محاولة الالتفاف على ذاكرة الشعوب!

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

حلّت الذكرى الـ 59 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة هذا العام في المحافظات المحتلة، ثقيلة وموجعة على المستعمرين الجُدد وأدواتهم، ضاقوا بها ذرعا، حاولوا بكل الطرق والوسائل الممكنة تجاهلها والتقليل من شأنها.
-يبدو أن قطبي العدوان أعدّا ترتيبات معينة لاستقبال المناسبة المزعجة، وقسّما الأدوار على المرتزقة منذ وقت مبكّر، لضمان جعلها باهتة ومنزوعة الأهمية والدلالات والمضامين، وكان من نصيب العليمي ومجلس العار، بحسب مشيئة الأسياد، التزام الصمت والكفّ عن إلقاء الكلمة التليفزيونية المعتادة من قبل «الرئيس « وعدم إصدار أي بيان رسمي عن المناسبة، أما المرتزق الآخر ذو الصلاحيات الأكبر وأعني المدعو عيدروس الزبيدي، فنال الحظ الأوفر من المهام وأولها كما بدا ذلك جليا، بإلقاء الخطاب الانفصالي البغيض، والتنكيل بمن يفكّر في الاحتفاء بمناسبة تعكّر مزاج المحتّل الأكثر همجيّة وتخلّفا من الاستعمار القديم.
-أدّى من يسمّي نفسه الرئيس القائد في أبواقه الإعلامية، -ونائبا للرئيس في وسائل إعلام «الشرعية» -المهمة بنجاح وتشدّق كثيرا في خطابه المبتور عن الاحتلال اليمني، ولم يشر مجرد إشارة إلى الاستعمار البريطاني، وأكد على المضي قدما لفك الارتباط مع «الجمهورية العربية اليمنية» وفرض الانفصال بالقوة وطرد شركائه في مشروع ومستنقع الخيانة، من كل شبر في الجنوب، كما ساق المئات من المواطنين في لحج وأبين وشبوة وسقطرى وغيرها من المحافظات المحتلة، ممن أرادوا الاحتفال بذكرى طرد المستعمر البريطاني إلى غياهب السجون والمعتقلات وكل ذنبهم أنهم رفعوا علم الجمهورية اليمنية.. لكن أكثر ما أثار الضحك حدّ البكاء في هذه المهزلة أن ينبري بعض الناشطين يناشدون مجلس الرياض ورئيسه «العرطة» التدخّل العاجل لإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف ممارسات التنكيل والبطش بالمواطنين ممن لا زالوا يذكرون شيئا عن اليمن.
-محاولة السعودية ومن ورائها أمريكا الالتفاف على ذاكرة الشعب الذي أضناه زمن الاحتلال وعبثت بحياته عهود من التبعية والوصاية- لن تجدي نفعا ولن تُفلح في طمس تاريخه النضالي وستفشل كل المشاريع الرامية إلى تمهيد الطريق لعودة أي غاز أو محتّل جديد مهما رفع من شعارات براقة.
-ستبقى ثورة أكتوبر وكل حركات التحرّر الوطني مصدر ألهام لكل الأحرار ونبراسا يضيء طريق الحرية والكرامة والاستقلال وستتلاشى أمام وهجه الذي لا يخبو مشاريع كل الأقزام والمتطفّلين.
الأديب محمد القعود.. افتقدناك
الزميل النبيل، الأديب والشاعر المُجيد/ محمد القعود.. إنسان رائع، خفيف الظل ذو روح فكاهية دائمة.. لا تكاد الابتسامة تفارق شفتيه ولا تجد غير الابتسامة في أي مكان يحل فيه، صال وجال كثيرا في بلاط صاحبة الجلالة ليترك إرثاً أدبياً بديعاً في مسيرة الثقافة الوطنية. أُصيب مؤخرا بجلطة دماغية خطيرة ولايزال يعاني تبعاتها ويحتاج كما يؤكد الأطباء لرحلة علاج في الخارج، القعود وأمثاله من الأدباء المبدعين بحاجة إلى لفتة من الدولة في ظل ظروف كهذه.
افتقدناك كثيرا أبا هيثم، شفاك الله وأعاد إلينا إطلالتك المميزة.

قد يعجبك ايضا