مذابح جماعية ترتكبها السعودية بحق الأفارقة بعيداً عن الأنظار
هكذا تنهي السعودية هجرة آلاف الأفارقة على حدودها..سحق البشر في الحدود خارج التغطية
يقطع المهاجرون الأفارقة مئات الكيلو مترات من بلدان القرن الأفريقي، مئات الكيلومترات يعبرون خلالها جبالاً وصحاري وبحاراً، عبر مافيا تجار البشر، ثم تنتهي رحلة المعاناة عند الحدود اليمنية السعودية على يد حرس الحدود السعودي، في عمليات تصفية وقتل جماعي يومية تستخدم فيها المدافع والرشاشات والهاونات والصعق والغمر بالمياه، ثم يدفنون في مقابر جماعية.
وحسب منظمة الهجرة الدولية فإن « 34437 مهاجراً دخلوا اليمن خلال النصف الأول من العام 2022»، واتجه أغلبهم نحو الأراضي السعودية، لا يعلم مصيرهم، لكن المؤكد أن أغلبهم قد ابتلعتهم المقابر الجماعية التي تحفرها الجرافات السعودية على الحدود.
يوم أمس الأول نشرت قناة المسيرة مشاهد فيديو مصورة أظهرت مذبحة سعودية مروعة بحق عشرات المهاجرين الإثيوبيين وفيهم يمنيون على الحدود السعودية اليمنية، المشاهد أظهرت عشرات الجثث السمراء لموتى لا عزاء لهم ولا بواكي، يقول المهاجرون إن حرس الحدود السعودي قتلهم بطريقة وحشية وفي تفاصيلها – كما روى الناجون من المذبحة- أن الجنود السعوديين تعمدوا صعق غرفة جرى ملؤها بالمياه وتوصيلها بالكهرباء بعد جمع عشرات الإثيوبيين فيها، ليموت الجميع تحت الصعق المروع.
المشاهد أظهرت صورا لمقبرة جماعية ضمت عشرات الضحايا الأفارقة ممن قتلهم حرس الحدود السعودي، المشاهد أظهرت قيام حرس الحدود السعودي بتصفيد عشرات المهاجرين الإثيوبيين ويعتقد أنها للحظات ما قبل قتلهم.
إلى تفاصيل المذبحة المروعة:
الثورة / تقرير / يحيى الشامي
في بداية ليل من ليالي شهر أكتوبر المنصرم وصلت مجموعة كبيرة من المهاجرين الأفارقة إلى الحدود التي تفصل بين اليمن والسعودية، ومع وصول المهاجرين إلى الأراضي السعودية، جرى إطلاق النار عليهم من قبل حرس الحدود السعودي، بهدف تجميعهم إلى مكان مغلق أشبه ببركة ماء.
سادت حالة من الصمت لساعتين تعرض خلالها المهاجرون للضرب والتحقيقات والشتم من قبل حرس الحدود السعودي، وفي لحظة سوداء بدأ السعوديون بإفراغ كميات من المياه في المكان المغلق، ظن المهاجرون أن السعوديين يريدون فقط الترفيه عليهم لكن ما حصل كان غير ذلك.
أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها قناة المسيرة يوم أمس الأول عشرات الأشخاص المكدسين جثثا في إحدى مناطق الحدود السعودية، وكان بعضهم ميتا في العراء وبعضهم منكبّون على وجوههم وآخرون ماتوا وأبصارهم إلى السماء، وبعضهم الآخر ميت والدم نازف بجواره.
قتل الحرس السعودي في تلك الليلة ثلاثين مهاجرا من الجنسية الإثيوبية على الأقل، لكن المذبحة ليست هي الوحية إذ يعتقد أن حرس الحدود السعودي يقتل يوميا قرابة خمسة مهاجرين ويصيب أضعافهم، حصيلة القتلى يُعتقدُ أنها أعلى من ذلك حيث لا يزال أكثر من المهاجرين في تلك الرحلة بلا خبر، يوميا تقتل السعودية خمسة إلى عشرة مهاجرين على الحدود، لا يعلم ذلك إلا من جلسات العزاء التي يقيمها رفاق الضحايا من مقرات الإيواء في صنعاء.
لا بواكي لهؤلاء المظلومين، لكن المشاهد التي عرضتها قناة المسيرة لواحدة من أكبر المذابح السعودية كشفت عن تفاصيل صادمة، جُثث هامدة تتخطفها الطير بلا قبور، وأخرى في العراء شاخصة بأبصارها نحو السماء، وتفاصيل أبشع في هذا التقرير.
•الرحلة الأخيرة
في رحلة بحثهم عن الرزق يلاقي المهاجرون الأفارقة صنوفا من الويلات والعناء، لكن مع وصولهم إلى حدود المملكة السعودية تنتهي رحلتهم الوعرة غالباً بالموت إعداما بالرشاشات والمدافع والهاونات، حيث يقوم حرس الحدود السعودي بنصب نقاط رقابة مسلحة تطلق القذائف والنيران على الأجساد السمراء.
قناة المسيرة الفضائية فتحت الملف المسكوت عنه وعرضت مشاهد صادمة لمذبحة ارتكبها الحرس السعودي بحق المهاجرين الأفارقة.
مشاهد الفيديو
كل الحديث يكون مبالغة أو من قبيل المكايدة لكن المشاهد وهي توثق مصير الأفارقة في أطراف الأراضي السعودية تجعل من أي حديث مجرد محاولة لوصف الفظائع التي يرتكبها يومياً حرسُ الحدود السعودي بحق الإنسانية.
وعلى نحو مأساوي تجري القصة منذ بدايتها وفق ما يرسمه تجار البشر المهربون، لكنها تنتهي بالموت وفق توجيهات سعودية سامية و”حاسمة” اقتلوهم، وتقضي التوجيهات بمنع المهاجرين من دخول الأراضي السعودية بالقتل والإبادة لا بقواعد التوقيف والإعادة، يتلقّى حرس الحدود السعودي هذه التوجيهات فيصب وابل القذائف على المهاجرين، يموت المهاجرون فتأتي الجرافات لتواري أجسادهم السمراء في مقابر جماعية على الحدود.
الهاربون من الجوع في بلدانهم يعبرون اليمنَ البلدَ المحاصرَ، نحو البلد الغني بالنفط والدولارات، وفي الحدود يصطاد الحرسُ السعودي العشراتِ منهم أسبوعياً.
في واحدة من المشاهد الموثقة بالقرب من الحدود داخل أحد الأودية الحدودية بين اليمن والسعودية، مات المئات قتلا بالمدافع والرشاشات، وفي صنعاء أقام الأفارقة جلسة عزاءٍ لا يُفهم منه إلا البكاء، وكل أسبوع يقيم المهاجرون في صنعاء جلسات عزاء على عشرات الضحايا من رفاقهم الذين حالفهم الحظ لمواصلة الرحلة نحو السعودية، دون علم بما سيلاقونه ودون إدراك أنها ستكون الرحلة الأخيرة.
الناجون يروون تفاصيل المذبحة
هذه الجثث – وفق شهادات الناجين من المهاجرين الأفارقة – تعود لأحدث مجزرة ارتكبها حرس الحدود السعودي بحق المهاجرين من ذوي الأجساد السمراء، هي فقط بعض ما تسنّى انتشاله من المجزرة التي يبلغ ضحاياها زهاء 30 بينهم 8 يمنيين، ويروي الناجي الإثيوبي الوحيد تفاصيل ما جرى من مذبحة مروعة حيث يقول:
صور للجثث
في المساء جمع العسكر السعوديون عددا من المهاجرين بعد بضعة كيلومترات من اجتيازهم الحدود اليمنية صوب الأراضي السعودية، فجرى تجميعنا داخل غرفة صغيرة ملحقة بثكنة عسكرية قد تكون مخصصة لدورة المياه ولا تزيد مساحتها عن متر مربع شديدة الحرارة.
يضيف الناجي «قام الجنود السعوديون بإفراغ كميات من المياه على قاع الحجرة الصغيرة، وهو ما ظنوه خطوة عطوفة من الجنود السعوديين بغرض تبريد الجو، لكن المفاجئ أن الجميع بعد دقائق دخلوا في موت جماعي في لحظة واحدة»
وعند سؤاله عن سبب نجاته يقول الأفريقي، إنه كان في طرف الحجرة بعيدا عن الماء ما جعله معزولاً عن الكهرباء الصاعقة عبر الماء، يضيف مهاجر آخر من دفعة ثانية بالقول إنه يعرف الحجرة ولا يستبعد أن سلك الكهرباء المستخدم يعود لجهاز مكيف كهربائي جرى فصله ووضعه في الماء الذي رُش على الحجرة من تحت المهاجرين المتكدسين في الداخل.
على هذا النحو المستخف بكرامة الإنسان وحياته يُنهي حرس الحدود السعودي حياة المئات من المهاجرين الأفارقة ممن تنتهي رحلتهم بموت لا يحظى بشرف العزاء والبكاء إلا على بعد آلاف الكيلو مترات، وجثث لا تلقى دفناً يليق بها.. يقول أحدهم وهو مقيم في الجانب اليمني منذ أشهر انهم يدفنون العديد يومياً .. وهو ما تؤكده مشاهد المقبرة الجماعية التي جرى مؤخرا دفن العشرات من الضحايا الأفارقة فيها.
لا تنتهي فاجعة المهاجرين عند هذه الفظائع المسكوت عنها، مشاهدُ ليلية أخرى تعرضُ لحظات ما قبل واحدة من مجازر حرس الحدود السعودي بحق مجموعة من المهاجرين الأفارقة، وهي الصور الأخيرة للمهاجرين بعد اجتيازهم رحلة بين قارتين.
إلى هذا القبر انتهت رحلة المهاجرين الأفارقة بين قارتين
صور المقابر
لم يغب عن المشهد سوى سكاكين داعش، وهنا ناب عنها بنادق ورشاشات ومدافع حرس الحدود السعودي الذين يظهر عدد من ضباطهم يشرفون على العملية الليلية بعدما خلعوا قيم الإنسانية عن ضمائرهم، لا ضوابط لعمليات القتل والإعدامات التي ينفذها النظام السعودي بحق المهاجرين الأفارقة، ولا عرف إنساني ولا قواعد ولا القوانين الدولية لكن العالم يصمت مع السعودية لأن لديها المال والنفط.
•مذابح خارج التغطية
ما تقوم به السعودية من مذابح بحق المهاجرين الأفارقة لا يحظى بحديث وسائل الإعلام الدولي، فتلك مذابح خارج التغطية والاهتمام لأن السعودية تملك النفط والأموال، القتل الجماعي للمهاجرين في حدود السعودية ما يزال خارج تغطية القيم الإنسانية، فالمهاجر الذي يصل إلى حدود السعودية يقتل ويموت وتأكله الطير أو يدفن في حفرة مع مئات الجثث في مقابر جماعية تغطيها الجرافات بالأحجار والتراب، وهنا تختفي تفاصيل الجريمة وينتهي أثر حياة المئات إن لم يكونوا آلافا.
أما القاتل فيتلذذ بوسائل الذبح، لا يكتفي باستخدام الرصاص والهاونات والمدافع والرشاشات فوفقَ شهاداتِ الناجين بل وتغمر الأجساد الحية بالمياه وصعقها بالكهرباء، آخرون أغلقت السعودية في وجوههم الحدود وفتحت لهم المقابر فدفنوا فيها أحياء ينبضون.
كثيرة هي أخبار القتل والموت القادمة من حدود السعودية، ونادرةٌ هي صور ومشاهد الضحايا، هذه بعضه مشاهد ليلية للحظات ما قبل واحدة من مجزرة سعودية بحق عشرات المهاجرين الأفارقة، عرضتها المسيرة وقد حصلت عليها من مصادر بالكاد نجت.
المشاهد التي بثت بالأمس عرضت بعضا من جرائم النظام السعودي على حدوده بحق المهاجرين الأفارقة، وتوثق لأفظع جرائم القتل الجماعي في العالم، وتخفي وراءها مذابح مروعة لا تطاق، الشهادات التي يرويها المهاجرون صادمة للضمير والإنسانية، عشرات الجثث مرمية في الأرجاء، وبعض الضحايا يموتون ولا يواريهم القاتل بالتراب.