لماذا ينزعجون من الاحتفاء بالمولد النبوي؟؟

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

 

أخبرني أحد الأصدقاء الثقات، نقلاً عن قريبه المغترب في أحد بلدان الجوار الخليجي، أن الجهات الرسمية هناك تزداد غيظاً وامتعاضا من مجرد ذكر النبي والصلاة عليه، خصوصاً في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف، لدرجة أن المغتربين من اليمنيين وغيرهم من المسلمين وحتى من المواطنين باتوا يشعرون بالخوف ويتحاشون الجهر بأذكارهم وصلواتهم في مثل هذه الأيام خشية تصنيفهم في خانة أصحاب المُحدثات والبِدع.
-نجح أعداء الأمة وأذنابهم من أبنائها، على امتداد مراحل طويلة من العمل الممنهج في سلخ الأمة عن هويتها وعن رسول الله ونهجه وسنته وسيرته العطرة، وإذا بهم يقطفون الثمار، بوجود أمة ضعيفة ممزقة تعصف بها الخلافات الطائفية والمذهبية بعد أن تفرقت بها السبل، وصارت مناسبة عظيمة مثل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تمر في الكثير من الدول الإسلامية مرور الكرام وكأن شيئاً لم يحدث في تاريخها، وإن تم ذكرها هنا وهناك في أحسن الأحوال فعلى استحياء وبفتور وبطقوس اجتماعية متواضعة تُختتم بأمسية تعرض فيها القنوات الإعلامية فيلم الرسالة.
-كان مولد الرسول الكريم في الـ 12 من ربيع الأول من عام الفيل إيذاناً بعصر جديد من ارتقاء البشرية نحو المُثل والقيم الإنسانية الفاضلة، بعد قرون من الظلم والفساد والطغيان وتفسّخ وانهيار المبادئ والأخلاق بين أمم وشعوب تلك الحقب المظلمة في التاريخ الإنساني.
-انزعاج أعداء الحياة والإنسانية من الاحتفالات اليمنية التي جاءت بصورة تليق بعظمة المناسبة، له ما يبرره، يدركون جيداً أن مثل هذه التوجّهات، هي أقرب الطرق لبلوغ عالم مثالي تسمو فيه قيم الحق والخير والسلام والعدالة بين البشر وتتزلزل فيه عروش الشيطان وكل ما ينتمي إليه من ممارسات الشرور والضلالة. لذلك فالرسول الكريم ورسالته الخالدة تُحَارَبُ اليوم بقوة من خلال إيجاد مجتمعات طفيلية مترفة أقيمت على أشلاء وآهات مجتمعات أخرى مسحوقة وما بينهما يتربّع الطاغوت الأكبر على عرشه الشيطاني مانعاً أي بوادر للعودة إلى جادة الحق والرشد والهداية.
-الاحتفاء اليمني بالمولد النبوي الشريف كان مهيباً على المستويين الرسمي والشعبي، وعكس حقائق هامة عن مدى ارتباط اليمنيين برسول الله ونهجه الحق المبين، لكن الأجمل هو أن تُترجم هذه العلاقة السامية وهذا الارتباط الروحي المقدس على أرض الواقع من خلال التأسي الصادق بسيرة وأخلاق النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في كل شؤون حياتنا، فذلك طوق نجاتنا لإنهاء كافة أشكال السلبيات والمظالم، والانتصار على جميع التحديات والمخاطر الكبرى المحدقة بنا.

قد يعجبك ايضا