واقع الارتزاق المزري والمخزي

صولان صالح الصولاني

 

 

 

ليس غريباً أن يظل المرتزقة العملاء على مر التاريخ القديم والمعاصر، في نظر أسيادهم الغزاة والطامحين لاحتلال بلدانهم التي ينتمون إليها، عبيداً أذلاء حقراء، مفلسين أخلاقياً وقيمياً، لا يملكون أدنى عزة أو كرامة تذكر، مهما أثخنوهم أثناء لقاءاتهم المؤامراتية المتكررة بالأوصاف والمفردات الفضفاضة والمزيفة، ومهما قلَّدهم أولئك الغزاة ذوو النزعة الاحتلالية والاستعمارية بالأوسمة والنياشين وقدَّموا لهم من العطايا والأموال مقابل أدوارهم.
ومهما حاول –أيضاً- “خونة الأوطان” تلميع وجوههم المنزوعة الحياء بمساحيق وأدوات التجميل، إلا أنها تظل قبيحة ويظلون أمام أسيادهم وأمام العالم أجمع، حقراء منزوعي كرامة، وأبسط مثال على ذلك أنه عندما سئل هتلر عن أحقر الناس بالنسبة له؟ فأجاب وبلا تردّد قائلاً “إن أحقر الناس في نظري من يساعدني على احتلال بلده الذي ينتمي إليه”.
على كلٍ، قبل أيام مضت، وجدت أحد المرتزقة الناشطين لخدمة مشاريع ومؤامرات أعداء اليمن واليمنيين، وقد أقحم نفسه معلِّقاً على أحد منشوراتي الفيسبوكية التي كتبتها تزامناً وتفاعلاً مع الذكرى الثامنة لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة التي أحياها شعبنا اليمني الحر الثائر –مؤخراً- في صنعاء الحرية والعزة والشموخ وباقي المحافظات اليمنية الحرة، فكتب يقول وبكل بجاحه “استحوا الناس تموت جوعاً في صنعاء والمحافظات الشمالية “، محمِّلاً المسؤولية في ذلك اليمنيين الأحرار الصامدين الثابتين في مواجهة الغزاة والمحتلين، فلكونه مرتزقاً مبتذلاً ومنحطاً لم يجد من يحمِّل مسؤولية المجاعة في اليمن سوى أبناء جلدته اليمنيين الأحرار والشرفاء في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية الحرة، من يدفعون ضريبة الحرية والعزة والكرامة، من يموتون جوعاً في سبيل نيل الاستقلال الوطني ورفع الوصاية الخارجية عن وطننا وبلدنا، بل ومحمِّلاً المسؤولية في ذلك -أيضاً- ثورة الـ21 السبتمبرية الظافرة والمجيدة التي احتفل أبناء شعبنا اليمني الحر الثائر قبل أسابيع مضت، بذكراها الثامنة العطرة في ظل عدوان وحصار، بينما ذلكم المرتزق الرخيص ومن على شاكلته من المرتزقة يعيشون في بحبوحة من العيش الحرام والملبس الحرام والأرصدة المالية في بنوك انقرة واسطنبول والقاهرة وعواصم ومدن دول تحالف العدوان، التي ظلوا يكتنزونها على مدى 8 سنوات مقابل ارتزاقهم وبيعهم للوطن والأرض والعرض.
ليأتيه الرَّد مني نيابةً عن كل يمني حر وعلى النحو التالي: “نعم الناس تموت جوعاً في اليمن شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً بسبب العدوان الظالم على اليمن أرضاً وإنساناً ومقدرات وبسبب الحصار الجائر المفروض على اليمن من قبل أعداء الحياة وأعداء الإنسانية وبسببكم أنتم يا من تسترزقون على حساب وطنكم وبلدكم الذي عشتم وترعرعتم في كنفه، ويا من تقفون دونما خجل أو وجل في صف تحالف العدوان ضد وطنكم وأبناء جلدتكم اليمنيين .. ولأنكم أيها المرتزقة منزوعو الحياء والخجل تطلبون منا أن نستحي لأننا وقفنا بكل أنفة وعزة وشموخ في وجه 17 دولة معتدية على بلادنا وفي وجه جحافل الغزاة والمرتزقة الذين جلبوهم من أصقاع الأرض لاحتلال اليمن والهيمنة عليه ومصادرة حريته واستقلاله ونهب ثرواته ومقدراته وإركاع شعبه ..ولأنكم كذلك من أراذل القوم وأسفههم على الاطلاق تقدمون أنفسكم قرباناً لخدمة أعداء اليمن وأعداء الإنسانية، وحينما يقصف طيران تحالف العدوان جحافلكم المرتزقة بطائرات الـ” إف 16″ في أي من المعسكرات والمحاور القتالية، وما أكثر غارات القصف الجوي التي استهدف بها طيران التحالف العدواني السعودي الإماراتي جحافل مرتزقته التابعين لحزب الإصلاح، والتي كان آخرها في محافظة شبوة، فإن أياً منكم يا أبواق الارتزاق والخيانة لم ينبس ببنت شفة، بل إن البعض منكم لم يكن ليتوانى عن التبرير لذلك القصف الهستيري الذي حصد ويحصد به طيران التحالف – بين الحين والآخر- رقاب جحافل مرتزقته مثلما تأكل النار الحطب، وبرغم سقوط المئات من الضحايا، إلا أن تلك الغارات الهستيرية في نظركم أيها الأبواق المرتزقة لا تعدو عن كونها مجرَّد نيران صديقة، تعفي السائل منكم ومن أشكالكم حتى مجرّد التساؤل : بأي ذنب قتل طيران التحالف هؤلاء العسكريوين؟، ألم يشفع لهم لدى قادة التحالف 8 أعوام من القتال في صف تحالفهم وتحت أوامرهم؟.

قد يعجبك ايضا