العدوان والقاعدة وجهان لعملة واحدة.. والبيضاء نموذج لإرهابهما

رئيس اللجنة المجتمعية في محافظة البيضاء الشيخ محمد سكران لـ”الثورة”: تدمير البنى التحتية شاهد على حقد وخبث دول العدوان

أناشد وزير الصحة إنشاء مركز الغسيل الكلوي في رداع

نفذنا أربعين مشروعاً خلال عامين ويتم تنفيذ مشروع مياه البيضاء بتكلفة ٣ ملايين دولار

تم ترميم مدرسة العامرية بمساهمة من فاعلي الخير بعد تخلي المنظمات

إنشاء كلية الطب في جامعة البيضاء ثمرة جهود اللجنة المجتمعية

50 حالة تحتاج غسيلاً كلوياً أسبوعياً

أكد رئيس اللجنة المجتمعية في محافظة البيضاء الشيخ محمد جارالله صلاح سكران أن القاعدة والعدوان وجهان لعملة واحدة، وأن أفعالهم تدل على ذلك، فتنفيذ أجندتهم وأهدافهم يصب في تدمير مقدرات اليمن وبناه التحتية وبشكل ممنهج ومقصود.
وقال رئيس اللجنة المجتمعية: ننتزع المشاريع لمحافظة البيضاء انتزاعا حيث أن المحافظة تعاني من شحة المشاريع الخدمية والتنموية، وللجنة المجتمعية في الوقت الحالي دور كبير في إقامة هذه المشاريع والمساهمة بالدعم المالي في تنفيذها وكذا في المطالبة بتمويلها ومتابعتها.
وأوضح الشيخ محمد صلاح سكران أن ترميم مدرسة العامرية وعودة العملية التعليمية في جامعة البيضاء وإنشاء كلية الطب والزراعة والهندسة ثمرة من ثمار جهود اللجنة المجتمعية وتعاون الخيرين والقيادات في المحافظة وذلك لخدمة المواطنين والمساهمة في تسيير عجلة التنمية وتعزيز الصمود في مواجهة العدوان الذي يهدف إلى تعطيل كل شيء وإيقاف الحياة.
وأضاف : بتكاتف الجميع ومساهمة الخيرين لن ينال العدوان وقواه وتحالفاته من الشعب اليمني مهما حاول الأعداء تنفيذ أجنداتهم، لأنهم وبكل بساطة سوف يرتطمون بصخرة التكاتف والتعاون الذي ظهر عليه كل أبناء الشعب اليمني.
وناشد الشيخ سكران رئيس اللجنة المجتمعية في البيضاء وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل بسرعة إنشاء مركز الغسيل الكلوي لما له من أهمية في إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي في مدينة رداع وتخفيف معاناتهم.
كما تحدث رئيس اللجنة المجتمعية في البيضاء حول عن العديد من القضايا الهامة التي تعاني منها محافظة البيضاء .. التفاصيل في هذا اللقاء :
الثورة /إسكندر المريسي


بداية حدثنا عن أبرز الأنشطة التي قامت بها اللجنة المجتمعية خلال الفترة الماضية؟
اللجنة المجتمعية لها دور بارز وكبير وفاعل في المجتمع، والأنشطة متنوعة وفي جميع المجالات الصحية والخدمية والتعليمية، ففي المجال التوعوي قمنا بالتوعية حول مواجهة الجوائح ومنها جائحة كورونا كون محافظة البيضاء ترتبط بعدة محافظات وتستقبل مسافرين من مختلف المحافظات وقمنا بتشكيل لجنة مجتمعية لدعم مراكز العزل الصحي في مستشفى رداع المركزي بالتنسيق مع الجهات المعنية وقد قاموا بتوفير الكادر الطبي ومن جانبنا قدمنا الدعم المالي لمراكز العزل، وقد حققنا نجاحاً باهراً من حيث توفير أسطوانات الأوكسجين التي كانت أكبر معضلة تواجهنا وكذا توفير التغذية والعلاجات اللازمة، وكان للمغتربين الدور الكبير في تقديم الدعم المالي، كما استقبلنا منتخب الناشئين واحتفلنا به وكان الاحتفال بهم مميزا.

أطلقنا نداء استغاثة
محافظة البيضاء في ذلك الوقت كانت موقعا أو مركزا للعزل.. كيف تعاملتم مع ذلك الواقع؟
شكل الحجر الصحي الذي استمر في مديريه رداع ١٤ يوما تهديداً حقيقياً جراء نقص الأدوية والمستلزمات الصحية والمياه ولكننا استطعنا مواجهة تلك التحديات بأن أطلقنا نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية وبالفعل تم تزويدنا ببعض الأدوية، ثم شكلنا لجنة مجتمعية لدعم مركز العزل العلاجي لمرضى فيروس كورونا داخل مركز مستشفى رداع المركزي وهذه اللجنة استطاعت بالتنسيق مع الجهات المعنية ممثلة بمكتب الصحة والسلطة المحلية توفير الكادر الطبي، وقمنا في اللجنة المجتمعية بتقديم الدعم المالي والتغذية وحققنا نتائج جيدة في التصدي لجائحة كورونا، وقد كان لنا دور في مواجهة المعضلة الكبرى المتمثلة في توفير مادة الأوكسيجين كون المركز كان يستهلك في اليوم الواحد نصف مليون ريال قيمة مادة الأوكسجين، كما قدمنا مبالغ رمزية للكادر الطبي من فاعلي الخير ورجال الأعمال وكذلك المغتربين.

لجنة مجتمعية
العدوان دمر كل شيء واستهدف البنى التحتية.. ما هي الأثار التدميرية للمنشآت وما دوركم في هذا الجانب؟
العدوان دمر كل شيء، حيث عمد إلى استهداف البنى التحتية من مستشفيات ومدارس ومقار حكومية وأثرية، وقد نالت محافظة البيضاء النصيب الأكبر من قبل العدوان في تدمير مقومات الحياة الاجتماعية والأمنية والصحية والعسكرية ، وبالرغم من هذا الدمار الهائل نعمل كلجنة مجتمعية مع السلطة المحلية ورجال الخير والمواطنين من أجل إعادة ترميم بعض هذه المنشآت وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين وفق الإمكانيات التي تتوفر لنا.

المعالم الأثرية والقاعدة
ماذا عن القاعدة؟
العدوان والإرهاب وجهان لعملة واحدة ، فالإرهاب قام بالتدمير والعدوان أكمل بقية المشوار ، وكون البيضاء تتميز بوجود مناطق أثرية فقد قامت المجموعات الإرهابية باستهداف تلك المعالم الأثرية وبالذات جامع ومدرسة العامرية، حيث تم العبث بها ونهب تراثها بشكل ممنهج، وقد اتخذوا من قلعة ومدرسة العامرية مأوى لهم ومركزاً لتخزين أسلحتهم ونقطة انطلاق لمهاجمة المناطق الأخرى وقد تأثرت المدرسة بشكل كبير جدا بالإضافة إلى نهب الأثار وتدمير بعضها تدميراً كاملاً.

مدرسة وجامع العامرية
كيف تقيم تعاون السلطة المحلية والمنظمات مع اللجنة في ترميم مدرسة وجامع العامرية؟
نحن من أطلقنا نداء استغاثة للمنظمات الدولية لترميم مدرسة وجامع العامرية، حيث قمنا بالمتابعة عن طريق مكتب الآثار وتم تشكيل لجنة هندسية لدراسة الاضرار من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية في صنعاء، فقد قام بعمل دراسة وحصر للأضرار ومن ثم رفعها إلى المنظمة الدولية التي أعطتنا وعوداً، لكننا لم نتلق أي دعم حتى اللحظة ،ولأننا كنا حريصين على هذا الصرح التاريخي الهام جدا ظللنا نبحث عن مصدر لترميم هذا المعلم الأثري وبالفعل حصلنا على دعم من فاعل خير من أبناء المحافظة الأوفياء إلى جانب فاعلي الخير الذين سارعوا إلى تقديم مبالغ مالية، فاستطعنا من خلال ذلك الدعم ترميم مدرسة وجامع العامرية وإزالة التشوهات بصورة كاملة، وهنا نسجل شكرنا وتقديرنا لفاعلي الخير لما قدموا من أجل إعادة ترميم مدرسة ومسجد العامرية.

مشروع مياه البيضاء
ما هي المشاريع الكبيرة التي اعتمدت ونفذت بالمحافظة؟
خلال عامي ٢٠١٧و٢٠١٨م نفذنا أربعين مشروعا في محافظة البيضاء على كل المستويات والان يتم تنفيذ مشروع مياه البيضاء بتكلفة ٣ ملايين دولار بتمويل من الجمعية الهولندية وكذلك تنفيذ مشروع مياه الصرف الصحي في مديرية رداع بمبلغ 400 ألف يورو بدعم من المانيا اللجنة المجتمعية وبالتعاون مع المحافظ السابق قامت برصف الطرقات وبناء مدارس وخزانات مياه في سبع مديريات والآن يتم بناء فصول إضافية في مدرسة أبو الرجال وترميم مدرسة ٢٢ مايو للبنات التي أصابتها تفجيرات القاعدة .

كان هناك توجه لإنشاء مركز لغسيل الكلى بمدينة رداع .. لماذا توقف هذا المشروع؟
مدينة رداع ومحافظة البيضاء تنقصها الكثير من المشاريع وخاصة الصحية منها ،وعن الفكرة حول إنشاء مركز غسيل كلوي في رداع واجهنا صعوبات منذ الوهلة الأولى بسبب عدم توفر الموازنة التشغيلية وغياب دعم المنظمات وتراجع الدعم المجتمعي، والسلطة المحلية وعدتنا بتخصيص مبالغ مالية ولكن لم نحصل على ذلك الدعم، وهنا أكرر الدعوة للجهات المعنية إلى تبني مركز غسيل كلوي داخل مديرية رداع ونحن على استعداد تام لتقديم المساهمة وجمع التبرعات من قبل الأهالي بهدف إنقاذ أرواح المرضى الذين يعانون الأمرين أثناء سفرهم للذهاب إلى صنعاء أو غيرها من المحافظات لغرض الغسيل الكلوي وللعلم أن ما بين ٤٠ إلى ٥٠ شخصاً يحتاجون إلى الغسيل الكلوي ويبحثون عن العلاج في المحافظات المجاورة والعدد مرشح للارتفاع من عام لآخر ولهذا نحن بحاجة ماسة لمركز غسيل الكلى بمديرية رداع، لأن كل شخص، يحتاج لغسلتين في الأسبوع الواحد.

عودة الكادر
كان لكم دور كبير في إعادة واستمرار الدراسة الجامعية بجامعة البيضاء.. لو تحدثنا عن هذا الدور؟
– هذا الكلام حقيقي، فقد قامت اللجنة المجتمعية بالمطالبة بإعادة عمل الجامعة من جديد بعد توقفها بسبب العدوان والحرب، حيث لم يعد لديها كادر تدريسي ولا طلاب ولا موظفون وعدم وجود إمكانيات، عندها قامت اللجنة بالتواصل والتنسيق مع رئيس الجامعة والسلطة المحلية وسعينا بالتعاون مع رجال الخير بالمحافظة من أجل إعادة التعليم لأبنائنا وبالفعل تجاوبت قيادة السلطة المحلية والجامعة في سبيل عودة الجامعة لمهمتها الوطنية وعودة الكادر، والأمور في الوقت الراهن تسير بشكل طبيعي.

كلية طب
وماذا عن كلية الطب والزراعة وتدشين عملها خلال العان الدراسي الحالي؟
– لسنا هنا مخولين بالرد على سؤالك، لأن المسؤول عن الرد في بدء العام الدراسي هم قيادة الجامعة، ولكن دعني هنا أقول لك إن دورنا في هذا الموضوع كان مهماً حيث طالبنا نحن في اللجنة المجتمعية من قيادة الجامعة ورئاسة الوزراء ووزارة التعليم العالي والبحث العليمي بأهمية وضرورة إنشاء كلية طب في جامعة البيضاء وفتح تخصصات جديدة في رداع والبيضاء تخدم المجتمع وتلبي تطلعات طلاب وطالبات محافظة البيضاء، كون أبناء المحافظة محرومين من الالتحاق بكليات الطب في الجامعات الأخرى والمحافظة بحاجة ماسة لهذا المجال وبالفعل تقدمت الجامعة بطلبها للوزارة وتمت الاجتماعات ووافق المجلس الأعلى للتعليم العالي على فتح كلية الطب بالجامعة بشرط توفر المعايير العلمية والتعليمية المتعارف عليها، وهذا لن يتحقق لو لا مطالبات اللجنة المجتمعية وتعاون قيادة الجامعة لتحقيق هذه المطالب المشروعة واستشعار المسؤولية إزاء ما يعانيه طلاب وطالبات المحافظة من خريجي الثانوية العامة وقد تم طرح هذه المطالب خلال المؤتمر العلمي الذي أقيم بالمحافظة وبحضور شخصيات كبيرة وجهات مسؤولة معنية بالموضوع؛ وتم الاستماع للمطالب المشروعة التي تم طرحها بكل صدق وإخلاص واستشعار للمسؤولية ومثل هذه المطالب تحتاج إلى تكاتف جميع أبناء المحافظة المخلصين وتحتاج إلى التفاف مجتمعي من كل الأطياف بمختلف التوجهات، كونها من أهم المصالح العامة التي ستخدم الجميع دون استثناء وتتعلق بمستقبل الأجيال القادمة..

كلمة أخيرة تودون قولها ؟
أشكر صحيفة “الثورة” على دورها في نقل هموم الوطن ونقل صوتنا وصوت محافظة البيضاء وما تعانيه من نقص في المشاريع الخدمية والتنموية، كما أطالب وأناشد قيادة وزارة الصحة ممثلة بالدكتور طه المتوكل، بسرعة إنشاء مركز الغسيل الكلوي بمديرية رداع خاصة وهناك تزايد في أعداد الوفيات بسبب عدم قدرتهم على التنقل إلى المحافظات المجاورة لتلقي العلاج ونأمل من الوزارة تبني إنشاء مركز الغسيل الكلوي، كما أدعو الله أن يوفق مجلس أمناء جامعة البيضاء في سرعة إكمال التحضيرات الخاصة بكليات الطب والهندسة والزراعة، كون أبنائنا مشردين في المحافظات أو معتكفين في المنازل نظرا لعدم تمكنهم من التسجيل في الجامعات الأخرى ومنافسة عشرات الآلاف من الطلاب الذين يتنافسون معهم من جميع المحافظات.

قد يعجبك ايضا