الشهداء بصمة لا تنسى

هاشم الاهنومي

 

يُحيي اليمانيون خلال الفترة 13 – 20 من شهر جماد الأولى من كل عام ذكرى عظيمة لها قداستها وأحقيتها في أوساط المجتمع اليمني، تلك هي الذكرى السنوية للشهيد وفاء وإجلال لمواقف وبطولات الشهداء الربانية وتضحياتهم المثمرة التي من فيضها وبركاتها أحيت وأنبتت الأمن والأمان والراحة والاطمئنان ودحرت الجبابرة والمفسدين وطمست ومحت الوصاية الأجنبية على أرض اليمن، ففي الذكرى الخالدة والعظيمة شرف لنا أن نقف إجلالاً ووفاء للشهداء، ولنستلهم مواقفهم وتضحياتهم التي لا تنسى بقلوب أهل الرقة وأجيالهم الصاعدة في اليمن.
استجابة لقولة تعالى ((انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) ……صدق الله العظيم ….. انطلق الخالدون من كل فج وكل جبل وواد من أفواج اليمن تاركين أموالهم أولادهم وأزواجهم لنصرة المستضعفين ولرفع الراية المحمدية وهامات اليمن في السماء شامخة عالية فحينها يغيض الخونة والعملاء .
ففي الذكرى ما اعظم الذكريات والبصمات التي تبث على أوجه الخالدين فما أعظم مقولة ذلك الشهيد وعبارته الشهيرة ((قاسية لكنها لذيذة)) فهم قدوة المؤمنين في الثبات والصبر والإيمان والجهاد والاستبسال، وما اعظم تلك الرجاجيل في الميدان وعلى وجهوهم قطرات العرق والأجساد الغارقة بالدماء تنزف ويقف بين يدي الله حامدا وشاكرا بما قدم في سبيل الله وفي مسيرة الحق فهم حسينيو العصر بكربلاء وهم قدوتنا وعلى خطاهم سائرون.
ومن فيض دمائهم الزكية ومواقفهم التاريخية رفع الظلم، ورد حق المظلوم غابت الملكية وتواجدت الديمقراطية راحت العبودية وبقي اليمن حرا أبيا بفضل العظماء حلت السعادة وتراجعت حياة اليمانيين ونعم بالتجول والتنقل من جولة لأخرى ومن مدينة لأخرى ومن قرية لأخرى فيوم يسكن صنعاء ويوم يزور الخضراء ليس ذلك فحسب بل طالت بصماتهم وعطاءهم إلى التطور في الصناعات العسكرية والمدنية والاقتصادية بخبراء وأيد يمنية بحتة، فكل تلك المراتب التي حظي بها اليمن وأهله هي من فيض وبركات الشهداء وبحورهم .
الشهداء عرفوا الله فأحبهم وأحبوه، فهم في أعلى مراتب العليين برفقة الأنبياء والصالحين فباعوا من الله والله اشترى فبادروا للفوز بالتجارة فهنيا لهم مقامهم الرفيع في الجنة الدائمة والعيشة الأبدية فقد أرخصوا ما هو غال من أجل اليمن وحظيوا بمفازتهم الدائمة، وأعظم وسام وشرف، وهي الشهادة والدار الباقية، جنات الفردوس خالدين فيها أبدا.

قد يعجبك ايضا