انتصاراتنا التي تليق بالثورة والتضحيات

يكتبها اليوم / عبدالرحمن الاهنومي

 

 

في الأيام الأوائل للحرب العدوانية التي انطلقت من أمريكا وتحالفت فيها الدول والجيوش والمرتزقة والمأجورون على الشعب اليمني كان صخب التهديدات والوعيد لليمنيين يملأ الفضاء، بالتزامن كانت الصواريخ والقنابل تضرب الحجر والبشر في كل مكان، وقد ذهب تحالف العدوان إلى استهداف ثكنات الجيش ومراكز المعسكرات والجبال والتباب بهدف تدمير القدرات وتدمير الترسانة الصاروخية بشكل خاص.. حينها كانت لليمن بضعة صواريخ وأسلحة متهالكة وبضعة طائرات لكنها بلا جهوزية.. منذ ذلك الحين استعرت الحرب واشتعلت نيرانها في كل الأرجاء استهدف الأعداء كل شيء.. وظنوا أنهم ما تركوا فرصة لنجاة أحد.. سيسحقون الجميع دون استثناء، سيدمرون كل بنية ووسيلة للحياة وللمواجهة.. ولن يبقوا سبيلا لحياة، ومن ينجو من القصف سيموت بالحصار، وما بقي من سلاح يمكن استخدامه سينفد في نصف عام أو بالكاد عام وحتى عامين، فمن أين سيأتي اليمنيون بالسلاح حتى يحاربوا ويخوضوا حربا مستمرة.
كان الرهان على الله العزيز الجبار القوي المتعال، وها قد أفلح الشعب الذي راهن على الله وتمسك بحبله وخاب من راهن على أمريكا والتحالفات العشرينية.
اليوم السؤال عن مآلات الحرب العدوانية ومصائر تحالف العدوان ومرتزقته بعدما شهد العالم مفاجآت اليمن العظيم في العرض العسكري الذي شهدته العاصمة صنعاء?
والسؤال أيضا عن الشعب اليمني الذي يمضي بثقة واقتدار لاستحقاقاته وينتزع حقه ويراكم انتصاراته ويعبر من مراحل حرجة إلى تكريس المعادلات الإقليمية بل والعالمية? وعما صار إليه مرتزقة العدوان وعملاؤه ومأجوروه?
وخلافا لما توهمته منظومة العدوان ومرتزقته أكانت ممالك ودويلات وحكومات وجيوشاً وتنظيمات وأجهزة استخبارات أو أدوات مأجورة مرتزقة وعملاء ومستأجرين فإن يقين اليمنيين بالانتصار تجلى في وقائع كبرى، وأن ما توهمته منظومة العدوان كانت ذروة حساباتها الخاطئة.
لقد شنوا حربا شعواء وغير مسبوقة على هذا الشعب العظيم، لقد تحالفوا واحتشدوا واتفقوا عالميا وإقليميا وتشاركوا استخباريا وعسكريا، واستخدموا أحدث ما صنعه البشر من سلاح ومارسوا أسلوب الحروب القروأوسطية بالحصار والتجويع المميت والشامل فأمعنوا في استخدام وسائل وأساليب الموت الشامل.. هددوا وأرعدوا وازبدوا ويوميا لم يتوقفوا عن حروبهم المتعددة.. كل هذا لم ينل من عزائم الشعب اليمني، بل زاده ذلك صلابة وصمودا.. وكل ما فعله العدوان هو أنه أيقظ روحا يمانية مليئة بالتحدي والإباء والأقدام كانت كامنة في عشرين مليون إنسان تحولوا في لحظة إلى كتلة صلبة لا تنكسر..
جرى الحديث عن إسقاط العاصمة صنعاء وها هي محصنة بجحافل جيش أعد واستعد وجاهد وانتصر وخاض الحرب وانتصر وحقق المعجزات بثقته وتوكله على الله، بعقيدته الإيمانية وهويته اليمانية الأصيلة، جرى الحديث عن إسقاط الحديدة وها هي محاطة بقلاع حصينة من حراس البحر الأحمر وبترسانة من التهاميين الذين كانوا في معارك الساحل الغربي ترسانة كاملة من الحديد والنار حين ذادوا عن الحديدة ودافعوا عن الأمانة التي أودعها الشهيد الرئيس الصماد لدى من يحملها، وجرى الحديث أيضا عن تدمير القدرات الصاروخية وتدمير الطائرات وتدمير مخازن العتاد وتفجير الذخائر، وها نحن اليوم نشاهد ترسانات باليستية هي الأكبر على مستوى المنطقة تطورا وقوة جرى تصنيعها بايدي المؤمنين ونشاهد أيضا قدرات عسكرية متنامية ومتعاظمة ومتطورة صنعها رجال مؤمنون بالله وبحق شعبهم وبلدهم، ونشاهد ثمار التوكل على الله تتجلى في قوة عسكرية ضاربة ومتطورة لا مثيل لها علي الإطلاق.
فالصواريخ صارت اليوم منظومات كثيرة بخطوط إنتاج يمانية متواصلة، والطائرات صارت اليوم منظومات كثيرة تتعدد وتتنوع وتتطور وتتعاظم قدراتها ومدياتها وبخطوط إنتاج متواصلة واحترافية، والذخائر والعتاد والأسلحة صارت مصانع وصناعات يمنية محلية لم تعد اليمن بحاجة الى ذخائر روسية ولا غيرها.. وحتى شهداؤنا صارت أسماؤهم صناعات عسكرية متطورة فهاني طومر شهدناه مدرعات فولاذية حصينة والصماد طائرات تتفجر في الرياض وأبو ظبي ودبي وما بعدهما.. وكل يوم يشهد العالم معجزة من معجزات شعب توكل على الله فكان الله معه، ومن أعظم من الله قوة وأقوى جندا.
عبرنا المضائق الوعرة إلى آفاق الانتصارات الرحبة، لقد تمكنا من تمزيق التحالفات والجيوش، وسحقنا المؤامرات ولم تسحقنا الحروب الطويلة بل زادتنا قوة واقتدرا حين جعلنا منها فرصة للبناء، فرصة لصناعة ما نحتاج من العتاد والوسائل ولبوس الحرب، وكما قهرنا الجموع فالمستحيلات طوعناها إلى انتصارات ومفاجآت متتالية، لم نكن مغامرين ولا كنا أشرين ولا بطرين، بل كنا واثقين بالله رب العباد الذي حقق لنا كل هذا ومنحنا من اليقين فيه ما أمكننا ومن العون ما مكننا ومن البصيرة ما أرشدنا وعلمنا ومن عزته وقوته ما أعزنا ونصرنا.. يعد من المستحيل تحقيقه في عشرين عاما وفي ظروف طبعيية ومثالية ما حققه الشعب اليمني في ثمانية أعوام تحت الحرب والحصار والظروف والصعاب، وهذه حقيقة لا أبالغ فيها، فما عبرت أمم وشعوب وصنعت هذه الصناعات الا بتحولات مرت على عشرات الأعوام وفي ظروف طبيعية، لكن الله خص هذا الشعب بالتأييد والعون ومنحه من التوفيق الكثير والكثير، قيادتنا الحكيمة، ايماننا، هويتنا، انتماؤنا، الوقائع تشهد والميادين وساحات المعارك والمصائر والتحولات والأحداث وتقلباتها تشير لذلك.. ولا أجلى من شهادة رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم حين يقول «الإيمان يمان والحكمة يمانية» وقال «من هاهنا يأتي نَفَس الرحمن» وأشار إلى اليمن الذي بات اليوم أمل المستضعفين والحائرين في كل الأصقاع.
لقد تحقق كل هذا وربما البعض لم يعرف الحقيقة الكاملة لما انجزه المجاهدون من صناعات وتطورات عسكرية وسيكون متواضعا في قراءته، لكني أقول ومن منطلق المعرفة بأن ما تحقق هي معجزات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن ما تحقق يبعث الأمل في ما بقي من استحقاقات ستنجزها الثورة حتما وحتما والقادم معقود بالانتصارات والإنجازات بل والمعجزات أيضا.
وفي جعبتنا الكثير مما سيشاهده العالم والكثير مما سيكتبه الكاتبون ويدونه المدونون في سجلات الكرامة والبطولة.. هذا يقيننا وثقتنا ونحن بالله أقوى وبدونه لا شيء يذكر.. وما دمنا مع الله فلا شيء يقلقنا.. سنتجاوز الصعاب والظروف القاسية في المعيشة واحتياجات الحياة، والفرج من الله قريب، وكل أملنا في الله هو نعم المولى ونعم النصير..

رئيس التحرير

قد يعجبك ايضا