عام دراسي جديد .. طلاب يغيبون قسراً بسبب العدوان والحصار والفقر

الاسرة /

يغيب الطفل مدين عوض عن الصف السابع هذا العام كونه مضطرا لأن يعمل مغسل سيارات للمساعدة في إعالة أسرته الفقيرة، وبعدما لم يعد والده قادرا على تحمّل تكاليف الدراسة في اليمن الذي يمزقه العدوان منذ سنوات.
ويدفع تردي الأوضاع الاقتصادية الكثير من الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم في بلد تتهدده المجاعة، بدلا من الانضمام لأقرانهم على مقاعد الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.
ويصف مدين الذي ارتدى قميصا ممزقا شعوره بالحزن لتغيبه عن الدراسة، قائلا “أصدقائي يدرسون وأنا لا ادرس. أصبحوا في الصفّ السابع وأنا خرجت من المدرسة لمساعدة والدي والإنفاق على أسرتي”.
بعد غسيل السيارات، يتوجه مدين لمساعدة والده الذي يعمل في تصليح الأحذية عند ناصية الشارع ولم يكن قرار الوالد عدنان أمرا سهلا حيت يقول إن ما دفعه لتوجيه أطفاله الثمانية إلى العمل بدلا من التعليم هو العبء المادي وتكاليف المستلزمات المدرسية التي لا يقدر على تحملها.
ويضيف : “تخيّل أني أجني من هذا العمل ألفين أو ثلاثة آلاف ريال! . ماذا ستكفي؟ لا تكفي لغداء أو عشاء أو إفطار ولا مصاريف المدارس”.
ويتابع “الدراسة بحاجة إلى كتاب ودفتر وقلم بشكل مستمر طوال السنة”، مضيفا “كنت أريد الإنفاق على أولادي وتوفير احتياجات المدرسة والمنزل ولكن لم أستطع. نحن في حالة مزرية وفي وضع لا نحسد عليه”.
ويؤكد الوالد بحسرة “لم أدرس وكنت أتمنى أن يكون أولادي أفضل مني. أنا وأولادي أصبحنا أميين. أنا رجل لا أستطيع القراءة والكتابة، وكنت أرغب أن يصبح ابني أفضل مني، ولكن الآن سيصبح مثلي مُصلح أحذية. هل يعقل أن يكون هذا وضع إنسان؟
أزمة تعليمية
تسبّب العدوان بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
لكن منذ الثاني من أبريل، على إعلان بدء الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة إلا أنه إلى الآن لم يتم اتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ومع بدء العام الدراسي الجديد، تقول منظمة “يونيسيف” إن اليمن يواجه “أزمة تعليمية حادة”، مشيرة إلى أن “الحرب والانقطاع المتكرر في التعليم في جميع أنحاء البلاد وتفتّت نظام التعليم أثّرت بشكل عميق على التعلّم وبشكل عام على التطوّر المعرفي والعاطفي، وعلى الصحة النفسية لـ10.6 مليون طفل في سن الدراسة في اليمن”.
وتقدّر اليونيسف أن هناك “أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، بزيادة تقارب نصف مليون منذ بدء العدوان في العام 2015”.
وتشير المنظمة إلى أن “النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات، والافتقار إلى المدرّسات، ومرافق المياه والصرف الصحي، عوامل تزيد من أزمة التعليم”.
وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على العدوان صارت واحدة على الأقل من كل أربع مدارس غير صالحة للاستخدام بسبب العدوان.

قد يعجبك ايضا