وجهنا بإلزام المعتدي على مبادرة حاجز الرخيصين بإصلاح ما هدم دون قيد أو شرط

بكلفة 6.750.000 ريال: المواطنون في دمنة خدير تعز ينفذون 11 مبادرة مجتمعية في مجال حصاد مياه الأمطار

مدير عام المديرية: إهمال حكومات ما قبل ثورة 21 سبتمبر للجانب الزراعي حول اليمن إلى سوق للمنتج الأجنبي

المجتمع: تعزيز مصادر المياه بمشاريع حصاد مياه الأمطار يؤمن الطريق نحو نهضة زراعية تحقق الاكتفاء

الفرسان: استجابة المجتمع كانت قوية بدلالة ما شهده الواقع العملي من حراك مجتمعي في كافة المجالات

6,750,000 ريال هو إجمالي كلفة 13 مبادرة مجتمعية نفذها مجتمع قرى عزل مديرية دمنة خدير في محافظة تعز في مجال تصفية وترميم وإنشاء 11 حاجزاً وكرفاناً في مناطق تجمع ومصاب السيول في عدة مناطق حيوية في المديرية كي يستفاد منها في تغذية مياه الآبار الجوفية والسطحية، ومشروعين في مجال استصلاح أراض جديدة، على مسار تحقيق نهضة زراعية مستدامة في المنطقة، ساهمت فيها الوحدة التنفيذية لتمويل المشاريع الزراعية والمبادرات المجتمعية في المحافظة بنسبة 27 %؛ أي: 1,843,500 ريال.
وفي النزول الميداني إلى مواقع بعض من الحواجز والكرفانات التي تم تنفيذها بمبادرات مجتمعية في مديرية دمنة خدير، كانت الحصيلة ما يلي:
استطلاع/ يحيى الربيعي

حاجز عبده عامر:
حاجز أثري في قرية الدحداح- عزلة البدو، الحاجز تمت إعادة تأهيله بتنظيف الرواسب وترميم مدرجاته الأثرية في مبادرة مجتمعية خالصة بلغت كلفتها 1.5 مليون ريال، ساهمت فيها الوحدة التنفيذية في المحافظة والسلطة المحلية بالمديرية بـ 20 %، وبمساندة طوعية توعوية من فرسان التنمية.. الحاجز يغذي 5000 قصبة زراعية، ويقع في مساحة 3000 م2، وبسعة تخزينية أولية 15 ألف م3.

حاجز المارر:
في قرية الرحيبة، عزلة البدو، أنجز حاجز المارر بجهود وإمكانيات مجتمعية خالصة، حيث بلغت كلفته 350 ألف ريال، ساهمت الوحدة التنفيذية بالمحافظة والسلطة المحلية بالمديرية ب 43 %، ومساندة طوعية توعوية من فرسان العمل الطوعي.. الحاجز يغذي 4000 قصبة بالإضافة إلى تغذية الآبار، الحاجز يقع في مساحة 1500 م2، وسعة تخزينية 1000 م3.

حاجز الرخيصين:
في قرية الدحداح، عزلة البدو، أنجز حاجز الرخيصين بجهود وإمكانيات مجتمعية خالصة، حيث بلغت كلفته 1.2 مليون ريال، ساهمت الوحدة التنفيذية بالمحافظة والسلطة المحلية بالمديرية بـ 20 %، ومساندة. طوعية من فرسان العمل الطوعي.. الحاجز يغذي 4500 قصبة من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تغذية آبار الشرب لأبناء ثلاث قرى، ويقع في مساحة 1000 م2، وسعة تخزينية 4000م3.

كرفان الإمام:
في قرية الدحداح ورزان- عزلة البدو، مديرية دمنة خدير محافظة تعز، نظف كرفان الامام وأعيد تأهيله بجهود وامكانيات مجتمعية خالصة، وبلغت كلفته 500 ألف ريال، ساهمت الوحدة التنفيذية بالمحافظة والسلطة المحلية بالمديرية بـ 20 %، ومساندة طوعية من فرسان العمل الطوعي وجمعية دمنة خدير التعاونية الزراعية متعددة الأغراض.. الكرفان يغذي آبار الشرب في القرية، ويقع في مساحة 700 م2، وبسعة تخزينية 1759 م3.

كرفان الحرة:
مبادرة مجتمعية، نفذ أبناء قرية وادي الحسين، عزلة السلمي، مديرية دمنة خدير محافظة تعز مشروع وووو الحر، والذي أنجز بجهود وامكانيات مجتمعية خالصة، وبلغت كلفته 500ألف ريال، ساهمت الوحدة التنفيذية بالمحافظة والسلطة المحلية بالمديرية بـ 30 %، ومساندة طوعية من فرسان العمل الطوعي.. الحاجز يغذي 10000 قصبة بالإضافة إلى تغذية الآبار، ويقع في مساحة 400 م2، وسعة تخزينية 900 م3.

بداية المشوار
وإلى ذلك، أشاد مدير عام مديرية دمنة خدير في محافظة تعز جلال الصبيحي بالمبادرات المجتمعية التي أنجزت بجهود وإمكانيات مجتمعية خالصة إعادة تأهيل أو تشييد وبناء أكثر 12 مبادرة في مجال صيانة وترميم وانشاء السدود والحواجز والكرفانات، وذلك استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، والرئيس المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى استغلال مواسم الأمطار بالبدء في عمل دراسات بناء السدود والحواجز الكرفانات المائية من أجل الاستفادة على مسار التحرك نحو رفد الجبهة الزراعية بإعداد الخطط الاستراتيجية في تنمية الجانب الزراعي بما يحقق الاكتفاء الذاتي، لافتا إلى أن مساهمة السلطة المحلية عبر الوحدة التنفيذي لتمويل المشاريع الزراعية والمبادرات المجتمعية في المحافظة تراوحت ما بين 20 – 40 % .
وأوضح أن الجانب الزراعي تعرض قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، إلى إهمال ممنهج قضى على الوعي بأهمية أن يكون الإنسان زارعاً ما يأكل وصانعاً ما يلبس، وحول المجتمع إلى مستهلك لمنتجات الآخر زراعيا وصناعيا.
وأكد أن ثورة 21 سبتمبر أعادت الاهتمام بالأرض حتى صارت هي أساس الوجود في ضمير ووجدان الإنسان اليمني عامة، وهنا في دمنة خدير تعز خاصة، صار الاهتمام بالأرض هي الحياة.. منوها بأنه، ومنذ أربع سنوات مضت فقط، تحولت كل الأرض التي كانت مهملة صالبة بسبب غياب اهتمام حكومات ما قبل 21 سبتمبر 2014م وتواكل المجتمع على منتجات وهبات ومساعدات الآخرين، إلى أرض مزروعة بكل أنواع الحبوب والفواكه والخضروات.
وأشار إلى أن الفضل في ذلك يرجع توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم كثافة ما أنجرته اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري وشركاء التنمية والسلطات المحلية في المحافظة عبر مؤسسة بنيان التنموية من برامج بناء وتأهيل فرسان التنمية؛ البرامج التي أسست لانطلاق الثورة الزراعية وفق مبدأي التنمية المستدامة القائمة على هدى الله، والمشاركة المجتمعية الواسعة، وسياسات خفض فاتورة الاستيراد وبناء الاقتصاد المجتمعي المقاوم وتنفيذ دراسات سلاسل القيمة، ومنهجيات العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية والجمعيات التعاونية.
ولفت إلى أن العمل التعاوني الزراعي لايزال في بداية المشوار، مشيدا بما بدأت به جمعية خدير الزراعية التعاونية من خطوات على مسار تقديم بعض الخدمات في مجال الصحة الحيوانية وتوفير وحدات الحراثة ومادة الديزل، مؤكدا أن للمجتمع الدور الكبير فهو المحور الذي رفد الجمعية بتأسيسها والانضمام إلى عضويتها، منوها بضرورة تسريع إجراءات تأهيل وتمكين الجمعيات من بناء وتنظيم وإدارة حلقة السوق، بحسبها الأهم في حلقات سلاسل القيمة لأي محصول أو منتج.
وأكد، في رده على سؤال لـ«الثورة» عن موقف السلطة المحلية من شكوى أبناء قرية الدحداح من بعض المتنفذين الذين قاموا بالاعتداء على مبادراتهم المجتمعية في بناء حاجز مائي، أن السلطة المحلية وجهت توجيها صريحا إلى الجهات المختصة بإلزام المعتدي على حاجز الرخيصين في قرية الدحداح عزلة البدو بسرعة إصلاح ما هدمه وإعادته كما كان دون قيد أو شرط.

أول دفعة
بدورهما أوضح كل من مدير المشاريع الاجتماعية بمديرية خدير شعلان عبدالكريم والفارس التنموي وجدي داوود أن انطلاقة الجبهة الزراعية بمديرية خدير نحو تحقيق استراتيجية الشهيد الرئيس صالح الصماد (يدا تبني، ويد تحمي)، والتي جاءت استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، -يحفظه الله- والقيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بضرورة التوجه للارتقاء بالجانب الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، عقب تخرج أول دفعة من فرسان التنمية 39 فارس تنموي في نهاية شهر 11/2021م.
مؤكدين أن فرسان التنمية استشعروا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم فباشروا مهمتهم المقدسة في نشر الوعي بمبادئ وسياسات ومنهجيات الثورة الزراعية في أوساط المجتمع، وقد بدأوا باستهداف المدارس والمجالس العامة والمساجد بجلسات توعية وإرشاد، تم فيها إيضاح أهمية المبادرات والمشاركة المجتمعية في التنمية، ثم التوعية بأهمية النهوض الجانب الزراعي، وأهمية استغلال مياه الأمطار لتغذية المياه الجوفية واستغلالها الاستغلال الأمثل في الجانب الزراعي، ثم التوعية بأهمية دور الجمعيات الزراعية لما لذلك من آثار إيجابية لحماية المزارعين من بداية وضع البذرة وحتى مرحلة التسويق ثم الأثر الذي يعود على استقرار الأسعار وحماية المستهلك.
مشيرين إلى الدور الكبير للسلطة المحلية في مديرية خدير، والمكتب الإشرافي، الذين قاموا بتسهيل مهمة الفرسان حتى انتشر الوعي في المديرية، منوهين بأن استجابة المجتمع كانت قوية بدلالة ما شهده الواقع العملي من حراك مجتمعي في إطلاق المبادرات في كل الجوانب.

تضافر الأيدي
المزارعون (هزاع علي سيف، مغني عبده طاهر أحمد، عدنان التميمي، توفيق قاسم احمد، عبدالرحمن علي حنش)، عبروا عن شكرهم لجهود لطاقم العمل الطوعي المجتمعي بالمديرية «فرسان التنمية» على جهودهم في نشر الوعي بضرورة استعادة وإحياء التعاون والتكافل المجتمعي وتفعيل المشاركة المجتمعية في التنمية.
مؤكدين استمرار العطاء المجتمعي بالمال والجهد حتى تحقيق النصر التنموي والنهوض بالقطاع الزراعي في المنطقة، رافضين الاستسلام أمام أي تحديات، معلنين أنها ستتحول إلى فرص بالتكاتف وبتضافر الأيدي، لأن ما حملته الأكتاف خف، والبركة في الأيادي المجتمعة.
وأوضحوا أن برنامج حصاد مياه الأمطار يعد خطوة جبارة على طريق رفع درجة الجاهزية في تعزيز مصادر المياه بما من شأنه تحقيق تنمية زراعية مستدامة قائمة على هدى الله والمشاركة المجتمعية الواسعة على طريق خفض فاتورة الاستيراد وعكس قيمتها نحو دعم المنتج اليمني.
ولفت المزارعون إلى أن الأرض خيرة إلا أنها تعرضت للإهمال عقوداً من الزمن، وبالتالي تولدت بعض المشكلات التي تحتاج إلى تكاتف جهود الجانب المجتمعي وإسناد الجانب الرسمي لإصلاح مجاري السيول ووضع الحمايات اللازمة لمنع انجراف التربة، خاصة في منطقة الحسين بعزلة السلمي حيث تقع المنطقة ما بين مجاري عدة سيول كبيرة، ويناشد المزارعون الجهات المعنية بعمل مخطط فني لما تتطلبه عملية الحماية من بناء للحواجز أو وضع جبيونات حماية للأراضي، والمزارعون على استعداد للمبادرة بالمتاح من الجهد والمال لحماية أراضيهم ومحاصيلهم مما تتعرض له من مخاطر السيول.

لوحة طبيعية
الجدير ذكره أن مديرية خَدير هي إحدى مديريات محافظة تعز، وتقع في جنوب المحافظة، ويوجد في المديرية مركزان مهمان هما الدمنة وببعد عن مركز المدينة تعز 22 كم، والراهدة، وتبعد عن مركز محافظة تعز 38 كم، وعن مدينة الدمنة 11 كم، وتحيط بدمنة خدير مديريات سامع، الصلو، جبل صبر، حيفان.
وهناك في خدير وجدنا كل أرض صالحة للزراعة قد زرعت، وصار من المتاح والممكن بعد أن من الله على قرى هذه المديرية بالأمطار الغزيرة ألا يبقى فيها فقير، لأن الكل (المزارع والتاجر، والفقير وابن السبيل…إلخ) سيأكل من فضل ما أودع الله في سنابل ما زرع من أصناف حبوب الذرة والسمسم والدجري والكشد، والفواكه والخضروات، ناهيك عن الثروة الحيوانية التي تسر الناظرين بكثافة انتشارها في المراعي المنتشرة على امتداد المديرية.
الملاحظة أن ما بين 30- 40% من الأراضي في خدير يكسوها غطاء نباتي كثيف ينفع لرعي الماشية وتربية نحل العسل، إلا أن اهتمام المواطن في خدير لا يزال غائبا عن جانب تربية النحل، إذ لا توجد مناحل إلا في النادر رغم ما هو موجود من تنوع وكثافة في الغطاء النباتي.

تصوير/ جميل الصيصي

قد يعجبك ايضا