تحرَّك الإمام الحسين كما تحرَّك جدُّه ليرفع الظلم عن كاهل الأمة الإسلامية

حرائر اليمن يحتفلن بذكرى عاشوراء.. يؤكدن لـ”الأسرة” :الثورة الحسينية قبس وضَّاء وفعل عملي في مواجهة الظلم والظالمين في كل زمان ومكان

 

 

لم يخرج الإمام الحسين -عليه السلام- إلى كربلاء أشرا ولا بطرا وإنما خرج للإصلاح في أمة جده رسول الله الذي تركها على المحجة البيضاء بعد أن محى الظلم عنها ووحدها فقط لعبادة الله رب العالمين، لكن ذلك لم يستمر طويلا بعد أن تولى أمر الأمة أولئك الناقمون على الإسلام ونبيه وآل بيته فعاثوا بالأمة الفساد وحرفوا منهجية الإسلام السمحة بما يتماشى مع أهوائهم الشيطانية، فاتخذوا دين الله دغلا وعباده خولا وماله دولا وتوشح الظلم والفجور وجه الأمة التي ذلت للطغاة ولم تتجرأ على الوقوف بوجه الظالمين، هنا  الإمام الحسين لم يكن ليصمت حيال ذلك وإنما اعلنها ثورة ضد الظلم وأربابه، خرج غيرة على دين جده وامته رافضا الذل، هي ثورة الحر الشجاع وشعاره فيها (ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة)، فرسم بذلك منهجية لكل المظلومين وأشعلها ثورة كانت وقوداً لكل الثورات من بعده وعليها سار اليمنيون الذين جسدوها خير تجسيد بكامل أهدافها وشعاراتها ضد طغاة العصر فكانت اليمن هي كربلاء هذا العصر وكما انتصر الدم على السيف في الطف سينتصر الدم اليمني على كل قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسهم من هم محسوبون على الإسلام والأمة المحمدية يزيديو عصرنا هذا…
هذه ملامح أحاديث لحرائر اليمن في استطلاع أجريناه في المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة في ذكرى عاشوراء ثورة الإمام الحسين -عليه السلام-.. نتابع:
الأسرة / خاص

بداية الناشطة الثقافية/ غادة حيدر بدأت حديثها بالقول: إن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون في هذا العصر إلى الوعي والبصيرة والنور، فما أضر بها شيء مثل انعدام الوعي والبصيرة وظلام التضليل، فإذا أرادت الأمة اليوم تغيير واقعها وتصحيح وضعها، فذلك بلا شك مرتبط بعودتها الجادة الواعية إلى مبادئ وقيم وأخلاق هذه الرسالة وإلى الرسول وآل بيته الطاهرين كعلي والحسن والحسين وزيد صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين.
وأضافت بالقول: ونحن في ذكرى عاشوراء هذه الذكرى التعبوية التربوية الجهادية نستلهم من الحسين في ثورته وحركته الكثير الكثير من الدروس والعبر والأسباب والدوافع لهذه الثورة العظيمة والتضحية المباركة وأنها ثورة صححت المفاهيم لدى الأمة الإسلامية بأنه لا شرعية لظالم أو فاسق، ونشرت الوعي وبينت القضية الحق بأن الموت سعادة وان الحياة مع الظالمين ليست إلا برما، وبينت أن الإسلام لا يقبل الهزيمة ولا الاستسلام والضعف أمام مبايعة الظالمين وتوليهم والانقياد لتوجيهاتهم.
وأوضحت حيدر أن الحسين -سلام الله عليه -اعتبر أن ما حصل هو بسبب ضعف الإيمان وقد كان يحرض ويشحذ همم أصحابه بمقولته الشهيرة ( والله لا  أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا  أقر إقرار العبيد )، وذكرت في سياق حديثها أن الإمام الحسين خرج مبررا للمسلمين وللأمة جمعاء من بعده سبب خروجه وإن دل على شيء فإنما يدل على مدى الضلال والانحراف الذي كانت قد وصلت إليه أمة جدة محمد بعد ٥٣ عاماً من وفاة جده رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين حتى يخرج مبررا لهم سبب خروجه وهو الحسين سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت خاتم الأنبياء وابن علي المرتضى اخو وخليفة ووصي وباب مدينة علم رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين ..سيد شباب وشهداء أهل الجنة قائلا لهم ( والله ما خرجت لا أشرا ولا بطرا ولا متكبرا ولا ظالما  ولا مفسدا ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بمعروف وأنهى عن منكر ).
وتابعت غادة حيدر: إن مقتل الإمام الحسين مثَّل مظلومية  وفاجعة كبرى، تضحية في سبيل تحقيق القضية العادلة للبشرية فكان ثمنها هذا القربان الحسين وآل بيته الأطهار، حيث انه أدرك أن الحياة لا تسوى شراك نعله وان الدين مواقف وتضحيات وليس مجرد أقوال، فحققت هذه التضحية  النتائج العظيمة التي  هزت الضمائر الميتة في نفوس أبناء الأمة وأحيتها وصنعت الوعي ورسمت الموقف الحق وحددت المسار الصحيح لكل أجيال الأمة وحفظت لنا الإسلام ومنهجه الحق وكشفت الزيف والضلال وبالتالي قدمت النموذج الحق في التفاني والصمود والثبات في مواجهة الظالمين والمستكبرين والطغاة، فانتصر الدم على السيف وبقيت العترة الطاهرة هي الأمان والنموذج الحق في التفاني والصمود والثبات في مواجهة الظالمين والمستكبرين، فغدا الكثير من أبناء الأمة الإسلامية حسينيين فدائيين  قولا وعملا…

اليمن تجسد كربلاء
وتطرقت غادة حيدر في ختام حديثها معنا حول وجه الارتباط بين كربلاء الحسين وكربلاء اليمن، حيث أكدت أن ما نراه ونلمسه من بشاعة العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي ليس إلا خير شاهد ودليل على نفس المظلومية،  فالجلاد واحد والفريسة مجددا واحدة وكل يمثل في واقعه نفس الخط والامتداد، فالعدوان اليوم امتداد لبني أمية في تسلطهم وغطرستهم وبشاعة وفداحة جرمهم ضد أبناء الشعب اليمني والضحية نفسها هم آل بيت رسول الله وأشياعهم وأنصارهم ولكن هيهات منا الذلة ونحن نتطلع إلى هذه القيادة القرآنية الربانية من العترة الطاهرة في سبط النبي محمد صلوات الله عليهم أجمعين  المتمثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- فنزداد فخرا وعزا وشجاعة وقوة وإيماناً وثقة مطلقة بالنصر والفتح المبين ونزداد صلابة وتماسك وصموداً وثباتاً في مواجهة الطغاة والمستكبرين حتى تحرير المقدسات الإسلامية من يد الطغاة والمستكبرين وما ذلك على الله ببعيد …
بدورها منى الشامي – ناشطة ثقافية بدأت حديثها قائلة:  فـي حين كانت الأمة حول الإمام الحسين تتسمى بالإسلام إلا أنها خذلت وفرطت وقصرت في نصرة الإمام الحسين بل وإن تلك الأمة سارعت لقتل الإمام مع معرفتها التامة من هو الإمام الحسين عليه السلام ..
وأضافت منى: ومع أن الإمام الحسين لم يخرج في ثورته تلك طالبا دنيا أو ملكاً وإنما خرج كما قال للإصلاح في أمة جده رسول الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بمعنى انه أراد للامة الصلاح بعد أن رأى الانحراف يستفحل بها وأصبح الظالمين يعيثون فيها الفساد.
وأوضحت الشامي أن الإمام الحسين لم يكن ليسكت وهو يرى من نصبوا أنفسهم خلفاء للأمة يحرفون في منهجية الرسالة المحمدية ويتخذون دين الله دغلا وعباده خولا وماله دولا ويتغنون بدولة الإسلام التي علاها الفجور وشرب الخمور، لذلك كان خروجه لرفع الظلم عن المظلومين والتصحيح في منهجية الدين الذي أصبح معاوية يحرف فيه بأحاديث مكذوبة عن الرسول الكريم.
ونوهت الشامي في سياق حديثها بأن انحراف الأمة وخوفها جعلها تخذل سبط رسول الله وان وحشية الظالمين جعلت منهم اشر الخلق فلم يرقبوا في الإمام ولا أهله ولا أصحابه أي حرمة.. حيث طبقوا عليهم حصاراً خانقاً حتى يهلك فيه الرضيع والمرأة والشيخ دون رحمة.
وأكدت منى الشامي على انهم خلعوا الدين وتجاوزوا كل المبادئ ليس فقط الإسلامية وإنما الإنسانية، فقتلوا الرضع والأطفال والنساء وارتكبوا ابشع الجرائم في حق الإمام وأهله وأصحابه، من قتل وتشويه وقطع للرؤوس المطهرة انتقاما من الإسلام وآل بيت رسول اللّه.
وأوضحت منى الشامي في سياق حديثها أن فعلهم هذا كان ظنا منهم بأنهم سيمحون دولة الإسلام وذكر آل رسول اللّه لتبقى دولة بني أمية هي القائمة على الأمة، لكن ذلك لم يكن إلا تأسيساً لثورة ضد الظالمين وهدم أركان دولتهم الهشة، وكما أكدت الشامي على أن الإمام الحسين بثورته تلك قد رسم منهجية لكل المظلومين يقتفون أثرها لصد طغيان المتكبرين عنهم.
وأشارت منى الشامي إلى ثورة اليمن التي سار شعبها على نفس الصراط الذي سار عليه الإمام الحسين في إحياء دين الله وإقامة العدل وإماتة البدع، سار الشعب اليمني في نفس النهج ونفس المبادئ وكما ارتكبت أبشع الجرائم في حق الإمام الحسين وآل بيته ارتكبت أيضا في حق اليمنيين وكما خذل الإمام أيضا خذل اليمنيون.

لكل عصر كربلاء
وأضافت منى الشامي: نرى العالم المسلم من عرب وغيرهم في وجوم وصمت حيال ما يحدث في اليمن بل إن بعضهم سارعوا لإعانة المعتدي فكانوا هم اليد التي تضرب وتحاصر وتقتل وتدمر في ظل هيمنة أمريكية إسرائيلية، فقتلوا الرضع والأطفال والنساء والعجزة والمعاقين لم يستثنوا أحداً، قتلوهم بأبشع الأسلحة المحرمة دوليا وارتكبوا إبادات جماعية واطبقوا حصاراً خانقاً براً وبحراً وجوا على هذا الشعب حتى صار الجسد النحيل للصغار والكبار يحن للموت هربا من عذاب الجوع والحرمان ومن قبله النفاق والخذلان.
واختتمت الشامي حديثها قائلة: لكن ثورة الإمام الحسين علمتنا معنى الإباء وكيف تنتصر الدماء، وبإذن الله كما انتصر الدم على السيف في كربلاء الطف سينتصر اليمن..
فيما تقول هنادي محمد- ناشطة إعلامية:   يجب أن نؤكد حقيقة أن أهل البيت «عليهم السلام» مسؤوليتهم تمثّلت بمختصر الحديث في حماية الأمة من الوقوع في الضلال لقوله صلوات الله عليه وآله:» أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرقَ وهوى» وقوله: « إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي»؛ من هنا يمكن أن نلخّص بشفافية ووضوح أسباب ودوافع ثورة الإمام الحسين «ع» على لسانه حينما قال: ” والله لم أخرج أشِرًا ولا بطرا، خرجت لنصرة أمة جدي رسول الله»، بمعنى أن مسؤوليته الإيمانية دفعته لنصرة الحق وإبطال الباطل الذي أراد أربابه آنذاك بأن يسود واقع الدولة الإسلامية بعد أن تمكّنوا من إحكام قبضتهم على السلطة والحكم فعاثوا في الأرض الفساد؛ ظلما وطغيانا وتجبرا واستضعافا لعباد الله، كل ذلك باسم الدين.
وأضافت: وقتها استشعر الإمام الحسين «ع» خطورة المرحلة وتحرك باذلا نفسه وأهل بيته لصد المستكبرين وردعهم، جهادا واستبسالاً وتضحيةً في سبيل الله، إعلاءً لكلمة الله ونصرة الدين والمستضعفين.
لم يمتنع «عليه السلام» أو يتخاذل ويتراجع حينما رأى جحافل الكفر بحشودهم وعتادهم، أخلص لله جهاده وقتاله حتى وقع صريعا شهيدا طاهرا في ارض كربلاء وفصل رأسه عن جسده الشّريف، وذكرت هنادي انه لم يكتفِ الأعداء بذلك، بل تجرأوا وتمادوا إلى التمثيل بجسده على الملأ؛ ظنًّا منهم أنهم بهذا الفعل سيمحون ذكره ويخمدون نيران ثورته فخابت ظنونهم السيئة وازدادت ثورته تسعّرًا واشتعلت في قلوب المؤمنين نار الثأر لدمه الطاهر ولو بعد حين.
وأكدت هنادي محمد أنه وفي الوقت الحالي أعاد التاريخ نفسه مع اختلاف مسميات الأدوات المنفّذة وتعدد مبررات الفعل، اليوم أبناء الشعب اليمني عاشوا ويعيشون كربلاء أخرى منذ ثمانية أعوام مضت، عدواناً همجياً إجرامياً استهدفهم وأرضهم ومقومات بلدهم.
ونوهت هنادي في سياق حديثها بأن حلقات الارتباط هي ذاتها؛ فكما ضحّى الإمام الحسين» عليه السلام»، ها هو الشعب اليمني يواصل دربه ونهجه بصموده وثباته في وجه أعتى ترسانة وأمكر تحالف تقوده قوى الاستكبار العالمي؛
وأكدت هنادي محمد في ختام حديثها أنه وكما حصد «عليه السلام» انتصارا شخصيا بنيله شرف ووسام الشهادة في سبيل الله وانتصار قضيته، على ذات الطريق رأينا تتابع قوافل من الشهداء، يتسابقون لمجاورة سبط رسول اللهّ، لا يخشون في الله لومة لائم، ولا يهابون بني أمية العصر والزمان، وستنتهي مسيرتنا لتحقيق النصر المؤزر بإذن المولى والعاقبــةُ للمتَّقيـن.

نهج للمظلومين
أما الناشطة الإعلامية نوال أحمد فقد بدأت حديثها بالقول: في كل عام يتجدد الحزن بقدوم شهر محرم الحرام الذي يأتي إلينا حاملا معه الذكرى الحزينة والفاجعة الأليمة الحادثة العظيمة التي وقعت للإمام الحسين بن علي عليهما السلام،
وأضافت: فهو عليه وعلى آبائه السلام وبما يحمله من إرث تاريخي عن أبيه وجده رسولِ الله وبما يمتلكه من كمال في الإيْمَـان وقوةٍ في الثبات، خرج مكملاً المسارَ على الدرب الذي ابتدأه جده المصطفى وأبوه علي المرتضى من حملٍ للأمانة وأداء للمسؤولية في نصرة دين الإسلام ورفع راية الحَــقّ وَتثبيت دعائم الإيْمَـان وإقامة العدل والمساواة بين الناس.
وأوضحت نوال أن ثورة الحسين كانت ثورة من أجل الإصلاح في واقع الأمة المنكوبة والمُعانية والتي كانت قد بدأت بالانحراف عن الدين؛ بسَببِ حكم الطواغيت وتسلطهم عليها في ذَلك العصر الأموي.. وعند خروجه -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- قال كلمته الشهيرة “واللهِ ما خرجتُ أَشِراً ولا بطراً وإنما خرجت للإصلاح في أمة جدي رسول الله.
وأشارت نوال إلى أننا ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة نستذكرُ مواقفَه -عليه السلام ُ- وَعطاؤه وبذله وتضحياته ووقوفه هو وأهل بيته في العراء عطشى ومحاصرين بين أيدي الظالمين، وانه بعزمه وثباته وقوة إيْمَـانه لم يتزحزح عن موقف الحَــقّ، بل شهر سيفه في وجوه أعدائه عندما خيّروه بين الاستسلام أَو الحرب، فاختار النزالَ ومقاومة الأنذال ومحاربة الأشرار والتضحية من أجل الحرية والكرامة ونُصرة دين الله ودين رسول الله محمد صلواتُ الله وسلامه عليه وعلى آله ومن أجل أن تبقى راية الحَــقّ عاليةً خفاقةً في عنان السماء.
وأكدت نوال أننا اليوم ونحن نواجه طواغيت هذا العصر أمريكا وإسرائيل وأدواتهما ومواليهما أحفاد بني أمية بني سعود وعيال زايد وكل من تحالف معهم من المتجبرين  من ارتصوا في صف الباطل وقاتلوا في لوائه تحت راية الملعونين من اليهود والذين أشركوا من دول الغرب الاستكبارية، إنما نحن اليمنيون تحت راية الحَــقّ في ظل قائدنا الحسيني السيد العلَم عَبدالملك بن بدر الدين الحوثي عليه وعلى آبائه وأجداده السلام، من قاد ثورة مباركة ضد الظلم والظالمين والفساد والمفسدين، هذه الثورة التي هي امتدادٌ لثورة جده الحسين، عليهما السلام.
ونوهت نوال أحمد في سياق حديثها بأننا اليومَ نشاهدُ كربلاءَ أُخرى في اليمن ومظلومية مشابهة لمظلومية الحسين وأهل بيته وأصحابه، عليهم جميعاً السلام؛ لأَنَّ هنا كانت ثورة الحَــقّ أمام الباطل ثورة تحرّر ورفض العبودية والاستسلام، قام أولئك الظالمون الطواغيت المتجبرون بشن هذا العدوان الظالم وحاصروا شعب اليمن براً وجواً وبحراً ومنعوا عنه الغذاء والدواء لكي يخضعوه ويحتلوا أرضه وينهبوا ثرواته ويجعلوه شعباً مستعبدا ذليلا.
وأكدت أحمد أن اليمن قد عاشت كربلاء أخرى وجسدتها بكل تفاصيلها، حيث الأعداء قد جعلوا كُـلّ أيّامنا عاشوراء وأضحت هذه الأرض كربلاءَ، عايشنا وكل أبناء شعبنا تلك المظلومية بكل تفاصيلها، رأينا البيوت تهدم على رؤوس ساكنيها ليقتلوا جياعاً نياماً، كما أحرقت الخيامُ على نساء وبنات وأطفال الحسين، رأينا الطفلَ اليمني يُذبح بقنابلهم الأمريكية كما ذُبِحَ عبدُالله الرضيع في كربلاء بسهام الغدر الأُموية.
وأضافت نوال: رأينا الطفلةَ اليمنية اليتيمة تبكي بحرقة لفقد أبيها، كما بكت رقية عليها السلام، رأينا المجاهد الذي ذهب ليدافعَ عن أصحابه ورفقاء دربه ويفك عنهم الحصار، لكن الأعداء غدروه وقتلوه كما صنع بنو أمية مع العباس -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-، رأينا المرأةَ اليمنية وهي تستقبل شهداءَها بكل إيْمَـانٍ وفخرٍ وصبر كما كانت زينب عليها السلام.
هنا رأينا ونرى كربلاء؛ وهنا تجددت ثورة الإمام الحسين؛ وجُسد مشروعه ثورة وانطلاقة مبدأ وثقافة؛ فكرا ونهجا وبسالة، هنا الحسين تجسد في جيشنا ولجاننا الشعبية إيمانا وثباتا وصبرا؛ هنا نرى الإنجازات اليمانية، والضربات الحسينية .
واختتمت نوال أحمد حديثها بالقول: هنا ثورة الحسين لا زالت حيَّة وتجسد في الميدان واقعا وقضية؛ هنا تنتصر نسائم الحق اليمانية؛ على كل المخططات الأمريكية.. ستنتصر القضية على كل المؤامرات السعودية الأمريكية الإماراتية هذا ما تعلمناه من مدرسة الحسين .
ختاماً الإعلامية وردة الرميمة تقول: ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- جاءت في الوقت الذي بلغ الظلم منتهاه، وانتشر الفساد والبغي وازداد الطغاة تجبراً ضد أبناء الأمة الإسلامية آنذاك، على إثر تلك الأحداث كان لزاماً على الحسين السبط أن يتحرك، كما تحرك جده ليرفع الظلم عن كاهل الأمة الإسلامية التي صار يحكمها بنو أمية وتوشح ظلمهم وجبروتهم على كل القيم الدينية التي تركها النبي الكريم.
وأوضحت الرميمة أن الحسين السبط تحرك  ببصيرة ووعي، مدركاً مدى خطورة السكوت عن الظالمين، قائلا كلمته المشهورة (والله ما خرجت أشر ولا بطراً إنما خرجت للإصلاح في أمة جدي رسول الله )، وقد كان يزيد بن معاوية يُكن له الحقد والثأر ونزعة الانتقام لقتلى  أشياخه ببدر، فلم تكن حادثة كربلاء إلا انتقاماً من محمد رسول الله ومن أهل بيت النبوة عليهم السلام .
وأشارت وردة في سياق حديثها إلى وضع الأمة آنذاك قائلة: والغريب في ذلك أن الأمة الإسلامية آنذاك فقدت الوعي والبصيرة وخذلت الإمام الحسين، ووقفت مع الظالم يزيد، فكانت المصيبة الكبرى أن خسرت الأمة خسرانا مبينا حيث ذبح  الإمام الحسين وآل بيته الطاهرين وسبيت نساؤه وأطفاله ، كل ذلك في دولة تنسب نفسها زورا إلى الإسلام والمسلمين.
وأكدت الرميمة أن فعلهم الشنيع هذا ظنوا انهم به سيمحون ذكر آل رسول إلا أنه ومع ذلك لم يستطع أعداء الإسلام أن يمحوا ذكر آل البيت، بل أصبح دم الحسين وثورثه شعلة وشرارة لكل الأحرار الذين جعلوا من ثورة الحسين نموذجاً للصرخة في وجه المستكبرين وشعارهم فيها شعار الحسين «هيهات منا الذلة».
واختتمت وردة الرميمة حديثها بالقول: ها هو الزمن يعيد نفسه في اليمن الذي انتهج أبناؤه نهج الإمام الحسين في رفض الظلم والظالمين «يزيديي هذا العصر» الذين يرتكبون أبشع المجاز والانتهاكات في اليمن وفي ظل انعدام الوعي والبصيرة لدى أبنا الأمة الإسلامية التي ترى وتسمع الظلم الذي بلغ منتهاه، فقد قتلوا الأطفال والنساء وحاصروهم براً وبحراً والأمة الإسلامية صامتة لم تحرك ساكنا وليتها صمتت لكنها وقفت مع آل سعود الطغاة وساندتهم قولا وعملاً ضد الشعب اليمني المسلم. ولأنه في كل عصر يوجد يزيد ظالم، في المقابل هناك ثوار حسينيون يصرخون بشعار الإمام الحسين «هيهات منا الذلة» ولهم النصر بإذن الله كما انتصر الحسين في الطف.

قد يعجبك ايضا