الفعلُ أبْلَغُ مِنَ التحذير

افتتاحية الثورة

رغم كونها عملية تحذيرية بسيطة، لكنها كبيرة لناحية تكريسها لمعادلات وطنية يمنية استراتيجية ترسخ حماية ثروات اليمن من النهب والسرقة واللصوصية التي تمارسها دول العدوان، وترسخ حق الدولة اليمنية في السيادة على المياه والجزر والموانئ الوطنية، وعلى فرض المعادلات التي تحفظ لليمنيين هذه الحقوق.
وعلى رغم كونها عملية تحذيرية بسيطة، فهي تؤكد القدرة على كسر المعادلات التي حاول العدوان وضعها وتكريسها في الجغرافيا اليمنية، وتترجم قدرة الدولة اليمنية – بقوة جيشها وصمود شعبها – على مواجهة العدوان ووقف سرقاته ونهبه للثروات، وعلى انتزاع حقوق اليمنيين كاملة، وهي كذلك تنفيذ عملاني لقرارات الدولة اليمنية بحظر ومنع تصدير النفط اليمني الخام سرقةً ونهباً، وتبعث في هذا الخصوص برسائل عدة إلى كل من يتعاون ويتشارك ويتواطأ مع تحالف اللصوص لنهب الثروات اليمنية أكانت شركات شحن أو غيرها بأن العواقب ستكون أليمة.
وقد جاءت العملية التحذيرية – التي نفذتها القوات المسلحة يوم أمس – لمنع سفينة نهب نفطية خالفت قرار الدولة اليمنية بحظر وشحن النفط اليمني الخام الذي يسرق العدوان عائداته المالية إلى بنوكه الخاصة ويحرم اليمنيين منها ويحاصره ويمنع عنهم الغذاء والوقود والدواء لتضع العدوان أمام معادلة سيادة يمنية واضحة لن يستطيع تجاوزها بعد اليوم.
وجاءت العملية أيضا لتضع شركات الشحن والملاحة البحرية في صورة عواقب تجاهل قرارات الدولة اليمنية، ومغبة مخالفات قرار حظر شحن النفط اليمني نهبا وسرقة، وجاءت كذلك لتترجم فعليا وعمليا لما سبق وأن أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، من أن نهب النفط اليمني وحرمان اليمنيين من عائداته لن يستمر، وما تلاه من تحذيرات أصدرتها القوات المسلحة، ورسائل بعثت بها اللجنة الاقتصادية إلى كافة شركات وسفن الشحن في العالم.
هي العملية الأولى التي تنفذها القوات المسلحة لتكسر بها معادلات سعى العدوان لتكريسها من خلال احتلاله لأجزاء واسعة من الوطن، واعتقد أنه ببسط سيطرته وسطوته على تلك الأجزاء قد وضع حدودا تمنع الدولة اليمنية من تغييرها وكسرها، وهي العملية التي تكرس معادلة “ثروات اليمن لليمنيين”، ولتفتح بها معركة سيادة الدولة اليمنية على المياه والبحار والثروات.
لم يشر بيان القوات المسلحة إلى السلاح الذي استخدم في العملية التحذيرية البسيطة التي اتجهت نحو المياه اليمنية في البحر العربي، ومن المهم تذكير العدوان بأن القوات المسلحة قد امتلكت سلاح ردع بحراً قادراً على الوصول إلى أبعد النقاط البحرية في البحر العربي، علاوة على البحر الأحمر ومن أبعد نقاط في البر، ولعله من المفيد أن يراجع قادة العدوان ما أعلنه القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط في خطابه الذي ألقاه في العرض العسكري “وعد الآخرة” بمدينة الحديدة، ففيه ما فيه من حقائق تشير لمعادلات يمنية ستفرضها اليمن بإذن الله وقوته وعونه.
أما الأمر الأهم، فإن حقوق اليمنيين في الحصول على مرتباتهم المنهوبة، وفي رفع الحصار الإجرامي عنهم ستتحقق إما بالمفاوضات أو بالقوة، وقد مكّن الله اليمنيين من امتلاكها، وعلى العدوان أن يدرك أنه اليوم لم يعد قادرا على فرض ما يريد ونهب ما يشاء، فالدولة اليمنية بجيشها – بحمدالله – باتت قادرة بعون الله على فرض المعادلات التي تحفظ حقوق اليمنيين من السرقة والنهب، وتنتزع ما سلب بالحرب والاحتلال.

قد يعجبك ايضا