الثورة / أنس عثمان الحجي
بُنيت على قمة جبل شامخ وكأنها تاجٌ يعتلي رأس ملكٍ عظيم، إنها قلعة القاهرة في محافظة حجة.
يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن الحادي عشر للميلاد أثناء حكم الدولة الصليحية، وتغيرت ملامح القلعة في القرن السادس عشر للميلاد إبان الحكم العثماني الأول لليمن لتصبح بالشكل الذي نراه اليوم.
وتطل القلعة على مدينة حجة من الجهة الشرقية، أذ تعتبر الحارس الشرقي للمدينة.
وتشكل القلعة مع باقي الحصون والقلاع كحصن نعمان، وحصن الظفير، وحصن الجاهلي، تحصينا دفاعيا قويا ومنيعا ضد أي هجوم على المدينة أو ما يحيط بها من ضواحيها ونواحيها؛ فكانت تؤمن طريق التجارة البرية آنذاك .
أما القلعة الأخرى والتي لها نفس الإسم “القاهرة”، فهي حامية الحِما بمحافظة تعز إذ تنتصب شامخةً على السفح الشمالي لجبل “صَبِر” متربعة على عرشها الصخري الشاهق معانقة بذلك عنان السماء .
وتقول المصادر إن القلعة بنيت في القرن الثاني عشر للميلاد _بعد بناء قلعة القاهرة في حجة بحوالي قرن _ وذلك بأمرٍ من سلطان الدولة الصليحية السلطان عبد الله بن محمد الصليحي ثم تمدنت في عهد أخيه علي بن محمد الصليحي أما عن عمرانها فتتكون القلعة من جزأين.
يتكون الجزء الأول المسمى “بالعدينة” من حدائق معلقة (مدرجات زراعية) وأحواض منحوته وقصورٍ مشيدة، فهناك أربعة قصور وهي دار الأدب، ودار العدل، ودار الشجرة، ودار الأمارة
أما الجزء الثاني والمسمى “بالمغربة” فيتكون من عدة قصور المحاطة بأبراج الحراسة وأيضا يوجد في هذا الجزء مخازن للحبوب (المدافن) وخزاناتٍ للماء.
أما عن السور فيقول المؤرخون (أن السور قد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120مترا وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف للحراسة ما يزال بعضها باقياً حتى اليوم)
وكان السور متصلاً مع سور مدينة تعز القديمة، وله أربعة أبواب وهي باب موسى، وباب النصر، وباب المداجر، والباب الكبير
وهناك العديد من القاهرات في اليمن منها حصن القاهرة في مدام من بلاد همدان محافظة صنعاء ، وحصن القاهرة في المحابشة من بلاد حجور ، وحصن القاهرة في عراس من بلاد يريم ، وتعود تسمية هذه المناطق بهكذا اسم نظراً لقوة تحصنها وقهرها للأعداء والغزاة والمحتلين على مر العصور .