الدكتورة/ غادة شوقي الهبوب لـ “الثورة “:



الآباء والأمهات معنيون بإنجاح الحملة لتحصين أطفالهم من أخطر مرض مْقعد
الرافضون للتطعيم يدفعون بأطفالهم إلى شفير الإعاقة بأنواعها والمعاناة الخطيرة أو الموت نتيجة أمراض خطيرة لم يحصنوا ضدها
الحلقة الأضعف تتجلى في اللجوء غير الشرعي للقادمين من الجوار الأفريقي بعيداٍ عن الإجراءات الصحية الاحترازية بما يعزز إمكانية عودة فيروس الشلل إلى اليمن مجدداٍ
وزارة الصحة ستشرع في إدخال لقاح ضد فيروس شلل الأطفال يْعطى عن طريق الحقن ضمن التطعيمات الروتينية بالمرافق الصحية خلال النصف الثاني من هذا العام

حالة استنفار وحذرُ عند أقصى الحدود فرضا استمرارية حملات التحصين في اليمن وغيرها من بلدان المعمورة المهددة بفيروس شلل الأطفال بما يحد ويقصي عودته وظهوره من جديد.
كما يصنع تألقاٍ لليمن وشراكة حقيقية في رسم نهاية حاسمة تجتث فيروس الشلل وتبيده من العالم بأسرهº على غرار دول حذت الحذو ذاته.
لكن التحديات للوصول إلى هذه الغاية الصحية والإنسانية قائمة ومستمرة من أجل اللاعودة إلى الماضي وأتون معاناة وخسائر مروعة من صنع هذا الفيروس القاتل..
وليس الأمر سهلاٍ بكل تأكيد بل يبدو المشهد أكثر تعقيداٍ وتلتبس فيه صعوبات شائكة تناكف الجهود المتواصلة المضنية باتجاه احتواء مشكلة فيروس الشلل وتجاوز تهديداته والتي سنقف على أحوالها في سياق هذا اللقاء الصحفي الشيق الذي أجريناه مع الدكتورة/ غادة شوقي الهبوب- مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع فإلى التفاصيل..
الحلقة الأضعف
* ظهور حالات إصابة جديدة مؤكدة بفيروس الشلل البري في القرن الأفريقي وسوريا شكل قلقاٍ ينذر بتهديدات واسعة قد تطال العديد من دول المنطقة.. أين تكمن الحلقة الأضعف في اليمن¿
* تكمن الحلقة الأضعف في عبثية بعض اللاجئين الذين يقصدون اليمن بطريقة غير شرعية بمعزلُ عن الإجراءات المعززة للصحة كالتطعيم على المنافذ الحدودية.
وبالتالي وجهتهم وتنقلاتهم داخل الأراضي اليمنية لا تتخذ- أحياناٍ- مساراٍ متوقعاٍ الأمر الذي يفرض جهوداٍ مستمرة ومتابعتهم بشكلُ كبير.
في حين أن التغطية الروتينية باللقاحات في البلد للأطفال دون العام والنصف من العمر ضد أمراض الطفولة العشرة القاتلة لم تصل إلى الهدف المنشود وهي نسبة لا تقل عن(95%)على المستوى الوطني بل أنها بلغت(88%) خلال العام 2013م الأمر الذي يعني بقاء(12%)من الأطفال غير مطعمين .
كما أن الرافضين للتطعيم سواء الذي تقدمه المرافق الصحية أو المقدم خلال حملات التطعيم يمثل عقبة قد تدفع بأطفالهم إلى شفير الإعاقة بأنواعها والمعاناة الخطيرة أو الموت نتيجة أمراض خطيرة يظل أطفالهم معرضين للإصابة بأيُ منها مع أنها قابلة للوقاية الكاملة بالتحصين.
إجراءات متبعة
* هل هناك إجراءات متبعة من قبل وزارة الصحة وبرنامج التحصين للخروج من هذه المحنة ¿
* نعم تتبع وزارة الصحة وبرنامج التحصين الموسع الكثير من الإجراءات العملية والفاعلة وتتلخص هذه الإجراءات في:-
1- عمل فرق تطعيم في جميع المنافذ الحدودية للبلاد وتطعيم جميع اللاجئين الواصلين إليها مهما كان عمرهم.
2- التنسيق مع المفوضية السامية للاجئين لتطعيم كل لاجئ غير مطعم يصل إليهم.
3- تنفيذ الحملات الوطنية الاحترازية لتطعيم جميع الأطفال دون الخامسة من العمرº لضمان الحفاظ على مناعة الأطفال مرتفعة بشكل مستمر.
4- العمل على رفع الوعي بأهمية التحصين وضرورة استكمال الأطفال المستهدفين دون العام والنصف من العمر جميع جرعات التحصين بالمرافق الصحية بحسب جدول التطعيم المدونة في بطاقة أو كرت التطعيم.
5- قيامنا بجمع البيانات عن الرافضين للعمل بالتعاون مع السلطة المحلية على تطعيم أطفالهم المستهدفين.

واقعية الوضع الوبائي
* بعيداٍ عن الترجيح أو المراوحة.. كيف تقيمين حقيقة الوضع الوبائي لفيروس الشلل في اليمن¿
* لا تزال اليمن خالية من فيروس الشلل منذ أن تحقق هذا الإنجاز الصحي الكبير عام 2006م وحتى يومنا هذا لم تسجل أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس الشلل مطلقاٍ وبعد دراسة فاحصة للوضع الجديد لليمن تأكد خلوها من فيروس شلل الأطفال البري فأعلنت خالية منه في فبراير 2009م من قبل منظمة الصحة العالمية
ومازلنا – بفضل الله وجهود الجميع- نعمل بكل جهد لنحافظ على هذا الانجاز وتظل بلادنا خالية من فيروس الشلل ولكن ونتيجة انتشار فيروس شلل الأطفال البري في دول القرن الأفريقي وسوريا نخشى انتقاله مجدداٍ إلى اليمن – لا سمح الله – وخاصة بين الأطفال غير المطعمين لذلك وزارة الصحة تظل مستمرة في تنفيذ حملات تطعيم احترازية لتحصين جميع الأطفال دون الخامسة من العمر ومدهم بالمزيد من جرعات اللقاح الفموي لمنحهم مزيد من أسباب الحماية والوقاية ولمنع عودة الفيروس ومحو تهديداته المريرة للطفولة في اليمن.
لقاح بواسطة الحقنة
* طالما أن هناك لقاحاٍ يحقن في العضل يستخدم في دول العالم ذات المستويات الصحية المتقدمة.. هل هناك خطة معتمدة لإدماج اللقاح الجديد عن طريق الحقنة¿
* بالطبع فمن ضمن خطة وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع إدخال لقاح شلل الأطفال غير النشط والذي يْعطى عن طريق الحقنة خلال النصف الثاني من هذه السنة وقد بدأنا بالإجراءات اللازمة لإدخاله ضمن جدول التطعيم الروتيني بإذن الله.

واقع الاستعدادات للحملة
* النجاح دائماٍ لأي عمل كبير يقاس بمستوى التنظيم والاستعداد الكامل.. فماذا عن حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال الحالية¿.. بمعنى آخر ما الاستراتيجية والاستعدادات الجارية لإقامة هذه الحملة¿
* يتم الإعداد والتجهيز لأي حملة تحصين بفترة طويلة قبل التنفيذ ابتدءاٍ بتجهيز الميزانيات المالية والبحث عن تمويل وطلب اللقاحات والأقلام الخاصة بتعليم أظافر الأطفال المستهدفين وإعداد الأديبات والمطبوعات الخاصة بالحملة وهو ما اتخذ عملياٍ لهذه الحملة واكتمل مساره فصارت على أهبة الاستعداد للتنفيذ في موعدها الزمني المحدد.
وكغيرها من حملات التحصين نقوم بتدريب العاملين بفرق التطعيم ومشرفي الفرق باكراٍ ونعقد الاجتماعات على مستوى المحافظات ونحن ماضون اليوم في التنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم الشباب الرياضة الأوقاف الإعلام …الخ) لأجل مد يد العون والمساندة- كل حسب مجاله- بما يضمن نجاح الحملة وشموليتها الكاملة للأطفال المستهدفين بمعية تحرينا و تأكدنا من جاهزية كل المحافظات لتنفيذ الحملة بما في ذلك الميزانيات والأدبيات واللقاحات وكافة المستلزمات.
ومن جهة أخرى نحن قمنا بمراجعة كل التقارير الخاصة بالحملات السابقة والتقييم لجميع أوجه القصور ونقاط الضعف لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تفاديها في هذه الحملة بما يضمن جودة الأداء والتنفيذ بكفاءة عالية.
لا وجود للمشكلات
* هل ثمة مشكلات أو عقبات على الصعيدين المادي والفني يواجهها البرنامج الوطني للتحصين الموسع عند تنفيذه حملات التحصين وبالذات هذه الحملة¿
* لا توجد على الصعيد الفني أية مشكلة كوننا ننفذ حملات تحصين تتعدد سنوياٍ منذ عام 2005م وحتى الآن وفي كل حملة نكتسب خبرة أكثر ونعمل على تجاوز أي قصور حدث في الحملات السابقة بينما يظل وجود خبراء من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف يعملون معنا كفريق واحد أمر مهم يْسهل الكثير في مواجهة وحل أي معوقات فنية.
أما على الصعيد المادي فإن الحملات الوطنية للتحصين تتطلب مبالغ مالية كبيرة وبالتالي يكون دعم الشركاء من المنظمات الداعمة مطلوباٍ بشكلُ كبير حيث يتم مراسلة ومتابعة المنظمات الداعمة بشكلُ حثيث حتى تؤمن ما يمكن لها تقديمه من الدعم المادي بالصورة المطلوبة.
استراتيجية تحصين عالمية
* لماذا تصرون على اتباع استراتيجية التحصين من منزل إلى منزل في حين أنها قد تؤدي على المدى إلى تكاسل المواطنين عن تحصين أطفالهم بالمرافق الصحية¿
* ليس إصراراٍ منا لكنها الاستراتيجية المثلى التي تنتهجها دول العالم لاستئصال فيروس شلل الأطفال من أجل الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين وتطعيمهم( 100%) دون بقاء إي طفل بلا تطعيم.
بالنسبة للتطعيم الروتيني ضد الأمراض العشرة القابلة للتحصين الذي تقدمه المرافق الصحية للأطفال دون العام والنصف من العمر فإن الوزارة ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع تؤمن جميع لقاحاته بالمجان على الدوام لجميع المستهدفين من الأطفال ومن حينُ لآخر يشرع برنامج التحصين في تنفيذ أنشطة تحصين خارج جدران المرافق الصحية في الأرياف والمناطق النائية بغية تقريب خدمات التطعيم للمستهدفين من الأطفال والعمل على زيادة نسبة من يتلقون جرعاته.
وبالتنسيق مع المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني يتم إنتاج وبث فلاشات وبرامج ورسائل صحية توعوية عبر القنوات المرئية والمسموعة كما يقوم المركز بتنفيذ أنشطة توعية صحفية في الحملات وغيرها وينصب الاهتمام في هذه الأعمال بدعوة الآباء والأمهات والتأكيد على ضرورة وأهمية تطعيم أطفالهم في مواقع التحصين بجميع اللقاحات واستكمال جميع الجرعات بحسب جدول التطعيم المدونة ببطاقة أو كرت التطعيم.
لبوا نداء التحصين
* ختاماٍ.. ما الدعوة التي توجهينها إلى الآباء والأمهات وأولياء الأمور إزاء هذه الحملة¿
* أوجه نداءٍ لكل أفراد المجتمع عامة وإلى كل أب وأم خاصة للوقوف صفاٍ واحداٍ لمنع خطر تسلل فيروس الشلل البري إلى اليمن حيث لا تقف أمامه أي حواجز ولا يفرق بين صغير وكبير وما إن يجد ضعفاٍ في مناعة أي طفل يلقى ضالته وغايته فيعمد إلى إحداث إعاقة دائمة لا علاج لها أو يصل به الحد إلى الفتك بالطفل المصاب بينما الطريقة الوحيدة للتصدي له تتمثل في تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة بلقاح الشلل إلى جانب تطعيم من هم دون العام والنصف بالمرافق الصحية بجميع لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد في مواعيدها المقررة.
إننا نهيب بالآباء والأمهات التعاون مع فرق التطعيم وتسهيل مهمتهم في تطعيم أطفالهم دون سن الخامسة في حملة التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال فهي في طريقها إلى التنفيذ في عموم محافظات الجمهورية من(7-9أبريل2014م) من خلال فرق تطعيم متنقلة من منزلُ إلى منزل هدفها الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين لأجل تطعيمهم وتساندها في تحقيق هذه الغاية المثلى مواقع مؤقتة تتخذها فرق صحية خلال الحملة لتقريب خدمة التطعيم لتكون في متناول الأطفال في القرى والمدن على طول البلاد وعرضها.
كما أن هناك جرعة من فيتامين (أ) تعطى للأطفال من عمر( 6أشهر-59 شهراٍ)في هذه الحملة مع لقاح الشلل بهدف رفع مناعة أجسادهم وتعزيزها بما يجنبهم الإصابة بالكثير من الأمراض وذلك باعتبار أن مناعتهم خلال السنوات الأولى من عمرهم في طور نمو وتطور.
هناك جاهزية – أيضاٍ- لجميع مواقع التحصين بالمرافق الصحية فهي مستمرة في عملها خلال أيام الحملة وستقوم بتحصين كل طفل مستهدف باللقاح الفموي المضاد للفيروس قِدمِ إلى المرفق الصحي برفقة والده أو والدته أو أيُ فردُ من عائلته.
وأؤكد بأن التطعيم في الحملات لا يغني عن التطعيمات الروتينية المعتادة لأن اللقاح الذي يعطى في الحملات يؤمن الوقاية من مرض واحد وهو مرض شلل الأطفال بينما التطعيم الروتيني يتيح وقاية ضد عشرة أمراضُ خطيرة.
بدورنا ندعو المجتمع وفي طليعته الآباء والأمهات إلى ضرورة تطعيم الأطفال بجميع اللقاحات الروتينية واستكمال جميع جرعات هذه اللقاحات في مواعيدها بحسب جدول التطعيم حيث سيجدونها مدونة ببطاقة أو كرت التطعيم الخاص بكل طفل.
واستشعاراٍ للمسؤولية الأبوية يجب ألا يْحرم الأطفال من حقهم في التطعيم ليعيشوا بصحة جيدة بعيداٍ عن شلل الأطفال وتهديداته الخطيرة فهم أمانة في الأعناق وسيحاسبون على هذه الأمانة أمام الله(سبحانه وتعالى) إذا ما فرطوا أو تقاعسوا عن الوفاء بها طالما أن لقاحات التطعيم متوفرة بالمجان وتؤمن المناعة الصحية المطلوبة لجميع المستهدفين من الأطفال.

* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا