مراقبون: استمرار العملية التعليمية انتصار حقيقي على تحالف العدوان ومخططاته الرامية لتجهيل الشعب اليمني

مع بداية العام الدراسي الجديد.. «الأسرة» تزور عدداً من المدارس: التربية والتعليم: رهان الأعداء على التعطيل يتبخر ووعي اليمنيين ينتصر

 

 

في الأسبوع الماضي دشنت وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ العام لعام الدراسي الجديد ١٤٤٤ھ في عموم مدارس المحافظات الحرة وسط إقبال واسع من قبل الطلاب والطالبات والكادر التعليمي والتربوي في نصر جديد يسجله قطاع التعليم أمام تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومرتزقته المحليين الذين لم يتركوا وسيلة ولا طريقة لإيقاف العملية التعليمية والتربوية طيلة السنوات الثماني الماضية إلا وأقدموا عليها، لكن تلك المحاولات المحمومة من قبل الأعداء كانت وما تزال تبوء بالفشل الذريع أمام صمود أبنائنا الطلبة ومنتسبي هذا القطاع الحيوي رغم المعاناة المتفاقمة والظروف المعيشية الصعبة، لتثبت الجبهة التربوية مجددا أنها باقية في طليعة جبهات العزة والكرامة التي تتصدى بكل بسالة للعدوان الجائر على اليمن، وإسقاط مخططاته الشيطانية الرامية إلى تجهيل المجتمع اليمني، وحرمان أبنائه من حقهم في التعليم.
الاسرة /خاص

لقد دمّرت آلة القتل السعودية الصهيو أمريكية غالبية إن لم تكن كامل البنية التحتية لليمن، وحظي قطاع التعليم بالنصيب الأكبر من ذلك الحقد في محاولة عبثية لإعادة اليمن إلى عصور الجهل والظلام، وإبقاء الساحة الوطنية مكباً لنفاياتهم، وحديقة خلفية لصبيانهم ومراهقيهم، خدمة لأسيادهم في البيت الأسود وتل أبيب، غير أن أمانيهم ما فتئت تتبخر وتتلاشى أمام الصمود والعزيمة الصلبة لأبناء هذا الشعب الذي لا يقهر.. وها هي المسيرة التعليمية تمضي قدما في العام الثامن تحت نيران العدوان والحصار بإصرار كبير على مواصلة التحدي حتى تحقيق الانتصار العظيم على كافة المستويات.

انتصار حقيقي
الإقبال والتفاعل الكبير الذي شهدته عموم المدارس في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد كان- بحسب مراقبين ومحللين سياسيين -انتصاراً آخر لليمن أمام تحالف العدوان ، حيث اعتبر الأخ يحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية والتعليم -خلال تدشينه الأسبوع الماضي العام الدراسي الجديد في عدد من مدارس مديريتي صنعاء الجديدة وسنحان بمحافظة صنعاء-اعتبر استمرار العملية التعليمية للعام الثامن على التوالي في ظل تداعيات العدوان والحصار انتصارا حقيقيا للجبهة التربوية رغم التحديات والمخططات ورهان العدو على تعطيل التعليم في اليمن.
وأكد الوزير الحوثي أن مؤامرات دول العدوان لاستهداف العملية التعليمية لن تثني من العزم والإرادة في تعزيز الجهود لمواصلة تعليم الأجيال ومواجهة التحديات والعمل بكل الوسائل والإمكانات للنهوض بالتعليم، رغم ما يمر به الوطن من مرحلة استثنائية وظروف اقتصادية صعبة.
الطلاب والطالبات من جانبهم عبَّروا عن سعادتهم بالعودة إلى مدارسهم في العام الجديد متسلحين بالصبر والأمل للتغلب على كافة الصعاب والتحديات الناجمة عن العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على الأوضاع الإنسانية، تقول الطالبة عهود عبدالرقيب – طالبة في مجمع الثورة التربوي في مديرية آزال بأمانة العاصمة -إن الصعوبات التي يواجهها الطلاب بفعل العدوان لا تزيدها وزميلاتها إلا إصراراً وثباتاً لمواصلة العملية التعليمية- من جهتها توضح رغد حمدي – طالبة في الصف السابع في المجمع التربوي ذاته- أن الأعداء لا يمكن أن يبلغوا مرادهم في إيقاف التعليم في اليمن لان طلاب اليمن فتيانا وفتيات لا يقل حماسهم وشجاعتهم عن المجاهدين في جبهات العزة والكرامة من أبطال الجيش واللجان ممن يقدمون دماءهم فداء للوطن وكرامة أبنائه.
ويبدو الحماس والإصرار في أعين الأطفال ذكورا وإناثا وهم يعبرون لـ»الأسرة» وكل كلماتهم وأحاديثهم تنبئ عن جيل يتحلى بأعلى درجات الوعي والإدراك لمخططات ومؤامرات الأعداء الهادفة إلى عرقلة التعليم وتجهيل الشعب اليمني وهذا الأدراك العميق هو ما يجعل النصر حليفا لليمن وشعبه.

خسائر بشرية ومادية
خلال السنوات السبع الماضية من العدوان والحصار، ومن واقع التقارير الرسمية وتقارير المنظمات المحلية والدولية، وهي بمجملها لا تمثل سوى جزء يسير مما هو موجود على الواقع، نظراً لعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة عن حجم الخراب والدمار الذي ألحقه العدوان بالبنية التحية لليمن حتى اللحظة، والتي كان لقطاع التعليم حصة الأسد منها، ومع ذلك ما تزال المؤسسات التعليمية تؤدي رسالتها، رغم استمرار العدوان والحصار، واستمرار محاولاته العبثية لشل العملية التربوية، ورغم شحة الإمكانيات وعدم توافر حتى الحد الأدنى منها.
وتشير تقارير وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ إلى أن معدل الضحايا من الأطفال ممن هم في سن الدراسة يصل إلى 18 طفلاً، كُلّ يوم، ما بين شهيد وجريح.
ويوثق تقرير للأمم المتحدة نشره موقع قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 26 يوليو 2019م نحو 1689 طفلاً في اليمن خلال العام 2018م ما بين قتيل ومشوه، وحمّل التحالف الذي تقوده السعودية المسؤولية عن قتل 720 طفلاً، معظمهم في غارات جوية للتحالف .
وفي أبريل2019م قالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بالأطفال والنزاع المسلح «فرجينيا غامبا» إن أكثر من 7500 طفل، قتلوا في اليمن منذ بدء العدوان والحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية.
وكشف تقرير للمركز اليمني لحقوق الإنسان بعنوان «طفولة بلون الدم ورائحة الموت» نشرته «سانا» في 7 سبتمبر2020م عن استشهاد وإصابة أكثر من 7200 طفل في مختلف المحافظات اليمنية بسبب غارات العدوان، وأن عدد الشهداء بلغ 3468 بينهم طفلاً.
وسجل تقرير للتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات بعنوان «التعليم تحت الهجوم» بتاريخ 9 يوليو2020م أكثر من 5000 طالب ومعلم وأكاديمي تعرضوا للإصابات والقتل والأذى في هجمات على التعليم في اليمن خلال الفترة «2015– 2019م»، وسجل أيضا 3804 جرحى، وأن91 % من إجمالي ضحايا الأطفال نتج عن هذه الهجمات المباشرة للعدوان ومرتزقته.
أما الخسائر المادية فقد قدّرت وزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ تكلفة الخسائر المباشرة للأضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم خلال الفترة «26 مارس 2015– 26 مارس 2020م» بنحو 3 تريليونات ريال، وإجمالي تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم جراء استمرار استهداف العدوان المدارس والمنشآت التعليمية 61.18000000 ريال، وتجاوزت تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم خلال السنوات الثلاث الأولى من العدوان 334052000 دولار.
أما المنشآت التعليمية المدمرة والمتضررة، فقد تسببت غارات العدوان وهجمات المرتزقة خلال الفترة «26 مارس 2015– أبريل 2020م» في تدمير وإلحاق الضرر بـ 365  منشأة تعليمية أصيبت بأضرار مباشرة وغير مباشرة، وبنسبة تزيد عن 21 % من عدد المنشآت التعليمية العاملة في اليمن تضم نحو  مليون و898 ألفاً و 220طالباً وطالبة بنسبة 32.3 %، يعمل فيها نحو 89.840 معلماً ومعلمة، منها 412 منشأة دُمرت كلياً، وكان لمحافظة حجة منها النصيب الأوفر بتدمير 110 منشآت تلتها محافظة صعدة بـ 106 مدرسة ، و1491 منشأة تدمير جزئي.
هذه الإحصائيات التقديرية تثبت بما لا يدع مجالا للشك حجم الحقد الذي يكنه تحالف العدوان وأدواته على اليمن أرضا وإنسانا، لكن كل تلك الأحقاد باتت تأكل بعضها والسبب هو الصمود اليمني العظيم في مواجهة أكبر عدوان وحشي في التاريخ المعاصر.

قد يعجبك ايضا