أخصائية العلاج الطبيعي :
جهل المجتمع بقضايا الإعاقة تدفع الأسرة ثمنه باهظاٍ
يعيش الوالدان واقعا مليئا بالتحديات عند اكتشاف ان طفلهم مصاب بالشلل الدماغي فتمر الأسرة بضغوط نفسية كبيرة وتوترات وأعباء مادية واجتماعية ونفسية وكما يقول الأخصائيون فان وجود طفل ذي احتياج خاص ليس العامل الذي يؤدي إلى اختلال العلاقة بين أفراد الأسرة إنما وجود هذا الطفل قد يعطي فرصة ومجالا لظهور المشاكل التي كانت قائمة أصلا .
ولكن كيف يمكن للأسرة التي لديها طفل أو أكثر ذو احتياج خاص التغلب على الصعوبات وكيف توفر له الراحة والاهتمام وكيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع هذا الطفل وواقعه الأليم ¿ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الأسطر التالية:
أم جميل يعاني أبناؤها الثلاثة من شلل دماغي (سيف وعبدالكافي ورشا ) تبلغ رشا 11 عاما وتعاني من شلل دماغي ثلاثي الأكثر في الأطراف السفلية وبها رثة بسيطة في النطق وسيف وعبدالكافي يعانون أيضا من شلل دماغي. تعيش أم جميل مع أبنائها المصابين برضا وإيمان فقد تعودت على إعاقتهم وقد سلمت أمرها لله وتخضع أطفالها الآن لجلسات العلاج الطبيعي. قالت أم جميل : أعيش برضا مع أطفالي غير مهتمة لإعاقتهم سوى غصة في نفسي لأني أتمنى لأطفالي الأفضل ولكم أتمنى لهم الصحة الدائمة حتى يعتمدوا على أنفسهم مستقبلا وخاصة في ظل صعوبات الحياة.
صبر وإرادة
ام سمر هي الأخرى لديها 3 من البنات مصابات بالشلل الدماغي حيث تظل هذه الأم تطوف من مستشفى إلى آخر تعالج بناتها الثلاث في صبر وإيمان موقنة بان الله الذي قدر عليهن المرض سيشافيهن وتردد ام سمر وعينيها تمتلئ بدموع الحسرة : عندما علمت بان طفلتي الثانية مصابة كالأولى بالشلل الدماغي اصبت بداية بصدمة كبيرة وخوف من المستقبل ثم أنجبت الطفلة الثالثة مصابة أيضا بشلل دماغي حينها بدأت بالتفكير جديا بمستقبل أطفالي وكيف ستستمر حياتهم بينما تركني زوجي واتهمني باني سبب إنجاب أطفال مرضى وها أنا أعيش مع بناتي بصبر وشكر لله تعالى الذي قدر عليهن هذا المرض وتزداد لدي الإرادة والإصرار يوما بعد يوم على التفاني في سبيل مساعدتهن للتغلب على الإعاقة
دمج المعاقة
تقول دينا الدعيس مدربة في العلاج الوظيفي لمرضى الشلل الدماغي بان أفضل ما يداوي صدمة الوالدين عند علمهما بحالة طفلهما هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء بالصبر على البلاء ولا بد للوالدين ان يعلما انه ليس وحدهما لديهما طفل ذوي احتياج خاص بل هناك الكثير في مثل حالة طفلهم وعلى الأسر ان تعمل على دمج الطفل المعاق مع بقية أفراد الأسرة حتى تتغلب على إعاقة الطفل وجميع مشكلاتها
وتضيف : إن جهل المجتمع بالإعاقة وحقوق ذي الاحتياج الخاص يمثل اكبر الضغوط التي تعاني منها أسرة الطفل المعاق كما انها احد الأسباب المؤدية لعدم الفهم والتوتر والفشل فينبغي على الجهات المسئولة وبالأخص في مجتمع مثل مجتمعنا التركيز على دمج مصطلح الإعاقة في تفاصيل المجتمع سواء من حيث المدارس او الجامعات والندوات والإعلام لأننا في حالة تقبلنا ثقافة الإعاقة تقبلنا طفلا ذا احتياج خاص وعلى الأسرة ان تكون الداعم الأول لمساعدة ابنها المصاب وعلى الأم ان تساعد طفلها بقدر استطاعتها حتى يتغلب على إعاقته فمثلا تساعده الأم على استخدام الوسائل الخاصة بالتمارين وإرشاده بتطبيق بعض التمارين التأهيلية ومساعدته على القيام بالأنشطة التي يحتاجها الطفل المعاق في حياته اليومية كالأكل بمفرده واللبس والتنقل
مسئولية الأسرة
الأخصائية النفسية عبير الصنعاني التي تعمل طبيبة في مستشفى 48النموذجي قالت ان الشلل الدماغي يتضمن مجموعة من الحالات المرضية الحركية وغير المعدية والتي تسبب عجزا جسديا أثناء نمو الإنسان وذلك في أجزاء مختلفة من الجسم مرتبطة بأداء الوظائف الحركية وينشأ الشلل الدماغي نتيجة للتلف الذي يحدث لمراكز التحكم في الحركة داخل الدماغ الذي لا يزال في مرحلة النمو ويمكن أن يحدث ذلك أثناء الحمل أو أثناء الولادة أو بعد الولادة وحتى العام الثالث من عمر الطفل تقريبٍا
وتضيف : لا بد على الآباء ان يدركوا كيف يعاملون ابنهم المعاق وعلى الأب ان يكون إلى جانب الأم في كل شيئ وان يساندها ولا يترك عليها المسئولية كاملة بحيث تقع جميع الأعباء على عاتقها بل على الوالدين ان يدركا جيدا أهمية الدور الذي يقع عليهما في حالة وجود طفل معاق وان يلجاؤا إلى العلاج النفسي الوظيفي الذي يقوم بها أسرة المريض بالشلل الدماغي يجعل العلاج الوظيفي المصابين بالشلل الدماغي يتمكنون من المشاركة في أنشطة الحياة اليومية المهمة بالنسبة لهم. ويستخدم هذا الأسلوب العلاجي فلسفة تستهدف الأسرة في المقام الأول. ويرتبط عمل المتخصصين في العلاج الوظيفي بأسر المرضى أشد الارتباط في محاولة منهم لاستهداف ما يبعث القلق في نفوس هذه الأسر والتعرف على الأولويات التي يريدون التعامل معها بالنسبة لحالة أبنائهم المرضية. وقد يستهدف المتخصصون في مجال العلاج الوظيفي موضوعات تتعلق بالإعاقات الحسية أو الإدراكية أو الحركية الناتجة عن الإصابة بالشلل الدماغي والتي تؤثر في اشتراك الطفل في سبل العناية الذاتية أو الإنتاجية أو الاستمتاع بوقت الفراغ.
ويعتبر إرشاد الآباء ركنٍا أساسيٍا من أركان العلاج الوظيفي حيث يتصل هذا الأمر بتنمية مهارات الآباء فيما يتعلق برعاية الأبناء المصابين بهذا المرض واللعب معهم وذلك بهدف الارتقاء بقدرات الطفل في القيام بمختلف الأمور بالنسبة للعديد من مرضى الشلل الدماغي من الأطفال يكون للأبوين دور رئيسي في أداء أنشطة العناية الذاتية الخاصة بأبنائهم ويمكن أن يكون القيام بأنشطة العناية الذاتية مثل الاستحمام وارتداء الملابس والاعتناء بالمظهر العام للشخص وتناول الطعام أمرٍا يصعب على مرضى الشلل الدماغي من الأطفال القيام به لأن العناية بالذات تعتمد في المقام الأول على استخدام الأطراف العلوية للجسم
وفي الاخير الأسرة هي العلاج الاول للطفل لمساعدته في استيعاب ما حوله قدر المستطاع ومن بعدها المراكز الخاصة التي تهتم بهذه الحلات كمساعده والديه لكي يعيش اطفلنا حياة امنه وهذا ما يبحث عنه الطفل.