في تضحية قل نظيرها تقدم الأسر اليمنية فلذات أكبادها في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن ، ومن بين هذه الأسر أسرة كريمة من مديرية المفتاح بمحافظة حجة .. انها أسرة “غالب محمد العلوي” التي جادت بخمسة من أبناءها في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن .
صحيفة “الثورة ” وتزامناً مع احتفالات الشعب اليمني بالذكرى السنوية للشهيد التقت بأحد أفراد هذه الأسرة الكريمة وهو الجريح يوسف غالب محمد العلوي الذي يظهر على محياه الفخر والاعتزاز وهو يعدد لنا الشهداء والجرحى من أبناء هذه الأسرة الكريمة التي عشقت الشهادة والاستشهاد وحملت مسؤولية الدفاع عن سبيل الله والوطن على عاتقها .الثورة / محمد الروحاني
لم يكن استشهاد الابن الأول للأسرة الكريمة ” عبدالحكيم غالب محمد العلوي” والذي اغتيل قبل انطلاق العدوان على بلدنا الحبيب الا بداية مسيرة التضحية والعطاء لهذه الأسرة الكريمة حيث تبعه أخوه الشهيد ” أدهم ” ثم تبعه أخوه الشهيد ” هاشم “، ثم تبعه أخوه الشهيد ” هارون” ليلتقوا جميعاً في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
لم تنته القصة عند الأبناء بل انتقلت إلى أبناء الأبناء حيث كان ” نجم الدين محمد العلوي ” هو أخر الشهداء والذي أبى الا ان يلحق بركب الشهداء من أبناء هذه الأسرة الكريمة وهو يؤدي واجبه في جبهات العزة الكريمة لتكتب بذلك الأسرة صفحة من أنصع صفحات التضحية في سبيل الله.
سبعة جرحى
ومثلما للأسرة رصيد في الشهادة كذلك لها رصيد في الجرحى الذين بلغوا سبعة، جميعهم جرحوا وهم يدافعون عن حياض هذا الوطن في جبهات العزة والكرامة.
رسالة أسرة الشهداء للشعب اليمني
وعبر صحيفة ” الثورة ” يرسل أخو شهداء وعظماء أسرة العلوي رسالة إلى الشعب اليمني ويقول : رسالتنا للشعب اليمني انه يجب ان يتحركوا بكل قوة وبكل عنفوان بكل تضحية وصبر ،وفخر مع الله سبحانه وتعالى فأما الحسنيين أما النصر أو الشهادة، يقول الله عز وجل: «قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا» صدق الله العظيم .. هي نعمة كبرى بان الله بعث لنا علماً في هذا العصر نقاتل تحت لوائه نجاهد أمريكا وإسرائيل، نجاهد دول الكفر، حتى ننتصر لدين الله تعالى، ومن أكبر النعم ان الله خلقنا في اليمن يمن الإيمان والحكمة، الله سبحانه وتعالى يقول: «ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ» أحد النعيم ان الله سبحانه وتعالى خلقنا في اليمن، ثم انه هيئ لنا هذا السيد العلم، هذه نعمة كبرى يجب ان نستغلها، وسنسأل عنها عندما نقدم على الله سبحانه وتعالى .
رسالة أسرة الشهداء للعدوان
كذلك يرسل أخو الشهداء العظماء الجريح رسالة إلى دول العدوان ويقول: رسالتنا إلى دول العدوان اننا قد بعنا من الله سبحانه وتعالى، وأسرتنا تقريباً يقاربون الخمسين كلنا معاهدون الله سبحانه وتعالى الأول قبل الثاني ان نتحرك، ونبذل أرواحنا لدين الله سبحانه وتعالى، إلى أن ينتصر دين الله .
وفي الختام نترك وصف هذه الأسرة الكريمة لضيفنا الجريح ” يوسف محمد العلوي ” الذي كتب قصيدة بعد استشهاد اخوته الأربعة، وقبل استشهاد الخامس قال فيها :
هي أسرة علوية متربعة
عرش الآباء ولها الأعالي مهطعه
أبناؤها مثل النجوم تزينت بهم
المسيرة في كساء ما أبدعه
لما دعا داعي الجهاد ان انفروا
لبت سامعة وهبت مسرعة
وتدافعت نحو الوغا مثل القضاء
وقنا المنايا كالمطايا مشرعه
ما راعهم هول اللقاء بمجنزر
منها الرواسي قد غدت متسطعه
عشرون ليث أخوة من والد
روح الفداء لديه لم تألف دعه
عشرون ليثاً فتية قد آمنوا
هم والقيادة كالنبي ومن معه
عشرون ليثاً اخلصوا في بيعهم
كان يمد الى الشهادة مطمعه
فالحمد لله الذي قبل الشراء
وأختار حتى اليوم منا أربعة
سبقوا وانا مقتفون لأثرهم
الم ننل نصراً لنا ان نصنعه
فلنا من العليا غاية ماجد
ولنا اليها انفساً متطلعه
قدماً نجاري الدهر في إدراكها
من رام نيل الشمس جافا مضجعه
والمرء ان لم يحتلب من عمره
شأواً فقد لاقى به في مضيعه
قل للزمان لنا الخلود أعزة
الحر يأبى العيشة المستنقعه
أي تضحية أعظم من هذه التضحية، وأي فداء أعظم من هذا الفداء الذي قدمته هذه الأسرة الصابرة المجاهدة في سبيل الله، فسلام الله عليهم وعلى أمثالهم من الرجال الصادقين ، وعلى جميع الأسر اليمنية التي تقدم فلذات أكبادها بصبر واحتساب .