صلاح محمد الشامي
زعموا سواكَ تقرباً لعِداكَ
جهلوا مَداكَ فأُتخِموا بسواكَ
جعلوا نَداكَ مهامِهاً، وتَقَبّلوا
أن يحرثوا الرمضاءَ دونَ هُواكَ
فتجشموا صلفَ الملوكِ وغَيَّهُمْ
وتَغَشّموا الهيجاءَ دونَ عُلاكَ
ذَا أنهمْ لم يستحقوا مرةً
أن ينصروكَ، فيحتموا بحماكَ
يا أول الخلفاءِ والحُكَماءِ: لم
يَكُنِ الزمانُ زمانَ نورِ بَهاكَ
فاسطعْ بنا هذا الزمان، فإننا
جُنْدٌ بظِلِّكَ نستمدُّ هُداكَ
نحنُ الذين دعوتهم يوماً إلى الـ
إسلامِ، فانطلقوا بفضلِ نداكَ
نحنُ الذينَ تأهّبَتْ صلواتُهُمْ
صالوا وجالوا في انتظارِ لِقاكَ
نحنُ اليمانيونَ أنصارُ الذي
ارتَفَعَتْ به يومَ الندى يُمْناكَ
نحنُ المحبونَ المُوالونَ الذينَ
… بحبهمْ صدحوا بيومِ وَلاكَ
فتجسّدَ الحبُّ العظيمُ تَخلُّقاً
ونما سُمُوّاً، وانتمىٰ لِلِواكَ
…………….
يومُ الغديرِ الجَمْعُ في رَمضائها
اللهُ دون جميعهمْ وَلّاكَ
ومَضَتْ سقيفةُ ساعدٍ، وجرتْ بها الـ
أقدارُ، فافتتنَ الذي ناواكَ
ورأى المُناوئُ نفسَهُ أهلاً لها
من بعدِ عُمْرٍ سافَها أوْ لاكَ
فمضى يُعَبّئُ جُنْدَهُ للقاءِ مَنْ
سطعتْ بهِ شمسُ الهُدى أفلاكا
وأتاكَ يطلبُ باطِلاً فأجابَهُ الـ
الجُهَلاءُ، وانطلقتْ خيولُ ضُحاكَ
من يومِها لم نستحقّ ظلالَها
من بعدِ أن غُمِطَتْ غيوثُ رجاكَ
عِشنا كموتى والسنينُ تَجُرُّنا
جَرّاً إلى قبرٍ بهِ عِشناكَ
عِشناكَ موتاً لا حياةً، كلما
شئنا صُعوداً نُبتلى بسواكَ
من سَوّفوا أحلامَنا، من سَوّقوا
أقلامَنا، من أزعجوا مثواكَ
من عجّلوا آجالَنا، من جَهّلوا
أجيالَنا، من ناصَبوكَ عِداكَ
ولذاكَ ثُرنا واستعدنا وعينا
وبكُم تمسّكنا.. جُعِلتُ فِداكَ
وبكَ انتمينا واحتمينا فانتمى
ما أنتَ فيهِ بنا، ولاحَ سناكَ