علوم الرياضة وجامعة البيضاء

د. محمد النظاري

 

 

عندما تكون هناك إرادة وتوجه من أي جهة مع توفيق من الله سبحانه وتعالى، يصبح المستحيل ممكنا.. هذا ما حدث مع أول محور علمي لعلوم وأنشطة التربية البدنية والرياضية، والذي تحتضنه جامعة البيضاء منتصف الأسبوع الجاري وعلى مدى ثلاثة أيام 22 – 24 /8 /2022م، ضمن محاور المؤتمر العلمي الثالث للجامعة.
الموضوع بدأ بفكرة تقدمت بها للأخ رئيس الجامعة أ.د أحمد العرامي، والذي لم يتأخر لحظة واحدة عن الموافقة، وبدأت بمراسلة الزملاء من داخل اليمن وخارجه، والحمد لله ، ها هو المؤتمر ينطلق بمشاركة أكثر من 23 بحثا في علوم الرياضة من اليمن والسودان والعراق والجزائر.
لم نشكل لجنة ولم نعقّد الأمور، وبمجهودات ذاتية وعلاقات شخصية مع المختصين في اليمن وخارجه، اقتنع الجميع بالفكرة.. لم نخف أننا أول جامعة تخصص محورا علميا في أحد مؤتمراتها للعلوم الرياضية، ولم نتوقف أمام التشكيك بنجاح الأمر في نهاية المطاف، وها هي النهاية السعيدة من ترد على المشككين.
إيمان الجامعة بالفكرة وحرصها على منفعة أهل التخصص، جعلها تفسح المجال أمام الجميع، من دون رسوم مشاركة، بل وتخصّص عددا من مجلتها الجامعية لنشر البحوث المقبولة (مجانا) بعد تحكيمها من قبل خبراء، والجميع يعلم ما يعانيه التخصص في مجال النشر، مع إشادتنا بمجلة وزارة الشباب والرياضة بقيادة الدكتور جابر البواب، وهي المجلة الرياضية العلمية المحكمة الوحيدة في اليمن.
أشكر كل من جعلوا ثقتهم فينا وفي مقدمتهم رئيس الجامعة وكذا الباحثين الأجلاء، الذين تعاملوا مع الموضوع بجدية وعلمية، ولم يقولوا من هي جامعة البيضاء حتى تسبق الجميع لتنظيم أول مؤتمر علمي في العلوم الرياضية؟ وكل الشكر والتقدير للجان التحكيم.
في العام 2013م، نظمت وزارة الشباب والرياضة ومحافظة تعز المؤتمر العلمي الأول للرياضة في اليمن، بمشاركة باحثين من الجامعات اليمنية والاتحادات والاندية الرياضية، ورصدت موازنة كبيرة للمؤتمر، وكنا نأمل أن يعقبه المؤتمر الثاني.
ليست هناك أدنى مقارنة بين عدم وجود موازنة في جامعة البيضاء، وبين وجود موازنة لدى وزارة الشباب والرياضة من خلال موارد صندوق رعاية النشء، ومع هذا استطعنا بفضل الله وتوفيقه أن نحوّل المستحيل إلى حقيقة، وهذا يفتح المجال للتعاون بين الوزارة والجامعة لإقامة مؤتمر علمي للعلوم الرياضية، والأمر مطروح على قيادة الوزارة.
البحوث الرياضية مهمة، مثلها مثل بقية البحوث في كل التخصصات، ويبقى الأهم في من يأخذ بمخرجاتها ويطبقها خاصة في الاتحادات الرياضية وفروعها وكذا الأندية وكل المؤسسات التابعة للوزارة.
الأعراس الجماعية للشباب..
طالما ونحن نتحدث عن جامعة البيضاء وقدرتها على جمع الشباب والرياضيين في مؤتمرها العلمي الثالث، فلن نبتعد كثيرا عن محيطها، ففي ملاح بمديرية العرش- رداع، وفي نفس فترة الإعداد للمؤتمر أقيم العرس الجماعي الأهلي الخامس لـ 56 عريساً وعروساً، كثير منهم من خريجي الجامعة، وقد مثَّل العرس أنموذجا في التيسير على الشباب من ناحية وفي التقاء الجميع تحت خيمة واحدة من ناحية أخرى ، والأجمل خروج هذا العرس بإعجاب الجميع من خلال التنظيم الجيد، ومن خلال تكاتف الأهالي داخل المنطقة ومغتربيها، فبارك الله للعرسان وجمع بينهم على خير، وبارك في من نظَّم ودعم وحضر.

قد يعجبك ايضا