طهران/ وكالات
اختبار صعب تمر به العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية الاتحاد اليوم الاثنين ، لبحث فرض إجراءات حظر على مسؤولين وكيانات إيرانية على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أجرى سلسلة اتصالات مع عدد من المسؤولين الأوروبيين بهدف ثنيهم عن الإقدام على خطوة فرض الحظر
وقال أمير عبد اللهيان في اتصال مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن على الأوروبيين التعامل مع الأحداث الجارية بواقعية وعدم الخلط بين المطالب السلمية وأعمال الشغب، وشدد على أن إيران ليست أرض الانقلابات المخملية أو الملونة، بل هي مرسى الاستقرار والأمن في المنطقة.
وفي اتصال آخر مع نظيره البرتغالي جواو غوميز، توعد أمير عبد اللهيان بأن طهران سترد على أي إجراءات أوروبية ضدها باتخاذ التدابير اللازمة، ووصف تصريحات بعض قادة الدول بأنها تحريض على الإرهاب، وندد بدعم العنف والشغب داخل بلاده.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني انتقد هو الآخر في وقت سابق، تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر فيها عن دعمه للمشاركين في الاحتجاجات، واعتبرها كنعاني اتهامات سياسية تشجع على العنف وانتهاك القانون.
وفي الإطار، قالت صحيفة بوليتيكو الأميركية إن عددا من الدول الأوروبية تلقت رسائل من طهران تحذر من مغبة فرض حظر عليها، ونقلت الصحيفة عن إحدى الرسائل أن تداعيات أي حظر جديد قد تهدد مستقبل العلاقات بين أوروبا وطهران.
ويؤكد كثير من المراقبين أن ملفات حقوق الانسان التي يشهرها الغرب ضد الدول الأخرى وخاصة إيران هي مجرد ورقة للضغط بهدف الحصول على تنازلات في ملفات أخرى من قبيل محادثات إلغاء الحظر وضمان عدم تقديم طهران أي دعم لموسكو في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
من جانب آخر صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني بأن تصريحات بايدن وتدخلات أمريكا غير مفاجئة، لأن التدخل والعدوان والقتل هي الطبيعة الحقيقية للنظام الأمريكي.
ونقلت وكالة مهر للأنباء، عن كنعاني، عبر صفحته على إنستجرام أمس الأحد، ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التدخلية عقب أعمال الشغب الأخيرة في إيران، قوله: “منذ بداية هذه الأعمال في إيران، السبت، دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن ولألف مرة، أعمال الشغب في إيران من خلال تصريحاته التدخلية”.
وأضاف مخاطباً بايدن: “إن إيران أقوى وأكثر استقرارًا من الاستسلام لعقوباتك القاسية وتهديداتك السخيفة.. لأننا شعب تاريخي ولنا جذور عميقة في التاريخ”.
وتابع قائلاً: “منذ انقلاب أغسطس 1953 وحتى اليوم، سجلت سياسات الحكومة الأمريكية المعادية لإيران جيدًا في أذهاننا جميع جرائمها وعنفها.. عادت أمريكا إلى التصيد من الماء العكر ولكن لازم أن تتذكر هذه هي إيران: أرض الرجال والنساء الشامخين”.
واختتم كنعاني تصريحه بالقول: “في منزلنا نتحدث سويًا، نعمل معًا، معًا سنحاول مداواة جروح إيران الكبيرة والصغيرة، معًا سندافع عن استقلال إيران وجميعا سنكون يدا واحدة”.