لا عـــهــد لـلــعــدوان

افتتاحية الثورة / 

 

تنقضي الأيام الأخيرة للهدنة الأممية بعد التجديد بلا جديد فيما يتعلق بتنفيذ العدوان للالتزامات التي تضمنتها بنود الهدة الأممية، مسار الهدنة خلال الشهرين الأخيرين يكاد ينتهي بذات المشهد الذي انتهى به الشهرين الأولين، التجديد لم يأت بجديد عدا تكرار الخروقات وتصاعدها واستمرار التنصل من الالتزامات المفروضة على تحالف العدوان، إذ بلغ عدد الخروقات التي ارتكبها العدوان أكثر من 20 ألف خرق أمني وعسكري، قام تحالف العدوان بإعاقة أهم بنودها المتمثلة بفتح مطار صنعاء، وحتى اليوم لم يسمح إلا لـ 16 رحلة من 32 رحلة مقررة، وإلى وجهة واحدة فقط مع إغلاق العدوان للوجهة الأخرى، وفي سياق دخول شحنات النفط إلى ميناء الحديدة ما تزال ثلاث سفن محتجزة، وعلى خلاف ما قررته الهدنة تعمد تحالف العدوان قرصنة كل السفن التي اتجهت نحو الحديدة، والإمعان في فرض حالة الحصار، فهو إذ يسمح بدخول سفينة مشتقات نفطية يحتجر أخرى، أي أن حركة السفن لا تصل إلى ميناء الحديدة مباشرة، بل إلى ميناء جيزان حيث الاحتجاز ثم الحديدة، وهو ما يعني أن الحصار ما يزال مستمراً. لم يتوقف عن احتجاز وقرصنة سفن الوقود وعرقلة وإعاقة دخولها إلى ميناء الحديدة منذ بداية سريان الهدنة، لقد قررت الهدنة بإدخال 18 سفينة خلال المدة الثانية للهدنة، لكن تحالف العدوان لم يسمح إلا لـ7 سفن بالوصول إلى ميناء الحديدة، وخلال مدَتيْ الهدنة الأولى والثانية كان يجب أن تصل 36 سفينة لكن السفن التي سمح لها العدوان بالوصول لا تزيد عن 24 سفينة في فترتي الهدنة، وحتى السفن التي سمح بها لم تصل ميناء الحديدة إلا بعد احتجازها، إذ بلغت مدد الحجز الإجمالية لكل السفن 193 يوما، تسببت في مضاعفة المعاناة ورفع الأسعار، حيث بلغت الغرامات التي تسبب بها الحجز 3 ملايين و94 ألف دولار، الأمر الذي يعد انتهاكاً وتنصلاً من بنود الهدنة، ويخالف غاياتها في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
انقضت ثلاثة أشهر وثلثا الشهر الرابع والأخير من عمر الهدنة دون أن يلتزم تحالف العدوان ببند واحد من بنود الهدنة، ما عدا سماحه بإطلاق بعض السفن التي تحمل المشتقات النفطية متّبعاً سياسة التقطير في تنفيذ البند، ولم يسمح بوصول بعض السفن إلى ميناء الحديدة إلا بعد فترات احتجاز طويلة، فيما لم يستقبل مطار صنعاء إلا رحلة جوية واحدة من مطار القاهرة، و17 رحلة من مطار عمان، أي أنه أغلق الوجهة الثانية للرحلات بشكل كامل.
أما في الشق الميداني، فاستمر تحالف العدوان في ارتكاب الخروقات العسكرية والأمنية بشكل يومي دون توقف، وبلغ عدد الخروقات العسكرية – والتي من بينها شن الغارات وتحليق الطيران والقصف المدفعي والزحوفات الميدانية – أكثر من 20 ألف خرق خلال الشهر الأول الذي انقضى من الهدنة.
وعلى الرغم من إعلان تحالف العدوان السعودي الأمريكي، مطلع الشهر الماضي ترحيبه بالهدنة، ورغم البيانات الأمريكية والبريطانية والخليجية المرحبة بالهدنة، لكنه يرفض الالتزام بأي من بنودها، وحاول بالتزامن ترويج دعايات وأضاليل تتعلق بتفاصيل بنود الهدنة ووضع تعقيدات أمامها منذ اليوم الأول متوهماً بأن ذلك سيتيح له فرصة التنصل عن التنفيذ، وإزاء الخروقات والتنصل السعودي الفاضح للهدنة .
لا يختلف تعاطي تحالف العدوان مع الهدنة الحالية عن تعاطيه مع الهدن في المرات السابقة، على الرغم من توافر فرص التنفيذ وأرضياتها بشكل أكبر مما كان في الماضي، لكنه ذهب لاستغلال الهدنة في ترويج الأكاذيب والأضاليل، وفي ترتيب أوراقه وأوضاع أدواته ومرتزقته بتشكيل ما أسماه المجلس الرئاسي، متنصلاً عن كل البنود التي تضمنتها الهدنة، مع استمراره في الخروقات العسكرية والأمنية وبشكل يومي.
وإزاء التنصل والنكوص السعودي في تنفيذ الهدنة قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أمس، “واتفاق الهدنة على وشك أن ينتهي كان تعامل دول العدوان بطريقة تنم عن استهتار واستكبار، فما تم من الرحلات 18رحلة فقط من إجمالي 32 رحلة متفقاً عليها، وتفعيل وجهة واحدة وتعطيل أخرى، والسفن يتم حجزها لأكثر من 20 يوماً ما يضاعف التكاليف، ووصل منها فقط24 من أصل 36 سفينة يفترض بها أن تصل”.
على تحالف العدوان أن يدرك بأنه أمام اختبار أخير وأن تفويت فرصة الهدنة سيغلق باباً كان متاحاً أمامه للخروج من ورطته في العدوان على اليمن، وكما أنه يفوت فرصة الهدنة فهو يفوت فرص كل مبادرات السلام، أما الدعوات التي يطلقها لتجديد الهدنة فهو خداع لا يمكن قبوله.

قد يعجبك ايضا