التصنيع الحربي يؤكد تغــيّر معادلة المعركة البحرية
الجيش في احتفاليته بالثورة يكتب رسالته لدول العدوان: جاهزون للحرب والسلام
استطاع الجيش اليمني إيجاد البدائل بعد تدمير قدراته من قبل العدوان وعملائه، وتصنيع الصواريخ التي ترقى إلى المنافسة على المستوى الدولي في إنتاج الصواريخ.
العروض العسكرية تظهر بشكل أقوى من عرض إلى آخر، معبّرة عن هيبة الدولة وقوتها، وتحمل رسائل داخلية وخارجية مفادها أن الجيش اليمني أصبح قادرا على حماية الوطن ومقدراته والتصدي لكل ما يهدد أمنه وسلامة أراضيه.. وبهذه المناسبة أجرت «الثورة» استطلاعا للرأي .. إليكم التفاصيل:
الثورة / زين العابدين علي حلاوى
يقول نايف حيدان -عضو مجلس الشورى: من خلال مشاهدة العرض العسكري الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة والذي أقيم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة ٢١ سبتمبر يقف العقل حائراً ويندهش، فكيف بدولة تواجه حصاراً شديداً وحرباً ضروساً وتدميراً لكل المعسكرات والمطارات والمصانع والمنشآت الحكومية وفي ظل رقابة جوية مستمرة واستهداف جوي لكل حركة على الأرض ومع هذا خرجت بالصواريخ الباليستية والصواريخ المتنوعة، بعضها يكشف عنها لأول مرة، إضافة إلى الطائرات العمودية والمسيَّرات المتنوعة وهذا يحسب للقيادات العسكرية التي بذلت كل جهدها للحفاظ وللتصنيع في ظل ظروف غاية بالتعقيد والخطورة ..
وأضاف حيدان: ظهر العرض العسكري بتنظيم عالي الدقة وترتيب منقطع النظير وأداء يبهر وهذا كله بفضل الله تعالى وبفضل حكمة وحنكة ونجاح وإخلاص ووطنية القيادة الثورية والسياسية ومعهم الأحرار والشرفاء من القيادات العسكرية المخلصة والمجربة..
وأضاف: النجاح هنا ليس في العرض فقط وظهور أسلحة جديدة وصواريخ لم تستخدم بعد، بل هناك نجاح مهم جدا وجوهري يتمثل في تأمين الفعالية وخلوها من أي عمليات أو اضطرابات أمنية، فبالرغم من الحضور الكبير للمواطنين وحضور كل قيادات الدولة بمختلف تكويناتها وضخامة العرض وكثافته البشرية، حيث كانت الإجراءات الأمنية دقيقة وناجحة وسارت على أكمل وجه وخلت الساحة من أي اختراقات أمنية..
من رحم الحرب يولد الأبطال
الكاتب الصحفي زيد الشريف هو الآخر يرى أن القوات المسلحة اليمنية بفضل الله استطاعت أن تواجه التحديات وتقهر المستحيلات وتصنع الانتصارات والإنجازات وتبني جيشاً يمنياً قوياً في مرحلة زمنية قصيرة وفي ظروف استثنائية في ظل العدوان العسكري والأمني والحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على الشعب اليمني منذ ثمان سنوات.
ويقول الشريف: اليوم وبعد العروض العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي كان أخرها العرض العسكري الضخم الذي شهدته العاصمة صنعاء في ميدان السبعين بمناسبة العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نستطيع القول إن القوات المسلحة اليمنية وصلت إلى مراحل متقدمة من القوة العسكرية التي عجزت عن الوصول إليها دول عربية تمتلك إمكانيات مادية كبيرة ولا تعاني من الحرب ولا من الحصار الاقتصادي، وهذا يعني أن الشعب اليمني الصامد بقيادته الحكيمة والشجاعة وقواته المسلحة القوية وباعتماده على قوة الله تعالى التي استطاعت أن تبني المؤسسة العسكرية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والهجمة العدوانية الخارجية الاستعمارية الإجرامية الشاملة، رغم هذا كله استطاع الجيش اليمني بمعية الله أن يثبت للجميع أن اليمن يملك رجالاً يملكون القوة النفسية والمعنوية والإيمانية والعسكرية بالشكل الذي يمكنه من مواجهة التحديات والتغلب عليها ومن حماية اليمن الأرض والإنسان ومواجهة الغزاة المعتدين ودحرهم وهزيمتهم وتمريغ أنوفهم في التراب، وهذا ما أثبتته الأحداث والمتغيرات والمعارك خلال السنوات الماضية.
ويضيف زيد الشريف: مما لا شك فيه إن هذا العرض يشكل نجاحاً كبيراً لثورة ٢١ سبتمبر وتحقيقاً للأهداف المنشودة وأولها بناء جيش وطني قوي، إضافة إلى أنه أرسل رسالة مهمة للأعداء والمرتزقة سيفهمونها بطريقتهم وأثبت أن صنعاء عاصمة للجمهورية اليمنية دولة مؤسسات ونظام وقانون تتمتع بالأمن والاستقرار رغم استمرار المؤامرات الخارجية وتكثيف أنشطة المؤامرات الداخلية..
وتابع: هذا العرض العسكري الكبير رغم رمزيته إلا أنه جلب الطمأنينة للشعب وعرف العالم بأن الجمهورية اليمنية تتمتع اليوم بقوات جوية وبرية وبحرية بنيت من الصفر وعلى استعداد للمواجهة وصد العدو والصمود لعشرات السنين بل حتى ليوم القيامة كما قال قائد الثورة -حفظه الله- فهنيئا لليمن بهذه القيادة وهنيئا للشعب بهذه المنجزات..
وقال: ما شاهدناه وشاهده العالم من حولنا الأصدقاء والأعداء خلال الأيام الماضية في العروض العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في العاصمة اليمنية صنعاء وفي محافظة الحديدة وفي بقية المناطق العسكرية التابعة لوزارة الدفاع التي تمثل الجمهورية اليمنية بسيادتها وجغرافيتها ومجتمعها وهويتها، تلك العروض العسكرية الضخمة، بما تضمنته من قوة بشرية وعسكرية، تؤكد وتثبت لكل الطواغيت والمستكبرين في هذا العالم بأن محاولة إركاع الشعب اليمني واحتلال أرضه وفرض الوصاية الخارجية عليه ونهب ثرواته من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها، فمن استطاع بعون الله وفضله أن يبني جيشاً بهذا الكم الهائل ويصنع ترسانة عسكرية بهذا المستوى المتطور في ظروف أمنية وعسكرية واقتصادية صعبة وفي فترة زمنية وجيزة لهو قادر بمعية الله تعالى على هزيمة الغزاة المعتدين وإفشال وتحطيم كل أحلامهم الاستعمارية ولم يعد هناك شك في هذا، فهناك من الدروس والعبر والتجارب التي خاضها الأعداء في حروبهم مع اليمن ما يكفي للوصول إلى حالة اليقين بأن استعمار اليمن حلم لا يمكن أن يتحقق.
وأشار الشريف إلى أن من رحم الحرب العدوانية والهجمة الاستعمارية والحصار الاقتصادي ومن بين الركام وفي خضم الصراع الشامل ومن ميدان المعركة التي تحتدم على مساحة جغرافية واسعة لسنوات، ظهرت القوات المسلحة اليمنية بعد أكثر من سبع سنوات من العدوان والحصار وهي في عنفوان شبابها وفي أوج قوتها، تملك مخزوناً عسكرياً ضخماً وترسانة عسكرية استراتيجية يمنية الصنع برية وجوية وبحرية وصاروخية وهذه معجزة خارقة للعادة لأن الشيء المتعارف عليه هو أن الحروب والتدهور الاقتصادي بفعل الحصار يترك حالة من الانهيار والضعف خصوصاً عندما يستمر لسنوات، ولكن في اليمن حصل العكس تماماً، حصل ما لم يكن للطواغيت المعتدين في حسبان، الجيش الذي عملوا على تدميره والقضاء عليه عاد بقوة أكبر مما كان عليه قبل العدوان والأسلحة التي عملوا على تدميرها وتجريد الجيش اليمني منها تم استبدالها وصناعة الكثير من المنظومات العسكرية الدفاعية والهجومية في ظروف عسكرية وأمنية استثنائية وفي زمن الأقمار الصناعية والطائرات التجسسية فيه والخلايا الاستخباراتية التابعة للأعداء التي تعمل بكل طاقتها للنيل من اليمن ومن قواته المسلحة، ورغم كل ذلك فشلت وهُزمت شر هزيمة بفضل الله تعالى ونهض الجيش اليمني بشكل أذهل العالم.
هذه القوة تمثل صمام أمان لهذا الوطن
من جانبه تحدث الخبير العسكري اللواء عبدالله الجفري قائلا: ظهور القوة العسكرية اليمنية بهذا الشكل رغم العدوان والحصار يؤكد أن لدينا قيادة عسكرية وثورية صادقة وحكيمة، أرادت اليوم أن تنتشر في كل أرجاء البلد الذي ظل لفترة عقود من الزمن دولة مستباحة ومحتلة وبالتالي جاءت هذه المناسبة تطبيقا لقول الله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) وكذلك قول الله تعالى: (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) ولذلك تمثل هذه الآية مشروعاً للأمة فقد جسدها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – سلام الله عليه- خير تجسيد وكذلك من بعده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله- وبالتالي هذه القوة العسكرية لم تأت من فراغ بل جاءت من خلال مشروع ومنهج حمله الشهيد القائد -رحمه الله- وقدم حياته قربانا لهذا المشروع ولهذا الوطن وبالتالي هذه القوة العسكرية هي عبارة عن صمام أمان لهذا الوطن، واستطاع المجاهدون المؤمنون الصادقون تصنيعها وتطويرها وتحديثها حتى يتم تنفيذ تلك الأهداف التي رسمتها ثورة الـ ٢١من سبتمبر وأهمها التحرر من التبعية وتحقيق الاستقلال ورفع الوصاية الخارجية، مضيفاً: إذاً هذه القوة العسكرية التي شاهدها العالم بهذا الزخم وبهذه الإمكانيات في ظل العدوان والحصار تؤكد اليوم أن إرادة الشعب اليمني تجاوزت كل المعوقات وكذلك بفضل من الله وتأييده لنا ومن ثم بفضل القيادة الثورية التي قدمت حياتها في سبيل إنقاذ هذا الوطن من براثن ذلك المستنقع الذي وصلت إليه البلاد –آنذاك- وكانت دولة فاشلة والفرق اليوم واضح بين الأمس واليوم، بين النور والظلام وبين الحق والباطل وكذلك تعني لنا هذه القوة رغم العدوان والحصار أن إرادة أبناء الشعب اليمني تتحدى المعوقات، فهذا الشعب هو صانع الحضارة وصانع هذه المنجزات العظيمة، ولا ننسى أن الإنسان اليمني هو المرجع التاريخي لهذه الأمة، وأيضا استطاع الجيش اليمني إيجاد البدائل بعد تدمير تلك القوات عن طريق الأمريكان وعملائهم.
هذه القوات تحافظ على السلام والأمن
كما أوضح الكاتب الصحفي محمد صالح حاتم أن ما أظهرته العروض العسكرية والأمنية للوحدات والألوية والمناطق العسكرية بمناسبة العيد الثامن لثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، يعد إنجازاً من إنجازات هذه الثورة، وما شاهدناه من أسلحة نوعية جوية وبحرية وبرية يعد مفخرة ًلكل يمني حر وشريف، فالصواريخ البالستية الجوية والصواريخ والزوارق البحرية والدفاعات الجوية ، والطيران المسيَّر ، أصبحت اليوم أكثر قوة وأكثر تطورا، وتؤكد أن اليمن أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها ، ولم تعد الحديقة الخلفية ، بل أصبحت لاعبا ًدوليا ًمهما ًفي المنطقة بشكل عام.
وقال: هذه القوة التي شاهدناها حملت رسائل عدة للخارج والداخل، مفادها أن اليمن خرجت من الحرب والعدوان والحصار أقوى وأصلب وأكثر تماسكا، وأن معادلة الحرب تغيرت ولم يعد أمام تحالف العدوان إلا إعلان هزيمته ووقف العدوان ورفع الحصار والانسحاب من كل شبر من أرض اليمن، وأن عليهم استغلال ما تبقى من الهدنة، فما قبل العروض العسكرية والأمنية ليس كما بعدها ، ومن يراهن على عامل الوقت، فعليه أن يدرك حقيقة أن اليمن بعد ثمان سنوات من العدوان والحصار باتت دولة تمتلك قوة عسكرية، بل وتصنع كافة أنواع الأسلحة ولديها من الخبرة من يجعلها دولة صناعية عسكرية، وأن المياه اليمنية لم تعد مرتعا للبوارج والأساطيل الأمريكية والصهيونية وأن عليهم كف أذاهم وأن أحلامهم وأطماعهم في السيطرة على السواحل والجزر اليمنية ونهب الثروات لن تتحقق، كما أن أمن المنطقة لن يتحقق إلا بأمن واستقرار اليمن وإحلال السلام الدائم والشامل، فهذه القوة هي قوة للسلام وحفظ الأمن والاستقرار للمنطقة بأكملها.