 2023م والتي ستكون صعبة، والعديد من الشركات أخذت خطوات لتسريح منها “تويتر” و”أمازون” ومجتمع المستثمرين يود أن تكون الشركات أكثر انضباطا وتقشفا.
وهناك عامل آخر هو أزمة تكلفة المعيشة، وارتفاع معدلات التضخم، هذا بدوره أدى إلى تراجعِ الإعلانات عبر الإنترنت، والمنصات الرقمية، كما أن بعض التغييرات في قواعد الخصوصية لدى شركات مثل “أبل” ضربت سوق الإعلانات.
وفي مجال تكنولوجيا الخدمات المالية تلقت الشركات أيضاً ضربة من ارتفاع أسعارِ الفائدة، كما أن المستثمرين زادوا من ضغوطهم على الشركات لخفض تكاليفها.
وأوضح سكوت كيسلر، المحلل التقني، أن العديد من هذه الشركات قامت خلال الجائحة بالاستثمار للنمو على المدى الطويل، ولم تهتم بالربحية، وأعتقد أن هذه الاستراتيجية انتهت تماماً، ويجب على الشركات إعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على المشروعات والمبادرات الأهم فقط، والعمل لنمو أعمالها وتحسن الأداء المالي، لأن المستثمرين لن يصبروا 10 سنوات كي يروا نتيجة الاستثمارات، يجب أن يتخذوا القرارات الصعبة.
وإيلون ماسك الذي فصل نصف موظفي “تويتر”، هو من أنصار ضرورة خفض التكاليف في شركته الجديدة التي تواجه تحديات في زيادة أرباحها وإضافة مستخدمين جدد.
كما يرى البعض أن رواتب ومزايا الموظفين في القطاعِ التكنولوجي غير مستدامة، وأعلى من غيرها من القطاعات.
ولكن ماذا عن أثر كل هذا على المستثمرين في مجالِ التكنولوجيا؟ الإجابة تعتمد على طبيعة وحجمِ الشركة، إذا كان التسريح هو خطوة أخرى في طريقِ انهيار الشركة، وهو ما تواجهه الشركات الأصغر، فمثل هذه الأخبار لن تعيد ثقة المستثمرين، ولكن إذا كان الهدف هو خفض التكاليف، فهذا قد يكون مرحباً به من قبل المستثمرين، لأنه قد يؤدي إلى تحسن في الأرباح.
Next Post
قد يعجبك ايضا