الصيّادون جرحٌ لا يتوقّف نزيفُه

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

 

كل جرائم وانتهاكات ومجازر تحالف العدوان السعودي الأمريكي التي ارتكبها طوال الثماني السنوات الماضية بحق الشعب اليمني وحشية وغير مبررّة، لكن ما ناله ويناله الصيادون من الحقد والانتقام السعودي يفوق ما قد يتصوره عقل بشر.
-أصبحت مهنة الصيد البدائي بالنسبة للصيادين البسطاء مهنة الموت والمخاطرة بحياتهم وبكل ما يملكون، من أراد النجاة من الموت جوعا، عليه أن يركب الخطر في رحلة محفوفة بمخاطر لا تعد ولا تحصى، حيث تتربص بهم و قواربهم الخشبية الصغيرة زوارق وطائرات العدوان في كل مكان في البحر.
-ضاق البحر رغم اتساعه و رحابته على أبنائه الصيادين من ذوي البشرة السمراء والقلوب البيضاء وباتوا أمام خيارات صعبة أحلاها- في ظل ممارسات وانتهاكات العدو التي لا تتوقف- أمرُّ من العلقم.
-صاروا أهدافا مشروعة ومتاحة ويسيرة للعدوان ومرتزقته وأذنابه، فالمئات منهم قضوا بصواريخ وقنابل الطائرات والبوارج المعادية، وآخرون تم احتجازهم وتعذيبهم بوحشية وقسوة غير مسبوقة، ومنهم من تم اقتياده إلى سجون ومعتقلات السعودية وإريتريا ليقبعوا في السجون هناك لشهور وسنوات دون وجه حق، ومنهم من كان أوفر حظّا وقضى في سجون إريتريا أسابيع ليتم إطلاقه بعد مصادرة قاربه وتعذيبه وإجباره على ممارسة أعمال شاقة نظير وجبة من الخبز الجاف الذي تعزف عن أكله الدواب.
-روى عشرات الصيادين الذين عادوا الأسبوع الماضي إلى الحديدة، حكايات مروّعة عن أشكال التعذيب الذي تعرضوا له في سجون إريتريا، بعد أن تم اختطافهم مع قواربهم من قبل زوارق البحرية الإريترية من المياه الإقليمية اليمنية وبتسهيل وتواطؤ مفضوح من قبل بوارج العدوان ومرتزقته المحليين.
-لا يكاد يوم يمضي ، دون ارتكاب جريمة في حق الصيادين، فإلى جانب حرمان عشرات الآلاف منهم من مزاولة مهنتهم في مياه اليمن الاقليمية وتشريد وتجويع مئات الآلاف من أبناء وعائلات الصيادين على طول سواحل البلاد الممتدة على طول الفي كيلومتر، لا يتردّد القتلة في إطلاق الرصاص الحيّ مباشرة على قواربهم من قبل آلة الحرب العدوانية، وها هي زوارق البحرية الأمريكية تستهدف قبل ثلاثة أيام تقريبا عددا من الصيادين قبالة سواحل المهرة ليسقطوا ما بين شهيد وجريح، فيما لا يزال الغموض يكتنف حادثة مقتل ستة آخرين الخميس الماضي قبالة سواحل المخا الخاضعة لسيطرة مرتزقة العدوان، حيث رجّحت مصادر محلية أن يكون غرق قاربهم ناجماً عن استهدافه من قبل بوارج تحالف العدوان المتمركزة في مضيق باب المندب، حيث تجري استحداثات إنشائية في جزيرة ميون وبات العدو يشعر بحساسية كبيرة من اقتراب أي يمني من المكان.
-جرائم العدوان الممنهجة والمتعمدة ضد الصيادين اليمنيين أكبر من أن يتم احصاؤها في مقال صحفي، لكنها حتما ستبقى شاهدا حيّا على وحشية العدو ودمويته وانسلاخه عن كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.

قد يعجبك ايضا