الخط العربي بداياته ورواده


لم يقتصر البعد الجمالي لشكل الخط العربي على إثراء الفنون الإسلامية ولكن خلال مراحل تطور وتجويد وتوحيد شكل الخط العربي الإنتاج الفني الجديد, نجد أن هذه الجماليات قد أثرت في الفن التشكيلي بشكل عام, والفن التعبيري التجريدي المعاصر بشكل خاص, لما أوجدت من جماليات في عناصر تكوين العمل الفني التشكيلي المعاصر, كما أثرى مبدأ التصحيف والتغفيل الاتجاه التعبيري التجريدي المعاصر, فاستخدام الخط العربي استخدام تشكيلي بحت بصرف النظر عن مضمون الكلام نفسه.

وارتبط الخط العربي ارتباطا وثيقا بتدوين ونسخ المصحف الشريف, وكتابة الآيات القرآنية, فأصبح عند العرب أشرف الفنون, وارتفعت مكانته في المجتمع, واهتم بكتابة المصحف والآيات القرآنية الوزراء وخلفاء وملوك الدولة, وانتقلت هذه المكانة إلى بلاد فارس والأندلس, وتركيا.
ولقد تعددت الأشكال البنائية للخط العربي, وفي مقدمتها التزيني والقاعدي. فأما التزيني فقد اعتمد على حرية الفنان في تحريف وتشكيل حروفه, وابتكار الزخارف عليها كالخط الكوفي والديواني والهندسي, المضلع والمزهر, وأما القاعدي فيعتمد على التقنية المحدودة, كخط النسخ والرقعة ولكل منهما قيمة جمالية وتشكيلية من تنوع وإيقاع وتناسب وانسجام.
وتشير المصادر التاريخية إلى ثلاثة رواد مؤسسين في الخط العربي هم:
* الوزير ابن مقلة” وكان كاتبا وأديبا وشاعرا وخطاطا, اهتم بتجويد الخط وهو أول من حسن خط النسخ واعتمده في كتابة المصاحف وهو أول من ابتكر المقاييس بالنقط لرسم الحروف, وكان أول من اكتشف الخطين النسخ والثلث الإبداع.
* وعلي بن هلال المعروف بأبن البواب بغدادي, واهتم بخطوط ابن مقلة النسخ والثلث فارتقى بها, وهو من ابتدع الخط الريحاني والملحق, وأنشأ مدرسة الخط العربي.
* وياقوت المستعصمي: وهو الشيخ جمال المستعصمي الطواشيا لبغدادي, كان أديبا وشاعرا وقد بلغ خطه من الجودة والإتقان حتى فاق على كل سابقيه وكانت كتابته بخطي الثالث والنسخ بالغة الكمال والحسن, وهي التي سار عليها الخطاطون العثمانيون فيما بعد وما زال المصحف الذي كتبه بيديه موجود في مدرسة الإشراف شعبان بالقاهرة دليل على براعة خطه.

قد يعجبك ايضا