يكتبها اليوم / زيد الشُريف

ثورة الـ 21 من سبتمبر.. الأهداف والتحديات

 

 

أهداف ثورية شعبية عظيمة ومهمة وضرورية وتحديات أمنية وعسكرية واقتصادية كبيرة وجسيمة، وبين الأهداف والتحديات ثورة شعبية يمنية لا تزال تواصل مشوارها إلى اليوم وتشق طريقها بقوة وعزيمة إيمانية فولاذية لا تقهرها القوة العسكرية المعادية ولا الحرب الاقتصادية اللا إنسانية التي يمارسها الجبناء ضد الشعب اليمني الصابر الصامد، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي كان أبرز أهدافها رفض الوصاية الخارجية على اليمن التي كانت تمارسها السفارة الأمريكية في صنعاء ويمهد لها الطريق أولئك العملاء الخونة الفاسدون الذين جعلوا سيادة اليمن تحت تصرف أعدائه، ولولا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي استنقذت اليمن من بين مخالب الذئاب الاستعمارية الخارجية ومن بين أنياب الكلاب العميلة الداخلية، لكانت الجمهورية اليمنية اليوم ترزح تحت سطوة الاحتلال متجردة من كل قيم ومبادئ الحرية والكرامة لكن هذه الثورة المباركة انتشلت اليمن وأنقذته من السقوط في مستنقع الوصاية الخارجية وأعادته إلى مربع السيادة والاستقلال والعزة والكرامة.
ثورة شعبية يمنية استثنائية في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، تلك هي الثورة التي دفنت مشاريع الاستعمار الخارجي تحت التراب وحكمت على الوصاية الأجنبية بالإعدام وطردت العملاء وفضحت الخونة وفرزت الخبيث من الطيب وقطعت الطريق على الأحلام والطموحات الأمريكية والصهيونية وأنقذت اليمن واليمنيين من سطوة سلطة السفارة الأمريكية التي كانت تحكم اليمن في السر والعلن، إنها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال ثورة شعب الأنصار الذي يتمتع بهوية إيمانية جعلته يخرج إلى ميادين الثورة غير مكترث لحجم إمكانيات الأعداء ولا لما قد يواجهه من مخاطر وصعوبات، ولأنه على بينة من أمره وعلى بصيرة من أحقية ثورته استمد من الله العون والسداد وخرج إلى ساحات الثورة في صنعاء وبقية المحافظات تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- الذي جسّد المعنى الحقيقي للقيادة التي تستشعر المسؤولية ويهمها أمر اليمن واليمنيين، وحين اجتمعت عوامل القوة التي ضمت القيادة الحكيمة والمنهجية العظيمة والأهداف المحقة والعادلة والجماهير المشحونة بالإيمان والثقة بالله استطاعت الثورة أن تفرض نفسها وتفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن.
قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت الجمهورية اليمنية ذاهبة إلى التقسيم وإلى الفدرلة والشرذمة هذا في ما يتعلق بالجغرافيا أما في ما يتعلق بالمجتمع كانت اليمن ذاهبة إلى التفكك والانقسام المجتمعي بحسب مخططات خارجية استعمارية تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى شرذمة المجتمع اليمني وتمزيقه لكي يسهل على دول الاستكبار والاستعمار ممارسة أعمالها الاستعمارية في اليمن ونهب ثروة شعبه والسيطرة على المواقع الاستراتيجية فيه وفرض الوصاية الكاملة الأجنبية عليه وتجريده من كل عوامل القوة والحرية والعزة والكرامة والاستقلال، قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت الطماع الاستعمارية الخارجية والخيانة الداخلية تنخر جسد وكيان اليمن أرضاً وإنساناً، الخيانة التي كان يتصدرها النظام السابق العميل بمنظومته القائمة على الفساد والخيانة وعدم الاكتراث لحرية واستقلال اليمن وسيادته وأمنه واستقراره وقوته ومكانته التاريخية والحضارية والإنسانية والعربية والإسلامية.
هذه الثورة المباركة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بأهدافها العظيمة التي تتمثل في حماية اليمن الأرض والإنسان والحفاظ على حقوقه ومكتسباته والدفاع عنه وبنائه عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات وحراسة حريته واستقلاله من الأطماع الاستعمارية الأجنبية كأهداف ثورية مشروعة وطنية إنسانية وأخلاقية ثابتة لن تتغير ولا بد أن تتحقق إن شاء الله تعالى رغم التحديات التي كان ولا يزال أبرزها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي وصل إلى العام الثامن وهو يستهدف الشعب اليمني ويرتكب الجرائم الوحشية ويدمر البنية التحتية وينهب الثروة اليمنية ويعمل بكل ما يستطيع للسيطرة الاستعمارية على اليمن ولكنه رغم إمكانياته العسكرية والمادية فشل رغم كل ما قد عمل، ومصيره الهزيمة الحتمية في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى لأن الشعب اليمني الصامد المجاهد بهويته الإيمانية وروحيته الثورية الجهادية لا يمكن أن يقبل بالوصاية ولاستعمار، وهو قادر بعون الله تعالى على هزيمة الغزاة المعتدين وصناعة الانتصار والتغلب على التحديات مهما كانت وتحقيق الأهداف الثورية المحقة والمشروعة، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

قد يعجبك ايضا