الدكتور: أحمد المترب استشاري طب أمراض القلب للأسرة

التغيير مراحل تحتاج إلى متابعة وإقامة علاقة ايجابية بين المريض والطبيب

● يظن المريض أن الطبيب بيده عصا سحرية تنهي على آلامه وأنه على بمجرد تناول حبتين أو ثلاث من الدواء سيدب النشاط بجسده وسيركض المرض برجليه وحين لا يتحقق ما يريد يعيب على الطبيب ويشكك في خبراته ويسارع إلى طبيب آخر يلتمس عنده الشفاء ويظل يتنقل من عيادة لأخرى دون أن يفكر ولو لوهلة في نصائح الأطباء في ضرورة تغيير سلوكياته وعاداته الصحية والالتزام بالرياضة والغذاء الصحي والامتناع عن التدخين… فهل يا ترى سيجد ذلك الطبيب الذي يغير حياته بحبة سحرية تمنحه العافية دون بذل السبب..!!¿ يجيب على هذا التساؤل الدكتور أحمد المترب استشاري أمراض القلب.

بقول مرضى القلب استمروا سنوات طويلة في نمط حياه معين ومن الصعب تغيير هذا السلوك بسهولة ويسر فالطبع غلب التطبع ولابد من توفر الإرادة القوية والرغبة الصادقة لاتباع سلوكيات صحية جديدة.
علاقة قوية
● كيف يمكن إيصال فكرة التغيير في السلوك إلى مستويات مختلفة من الناس خاصة شريحة غير المتعلمين ¿
نجاح المعالجة مرتبط باتباع الإرشادات الصحية وتغيير نمط الحياة
إن تغيير نمط حياة المريض مهم للغاية للوصول إلى معالجة ناجحة خاصة للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وعوامل خطورتها. وإن نجاح فكرة تغيير نمط وأسلوب حياة المريض تحتاج إلى على علاقة قوية بين المريض والطبيب قائمة على الفهم الصحيح والمتابعة الحثيثة من الطبيب مع تسجيل مستوى التطور في اتباع الإرشادات الطبية.
توجيه مباشر
● ماذا عن طرق وأساليب التوجيه والنصح¿
يؤكد الدكتور المترب انه يجب أتباع التوجيه المباشر والمحدد مثل القول ” تغيير سلوكياتك ” والتوقف عن التدخين , اعمل على انقاص وزنك , مارس التمارين الرياضية……الخ.. والشرح المبسط وكذلك الشرح الكامل وعلى مراحل لأسباب أمراض القلب وكيفية التعامل معها ومنعها ( مع تزويد المريض بمطويات ومنشورات تحتوي على معلومات حول هذه الأسباب وكيفية مواجهتها ).
معظم المرضى
● وهل تعتقد أن كل المرضى سيتجاوبون معك ¿
قد لا يتجاوب معظم المرضى ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن برنامجاٍ واحداٍ لا يناسب الجميع وأن كل مريض يحتاج لرسم البرنامج الخاص به مثل اتباع التعليمات التالية – زيادة عدد ووقت الزيارة للعيادة والتواصل مع الطبيب ( مع وضع خطة زمنية للمتابعة ) – المتابعة بالتلفون على المدى البعيد للتأكد من أن المريض يتبع الخطة الموصوفة له للمنع الابتدائي والثانوي لأمراض القلب وعوامل خطورتها – مناقشة التطور والتحسن في تنفيذ البرنامج وتحقيق نتائج إيجابية في المعالجة – تشجيع المريض ودعمه معنويا يساعد في إنجاح خطة العلاج المقترحة – عدم القدرة على تحقيق نتائج قد تسبب إحباطاٍ لدى المريض وتجعله لا يرغب في التواصل مع الطبيب المعالج – لا يمكن أن يلام المريض وحده على الفشل في تغيير نمط حياته ولكن يجب تفهم صعوبة وتعقيد تغيير السلوك ودور الطبيب في حل هذا الإشكال.. وعندما يواجه الطبيب مريضاٍ غير قادر أو غير مستعد للتغيير واتباع الإرشادات الصحية المريض هنا لايعتبر أن النصائح تنطبق عليه شخصيا وأن ما أصاب الآخرين مثل جلطات القلب والدماغ هو شخصيا بعيد عن هذه الأمراض ولن يصل إليها أو أنه حاول مرارا ولم يستطع الوصول إلى نتائج ملموسة مثل التوقف عن التدخين وإنقاص الوزن أو تغيير الأكلات اليوميه..
علاقة إيجابية
● وهل بالضرورة إقناع المريض بهذا التغيير¿
ليس المطلوب إقناع المريض على التغيير فقط بل مساعدة المريض على التغيير على مراحل.. مقاومة المريض للتغيير يعنى أن الطبيب لم يأخذ مراحل التغيير بالتدريج وعليه العودة إلى مرحلة مناقشة أفكار التغيير وإقامة علاقة إيجابية مع المريض.
خطة التغيير
● من خلال ماذا¿
يجب وضع أسئلة استفهام مثل ” ألا ترى أن التدخين يضر بالصحة ¿¿” ألست معي بأن الوقت قد حان للاهتمام بصحتك بشكل كاف¿¿” ألا ترى أن الدهون تضر بالقلب وأنه يجب تجنب الأكلات الدهنية ¿¿ وهكذا..ة وسيكون على المريض التفاعل مع السؤال والدخول في حوار إيجابي مع الطبيب تكون نتائجها أفضل من إعطاء الإرشادات المباشرة. عندما يحمل الحوار تعاطفا مع المريض وتفهما لوضعه وإظهار الرغبة من قبل الطبيب بالمساعدة فإن هذا سيدفع المريض للاستجابة مع الطبيب واعتماد خطة التغيير.
إشراك المريض
– ألا يمكن إشراك المريض في وضع خطة للتغيير¿
بالتأكيد هذا صحيح ولابد من عملية إشراك المريض أن يكون هو الخبير في التغيير وإن يطلب منه وضع الخطة المناسبة للتغيير كأن يطلب منه هذا السؤال ” ماهى أفضل الطرق للتخلص من هذه المشكلة¿¿” فإدخال المريض في عملية التغيير ووضع الخطوات المناسبة تؤدي إلى إنجاح عملية التغيير.
مزيد من الشرح
وحين لا يستجيب المريض للتغيير ماذا يتبقى على الطبيب ¿
تحصل انتكاسة وعدم الاستمرار لا يعني توقف الطبيب عن واجبه في مواصلة المحاولة مرة أخرى فمثلا قد يعود المريض للتدخين وقد لا يلتزم بالحمية للسكري أو يتوقف عن ممارسة الرياضة وهنا يبرز دور الطبيب بمزيد من الشرح والتشجيع وأن المحاولة قد بدأت وأن بعض الانتكاسات طبيعية ومقبولة وأن الالتزام النهائي ممكن وقابل للتحقيق.. كما يجب في الأخير إشراك الأقارب والأسرة في عملية التغيير كذلك إدخال المختصين في التغذية والرياضة الذهنية والبدنية في دعم فكرة التغيير وفائدتها على الصحة وتزويد المريض بمهارات وأفكار تساعد على اكتساب سلوكيات صحية تؤدي إلى تجنب عوامل الخطورة و تمنع المرض.

قد يعجبك ايضا