التعليم تحت الهجوم…الاقتراب من نهاية نصف العام الدراسي نصر جديد: أكثر من 5000 طالب ومعلم وأكاديمي، تعرضوا للإصابات والقتل والأذى، بسبب هجمات تحالف العدوان
يسجل الطلاب والطالبات والكادر التعليمي والتربوي في منتصف العام الدراسي نصراً جديداً أمام تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومرتزقته المحليين الذين لم يتركوا وسيلة ولا طريقة لإيقاف العملية التعليمية والتربوية طيلة السنوات الثمان الماضية إلا وأقدموا عليها، لكن تلك المحاولات المحمومة للأعداء كانت ولا تزال تبوء بالفشل الذريع أمام صمود أبنائنا الطلبة ومنتسبي هذا القطاع الحيوي رغم المعاناة المتفاقمة والظروف المعيشية الصعبة، لتثبت الجبهة التربوية مجددا أنها باقية في طليعة جبهات العزة والكرامة التي تتصدى بكل بسالة للعدوان الجائر على اليمن، وإسقاط مخططاته الشيطانية الرامية إلى تجهيل المجتمع اليمني، وحرمان أبنائه من حقهم في التعليم.
الأسرة/ خاص
دمّرت آلة القتل السعودية الصهيو أمريكية غالبية إن لم يكن كامل البنية التحتية لليمن، وحظي قطاع التعليم بالنصيب الأكبر من ذلك الحقد الأسود، في محاولة عبثية لإعادة اليمن إلى عصور الجهل والظلام، غير أن أمانيهم ما فتئت تتبخر وتتلاشى أمام الصمود والعزيمة الصلبة لأبناء هذا الشعب الذي لا يقهر.. وها هي المسيرة التعليمية تمضي قدما في العام الثامن تحت نيران العدوان والحصار بإصرار كبير على مواصلة التحدي حتى تحقيق الانتصار العظيم على كافة المستويات.
انتصار حقيقي
وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين، فإن استمرار العملية التعليمية يمثل انتصاراً آخر لليمن أمام تحالف العدوان، واعتبر الأخ يحيى بدر الدين الحوثي -وزير التربية والتعليم استمرار العملية التعليمية للعام الثامن على التوالي في ظل تداعيات العدوان والحصار، انتصارا حقيقيا للجبهة التربوية رغم التحديات والمخططات ورهان العدو على تعطيل التعليم في اليمن.
وأكد الوزير الحوثي أن مؤامرات دول العدوان في استهداف العملية التعليمية لن تثني من العزم والإرادة في تعزيز الجهود لمواصلة تعليم الأجيال ومواجهة التحديات والعمل بكل الوسائل والإمكانات للنهوض بالتعليم، رغم ما يمر به الوطن من مرحلة استثنائية وظروف اقتصادية صعبة.
الطلاب والطالبات عبروا عن سعادتهم بالتغلب على كافة الصعاب والتحديات الناجمة عن العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على الأوضاع الإنسانية.. وتقول الطالبة عهود عبدالرقيب وهي طالبة في مجمع الثورة التربوي بمديرية آزال بأمانة العاصمة : إن الصعوبات التي تواجهها بفعل العدوان لن تزيدها وزميلاتها إلا ثباتاً وإصرارا على مواصلة العملية التعليمية.
من جهتها توضح رغد حمدي وهي طالبة في الصف السابع في المجمع التربوي ذاته أن الأعداء لا يمكن ان يبلغوا مرادهم في إيقاف التعليم في اليمن، لأن طلاب اليمن فتيانا وفتيات لا يقل حماسهم وشجاعتهم عن المجاهدين في جبهات العزة والكرامة من أبطال الجيش واللجان ممن يقدمون دماءهم فداء للوطن وكرامة أبنائه.
ويبدو الحماس والاصرار في عيون الأطفال ذكورا واناثا وهم يعبرون لـ”الاسرة” عن إصرارهم على مواصلة تعليمهم وكل كلماتهم وأحاديثهم تنبئ عن جيل يتحلى بأعلى درجات الوعي والإدراك لمخططات ومؤامرات الأعداء الهادفة الى عرقلة التعليم وتجهيل الشعب اليمني وهذا الإدراك العميق هو ما يجعل النصر حليفا لليمن وشعبه.
خسائر بشرية ومادية
خلال السنوات السبع الماضية من العدوان والحصار ومن واقع التقارير الرسمية وتقارير المنظمات المحلية والدولية، وهي بمجملها لا تمثل سوى جزء يسير مما هو موجود على الواقع، نظراً لعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة عن حجم الخراب والدمار الذي ألحقه العدوان بالبنية التحية لليمن حتى اللحظة، والتي كان لقطاع التعليم حصة الأسد منها، ومع ذلك لا تزال المؤسسات التعليمية تؤدي رسالتها، رغم استمرار العدوان والحصار، واستمرار محاولاته العبثية لشل العملية التربوية، ورغم شحة الإمكانيات وعدم توافر حتى الحد الأدنى منها.
وتشير تقارير وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ الى أن معدل الضحايا من الأطفال، ممن هم في سن الدراسة، كان يصل إلى 18 طفلاً، كُلّ يوم، ما بين شهيد وجريح.
ويوثق تقرير للأمم المتحدة نشره موقع قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 26 يوليو 2019م، سقوط نحو 1689 طفلاً في اليمن خلال العام 2018م، ما بين قتيل ومشوه، وحمّل التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية عن قتل 720 طفلاً، معظمهم بسبب غارات جوية.
وفي أبريل 2019م قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، الخاصة بالأطفال والنزاع المسلح “فرجينيا غامبا “إن أكثر من 7500 طفل، قتلوا في اليمن منذ بدء الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية”.
وكشف تقرير للمركز اليمني لحقوق الإنسان، بعنوان “طفولة بلون الدم ورائحة الموت” نشرته “سانا” في 7 سبتمبر 2020م عن استشهاد وإصابة أكثر من 7200 طفل، في مختلف المحافظات اليمنية بسبب غارات العدوان، عدد الشهداء بينهم 3468 طفلاً.
وسجل تقرير للتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات بعنوان “التعليم تحت الهجوم” بتاريخ 9 يوليو 2020م أكثر من 5000 طالب ومعلم وأكاديمي، تعرضوا للإصابات والقتل والأذى، في هجمات على التعليم باليمن خلال الفترة “2015– 2019م”، وسجل أيضا 3804 جرحى 91% من إجمالي ضحايا الأطفال نتج عن هذه الهجمات المباشرة للعدوان ومرتزقته.
أما الخسائر المادية، فقد قدّرت وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ تكلفة الخسائر المباشرة للأضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم خلال الفترة “26 مارس 2015– 26 مارس 2020م”، بنحو 3 تريليونات ريال، وتجاوزت تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم خلال السنوات الثلاث الأولى من العدوان 334052000 دولار.
أما المنشآت التعليمية المدمرة والمتضررة، فقد تسببت غارات العدوان وهجمات المرتزقة خلال الفترة “26 مارس 2015– أبريل 2020م” في تدمير وإلحاق الضرر بـ365 منشأة تعليمية، أصيبت بأضرار مباشرة وغير مباشرة، وبنسبة تزيد عن 21 % من عدد المنشآت التعليمية العاملة في اليمن، تضم نحو 1.898.220 طالباً وطالبة، بنسبة 32.3 %، يعمل فيها نحو 89840 معلماً ومعلمة، منها 412 منشأة دُمرت كلياً، وكان لمحافظة حجة منها النصيب الأوفر بتدميره 110 منشآت، تلتها محافظة صعدة بـ 106 مدارس، و1491 منشأة تم تدميرها تدميراً جزئياً.
هذه الإحصائيات التقديرية التي قد لا تعكس الحقيقة على الميدان، لأن حجم الضرر كبير جدا، تثبت بما لا يدع مجالا للشك حجم الحقد الذي يكنه تحالف العدوان وأدواته ضد اليمن أرضا وإنسانا، لكن كل تلك الأحقاد باتت تأكل بعضها والسبب هو الصمود اليمني العظيم في مواجهة اكبر عدوان وحشي في التاريخ المعاصر.