الرأسمالية المتوحشة !!

يكتبها اليوم / عبدالله الأحمدي


بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ومعه البلدان الاشتراكية، وعدت أمريكا شعوب العالم -لاسيما شعوب شرق أوروبا- بالجنة، لكن ما حدث هو العكس، فقد دخل العالم كله في جحيم الرأسمالية، وازدادت هذه الرأسمالية جشعا وتوحشا.
قال المفكرون الرأسماليون إن نظامهم “الامبريالي” هو نهاية التاريخ، ولا بعده نظام، لكن الواقع كذبهم وقال غير ذلك، فالصين تشق للعالم طريقا لنظام اشتراكي عادل في العلاقات الدولية، وناهض بالنسبة للفقراء. وهناك تكتلات سياسية واقتصادية مثل تكتل مجموعة البريكس الذي يضم دولا صناعية كبرى مثل الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا.
لقد أشعلت الامبريالية الحروب واعتدت على استقلال وسيادة الدول في كثير من الجهات، وأقرت عقوبات فردية على كثير من الدول التي لم تخضع لها، وجمدت ونهبت كثيرا من مدخرات هذه الشعوب.
واخترعت ذرائع للغزو والعدوان والقتل للناس في كثير من دول العالم.
بنهاية حلف وارسو اعتقد الكثير من الناس أن عصر الأحلاف والعسكرة قد ولى، وأن السلام سيسود العالم، والأموال التي كانت تذهب للتسلح، ستذهب للتنمية وخير البشرية، لكن الامبريالية الأمريكية وحلفاءها صعدوا من التسلح والعدوانية بواسطة حلف الناتو. وخلال الثلاثين عاما الأخيرة لم يستقر العالم ولو للحظة واحدة، فقد اعتقدت الدول الرأسمالية أن الميدان قد خلى لها، يعربدون به طولا وعرضا وأن العصر هو عصرهم بدون منازع.
لقد أثبتت الرأسمالية بأنها نظام ظالم وعدواني، وجشع ونهاب ولا يصلح لمعالجة قضايا البشرية.
اليوم تبدو الرأسمالية في أشد أزماتها، وتسعير الحروب في العالم هو أحد مظاهر وتجليات هذه الأزمة الكونية.
كانت الرأسمالية في السابق تجعل من الحروب مخرجا لأزماتها. اليوم يشتد سعير الأزمات ولا تجد الدول الرأسمالية- لاسيما في الغرب- مخرجا لهذه الأزمات، وفي الوقت نفسه لا تستطيع مواجهة روسيا، فتعمد على توريط الشعب الأوكراني؛ مستغلة قيادته النازية، بإمدادها بوسائل الموت والدمار لاستمرار الحرب مع روسيا بعيدا عن مصالح الشعب الأوكراني، وشعوب العالم.
الأزمة طاحنة في الغرب؛ هناك غاز وبترول وحبوب، والتضخم الاقتصادي يطحن الغرب، بما في ذلك أمريكا. اضرابات عمالية في بريطانيا وفرنسا؛ مصانع يتم أغلاقها في المانيا نتيجة انعدام الوقود.
وفضائح وفساد الرئيس الفرنسي متلتلة، وقد بدأت بالظهور.
بايدن يحاول أن يسترضي اللوبي اليهودي بزياته للشرق الأوسط ابتداء بدولة الاحتلال الصهيوني، كما يريد من السعودية والخليج شراء مزيد من السلاح بصب أموال في الخزانة الأمريكية، وإنشاء حلف شرق أوسطي تقوده إسرائيل لخلق مشاكل وحروب مع الجمهورية الإسلامية في ايران لحماية إسرائيل .
رئيس أمريكا بايدن الذي كان يدعي مجافاة السفاح محمد بن سلمان، باع مبادئه، وخدع ناخبيه، وخضع للسفاح صاحب براميل النفط والدولارات، وفي النهاية نعرف ألا قيم للغرب بقدر ما هي مصالح يحاول الحصول عليها لفك أزماته تحت أي شكل من أشكال الابتزاز.
العرب مازالوا مهطعين إلى الداعي، يلهثون وراء الغرب من أجل حمايتهم من شعوبهم، وهذه المرة وجدوا في إسرائيل حامياً لهم.

قد يعجبك ايضا