تدمير العدوان المتعمد للإرث الحضاري اليمني .. استهداف لهوية اليمنيين وإسهاماتهم الناصعة في بناء الحضارة الإنسانية

في محاولة يائسة لمحو حضارة وتاريخ اليمن الموغل في القدم، وحسداً وحقداً من دول العدوان على هذا التاريخ، عمدت دول العدوان إلى تدمير وهدم معالم اليمن الحضارية منذ بداية عدوانها على اليمن في مارس 2015م.
وما سلم من التدمير والهدم، كان عرضة للنهب والتهريب من قبل مرتزقة العدوان فآثار اليمنيين توجد اليوم في أهم متاحف العالم أو تعرض في المزادات على نحو سافر.
الثورة / محمد الروحاني

أبرز معالم اليمن التي دمرها العدوان:
المدن التاريخية
مدينة صنعاء التاريخية وهي مدينة أثرية وتاريخية، بنيت قبل 4 آلاف عام مسورة ولها عدة أبواب تحوي العديد من المنازل ذات الطابع الخاص، فيها أقدم كنيسة وأقدم جامع إسلامي في اليمن تتميز بطابعها الخاص، ولا تضاهيها أي مدينة إسلامية، أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي في العام 1986م، وتم استهدافها من قبل طيران العدوان عدة مرات .
كما استهدفت طائرات العدوان القصر الجمهوري بصنعاء والذي يعد أحد المعالم التاريخية، بناه الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين وكان يعرف بدار الوصول وتم تأهيله بعد ثورة 26 سبتمبر وأصبح يُعرف باسم القصر الجمهوري ، وكذلك قصر السلاح وهو معلم تاريخي في العاصمة صنعاء، وهو عبارة عن مجمع دفاعي يحوي بداخله العديد من المنشآت العسكرية، بني قبل الثورة ولعب أدواراً عسكرية في فك الحصار عن صنعاء أيام الثورة .
مدينة زبيد: هي مدينة تاريخية وأثرية اختطها محمد عبدالله بن زياد سنة 204هـ، أدرجتها اليونسكو عام2004م ضمن قائمة التراث العالمي لمكانتها التاريخية وفنها المعماري المتميز.
مدينة مارب القديمة: هي مدينة أثرية وتاريخية تقبع تحت أنقاض المدينة التاريخية، وكانت عاصمة الدولة السبئية الممتدة من 1200ق.م. وحتى 275م، بها أشهر معلم أثري يعرف باسم مسجد النبي سليمان .
مدينة ثلا بمحافظة عمران وهي مدينة تاريخية مسورة تحوي مباني تاريخية ومعالم أثرية مسجلة ضمن قائمة الانتظار للتراث العالمي .
مدينة قرناو: وتقع في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف وهي مدينة أثرية وعاصمة الدولة المعينية .

المتاحف
المتحف الوطني الذي يقع وسط مدينة العاصمة صنعاء والمتحف يقع في مبنى تاريخي يعرف بدار الشكر، يحوي بداخله مكنون الحضارة اليمنية من مختلف العصور، كما تم استهداف متحف الموروث الشعبي الذي يقع في العاصمة صنعاء ويحوي الموروث الشعبي اليمني من مختلف محافظات الجمهورية .
متحف ذمار: متحف إقليمي بُني بمواصفات عالمية كمتحف إقليمي في اليمن يحوي بداخله مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة .
متحف عتق: ويقع في محافظة شبوة وهو متحف مكون من عدة صالات عرض، يحوي بداخله أهم مكنون الحضارة اليمنية المتمثلة بعاصمة مملكة حضرموت وأيضاً من مختلف العصور .
متحف عدن: وهو مبنى تاريخي يعرف بقصر 14 أكتوبر بناه السلطان فضل بن علي العبدلي عام 1918م يحوي بداخله مكنون الحضارة اليمنية والموروث الشعبي .

المعابد
معبد نكراح: ويُعد من أهم المعابد الأثرية التي تقع داخل مدينة براقش للإله نكراح وقد بني في القرن الرابع قبل الميلاد .
معبد أوعال صرواح: وهو معبد أثري قديم بناه الملك يعرف باسم الإله المقة بداية الألف الأول قبل الميلاد وفيه نقش النصر الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد .

القلاع والحصون
قلعة القاهرة التاريخية الواقعة في مدينة تعز وهي قلعة أثرية تعود إلى القرن الرابع الميلادي، ويعود بناؤها إلى ما قبل الإسلام وتقع على قمة جبل يطل على مدينة تعز ثم أعيد بناؤها في عهد بني رسول، ويحيط بها سور يتخلله الكثير من الأبراج والملحقات الأخرى وتم استهدافها عدة مرات .
قلعة نقم وهي قلعة تاريخية تعود إلى العهد التركي في اليمن، تقع على أعلى قمة جبل نقم وهي مسورة.
جرف أسعد الكامل الواقع في مديرية القفر بمحافظة إب تم استهدافه ، وهو جرف أثري قديم شيده الملك الحميري أسعد الكامل يجسد معلم حضاري نحت على الصخر مكون من ثلاث غرف، وفي نفس اليوم تم استهداف قلعة القفلة الواقعة في مديرية ساقين بمحافظة صعدة، وهي قلعة تاريخية تعتبر من أهم المعالم التاريخية في المنطقة .
حصن النعمان الواقع في مدينة حجة، وهو أحد الحصون التاريخية في مدينة حجة ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 1374هـ.
قلعة جبل الشريف الواقعة في مديرية باجل بمحافظة الحديدة تم استهدافها وتعد معلماً تاريخياً وأثرياً، تقع أعلى قمة جبل يطل على مدينة باجل تم استهدافها عدة مرات .
قلعة حرام وتقع في مديرية رازح بمحافظة صعدة وهي قلعة تاريخية قديمة تعود إلى فترة الحكم التركي في اليمن .
قلعة صيرة: وهي قلعة أثرية وتاريخية تقع أعلى قمة جبل تطل على البحر، بنيت في القرن الحادي عشر الميلادي، ولعبت أدواراً عسكرية ضد هجمات البرتغاليين والأتراك على عدن عام 1517م .
حصن الشرف ويقع في مدينة حجة وهو أحد الحصون التاريخية التي اشتهرت بها مديرية المحابشة إلى جانب العديد من الحصون والقلاع التي تنفرد بها محافظة حجة ويعتبر من الآثار الإسلامية التي تعود إلى فترات الدول المستقلة في اليمن .
قشلة ميدي: وهي قلعة تاريخية معاصرة أحد المعالم التاريخية لمديرية ميدي والتي لعبت أدواراً عسكرية في مراحل متأخرة من الحكم العثماني .
قلعة المنصورة وتقع في مديرية ميدي بمحافظة صنعاء وهي قلعة تاريخية معاصرة تعد من أحد المعالم التاريخية لمديرية ميدي والتي لعبت أدوارا عسكرية إبان الحكم العثماني ربما إلى القرن الثامن عشر الميلادي .
خرائب قلعة الإدريسي: وهو معلم تاريخي في مديرية ميدي بمحافظة الحديدة، حيث تكتسب القلعة شهرة تاريخية حيث بنيت على شكل أبراج دفاعية تطل على البحر الأحمر، بناها محمد علي الإدريسي في أوائل القرن السادس عشر الميلادي .
خرائب الجوبة، خرائب الخور، خرائب العلالي: وتقع بمدينة ميدي بمحافظة الحديدة، وهي عبارة عن بقايا أطلال لمباني سكنية قديمة تعود إلى نفس الفترة العثمانية ربما القرن الثامن عشر الميلادي .
حصن قفل حرض: وهو عبارة عن حصن تاريخي أحد المعالم التاريخية لمديرية حرض، وقد لعب أدواراً تاريخية خلال فترات تاريخية متعاقبة .
قلعة حرض: وهي معلم تاريخي، عبارة عن قلعة تاريخية من أهم القلاع في مديرية حرض لعب أدواراً تاريخية إبان التواجد العثماني لليمن وما قبل الثورة اليمنية .
خرائب جبل جحفان: معلم تاريخي يقع في مديرية حرض بمحافظة حجة وهو عبارة عن بقايا أطلال لمباني تاريخية تقع في جبل جحفان يعود تاريخها إلى فترات تاريخية متعاقبة .
قصر صالة ويقع في مدينة تعز وهو قصر تاريخي قديم يقع في وادي صالة بناه الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين .
حصن نجد الميزر ويقع في مديرية بيحان بمحافظة شبوة وهو حصن أحد المعالم التاريخية لمديرية بيحان، وقد لعب أدواراً تاريخية خلال فترات تاريخية متعاقبة .
قشلة كوكبان: قلعة أثرية وتاريخية من أهم المعالم الأثرية لكوكبان بناها الملك السبئي أقيان بن زرعة .
بيت الإمام محمد البدر: ويقع هذا المبنى في مديرية مسور بمحافظة عمران وهو مبنى تاريخي معاصر بناه الإمام محمد البدر مقراً له عام 1360هـ.
بيت مال المسلمين: وهو مبنى تاريخي معاصر استخدمه الأئمة كخزينة مال الدولة ويعرف باسم بيت مال المسلمين ويقع في مديرية مسور بمحافظة عمران .
حصن الترب: ويقع في مديرية بيحان بمحافظة شبوة وهو حصن أثري وتاريخي ويعتبر من المعالم التاريخية لمديرية بيحان، ويعود إلى مئات السنين .
حصن بيغان: و يقع في مديرية خولان الطيال بمحافظة صنعاء .
قلعة حريب بيحان: وهي قلعة أثرية وتاريخية قديمة.
قلعة قفل المهلهل: وهي قلعة أثرية وتاريخية تعود إلى فترات تاريخية قديمة وتقع في مديرية خمر بمحافظة عمران .
حصن مسار: ويقع هذا المعلم في مديرية مناخة بمحافظة صنعاء وهو عبارة عن حصن أثري قديم يعود إلى الفترة الإسلامية، أثناء الدولة الصليحية بناه الملك علي بن محمد الصليحي سنة 439هـ .

المساجد التاريخية
جامع زبيد، هو جامع ومدرسة تعود إلى بداية العصر الإسلامي .
مأذنة ورواق المدرسة الأشرفية في مدينة تعز وتعود فترة بناء المدرسة ومرافقها إلى عهد الدولة الرسولية .
مسجد عويدين وهو مسجد تاريخي وأثري قديم ويقع في مديرية العشة بمحافظة عمران .
مسجد حبور ظليمة: وهو معلم أثري يقع ضمن محافظة عمران، ويعود تاريخه إلى فترات الأئمة الزيديين في اليمن ويعتبر المسجد من أهم المعالم الدينية في منطقة حبور بما فيه من طابع فني في البناء والزخرفة .
مسجد الفليحي: وهو مسجد أثري قديم من المساجد الإسلامية التي تزخر بها صنعاء القديمة بناه الحاج أحمد الفليحي كما جاء في النص التأسيسي .
مسجد جبل النبي شعيب: ويقع في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، وهو مسجد أثري قديم يقع أعلى قمة جبل النبي شعيب ويرجع تاريخه إلى 388هـ .
جامع الشاذلي: ويقع الجامع في مديرية المخا بمحافظة الحديدية وهو جامع أثري يعود إلى الفترة الإسلامية بناه الشيخ أبو الحسن الشاذلي .

سرقة ونهب الآثار
وما سلم من التدمير والهدم كان عرضة للنهب والتهريب من قبل مرتزقة العدوان فآثار اليمنيين توجد اليوم في أهم متاحف العالم أو تعرض في المزادات على نحو سافر .
في بداية يوليو من العام الجاري عُرضت قطعة يمنية للبيع في مزاد ” أرتيمس ” بالولايات المتحدة الأمريكية يعود تاريخها إلى دولة قتبان، وهي عبارة عن “رأس مرمر يتميز بدرجات ألوان ناعمة صفراء وبيضاء، الوجه المؤثر يحمل ملامح ذكورية محاطة بذقن مستدير، وخدوداً مدببة مع عظام خد بارزة ، وأنف نحيل، وعينين ضخمتين مع حدقتين مثقوبتين، وزوجاً من الأذنين نصف دائريين يحيطان الصدغين ويستقران أسفل الجبهة المنخفضة وتسريحة شعر مائلة للخلف مع شقوق محززة بدقة تدل على الشعر .
هذ القطعة ليست إلا واحدة من آلاف القطع الآثرية التي حرك العدوان مرتزقته في الداخل لنهبها وتهريبها إلى الخارج بعد استهدافه الكثير من المعالم الثقافية التي تحفظ الذاكرة وتحمي الإرث والتراث منذ بداية العدوان على اليمن محاولاً طمس الهوية اليمنية ، فوفق موقع “لايف ساينس ” الأمريكي بيع ما لا يقل عن 100 قطعة أثرية من اليمن في مزاد بمبلغ يقدر بمليون دولار في كل من الولايات المتحدة وأوروبا والإمارات العربية المتحدة .
وفي يونيو 2022 م، كشفت وسائل إعلام غربية عن بيع تمثال يمني قديم في صورة امرأة سبئية، يعود للقرن الحادي عشر قبل الميلاد في مزاد علني في ألمانيا بعد نهبه وتهريبه من اليمن، بالتزامن مع مزاد آخر في برشلونة بإسبانيا على قطعة أثرية يمنية أخرى بعد سرقتها وتهريبها إلى خارج البلاد ، بالتزامن مع طرح صالة عرض بركات “وكالة لبيع الفنيات مقرها لندن ” مجموعة من القطع الأثرية اليمنية للبيع، عبر موقعها على شبكة الإنترنت .

فضيحة سرقة المعبود ” عثتر “
في أبريل 2022 م ، كشفت القناة الفرنسية الثانية فضيحة مدوية عن سرقة الآثار اليمنية وظهور تمثال من الآثار اليمنية الموثقة في أحد المتاحف العالمية والذي تم عرضه على انه أحد مقتنيات أمير دولة خليجية .
وأوضحت القناة أنها تتبعت تحركات تمثال الوعل البرونزي وقالت انه أصبح من مقتنيات الأمير القطري حمد آل ثاني ابن عم قطر، بعد أن تم نهبه من موقع أثري لمعبد يمني .
وأزاح التقرير التلفزيوني اللثام عن تمثال برونزي للمعبود اليمني القديم ” عثتر ” والذي تم نهبه من موقع “مريمة” الأثري في حضرموت باليمن، وظهر فجأة في متحف “فونتينبلو” عام 2018 م ، ومنها إلى طوكيو في اليابان .

قد يعجبك ايضا