برؤية ذات مردود إيجابي استراتيجي بعيد المدى

السيد القائد يضع الحل الأمثل لمواجهة الارتفاع العالمي في أسعار المشتقات النفطية

 

الثورة /مجدي عقبة
أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على ضرورة الاهتمام بالإنتاج المحلي وتجنب استيراد المنتجات التي من الممكن إنتاجها محليا تحاشيا للتأثر بأي ارتفاعات سعرية في أسعار النقل على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
كما أكد قائد الثورة -في كلمته خلال لقائه بوجاهات وشخصيات أبناء حجة- على أهمية أن يتحول اليمن من بلد مستهلك إلى بلد منتج ومكتفي ذاتيا ولو في بعض الصناعات الاستهلاكية كمقدمة للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
السيد القائد تطرق أيضا في كلمته إلى المشاكل الناجمة عن الاستيراد من الخارج لا سيما البضائع من بعض البلدان البعيدة، وانعكاس ذلك على العملة الوطنية ومشاكل الحصول على الدولار، كونها مشكلة معقدة تؤثر على الوضع الاقتصادي في البلد وعلى القدرة الشرائية وعلى قيمة العملة الوطنية.
ولفت السيد القائد إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في رفع أجور النقل بشكل كبير انعكس على مستوى ارتفاع أسعار المواد والبضائع.. مشيرا إلى أزمة البترول التي أفرزتها هذه الحرب.
وقال “كلما كان النقل بعيداً كانت الكلفة أكبر” نتيجة ارتفاع قيمة المشتقات النفطية.
وأوضح ” التاجر الذي يأتي ببضاعته من أوروبا أو من أمريكا أو من أي بلد بعيد ستكون تكاليف النقل كبيرة ولو اتجه إلى الإنتاج الداخلي لنفس البضاعة التي من الممكن إنتاجها محليا لكانت الكلفة اقل بكثير”.

– موجهات للدولة ورؤوس الأموال
في السياق أوضح الخبير الاقتصادي رشيد الحداد أن قائد الثورة تحدث عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع النقل البحري في العالم، وهي المشكلة التي كان لها تأثيرها على اليمن.
وقال “نحن جزء من العالم لذلك تضررنا، كون اليمن تقوم باستيراد معظم احتياجاتها من الخارج”
وأضاف “هناك ارتفاعات في أجور النقل وصلت ما بين 30 – 50 ٪ نتيجة المخاطر التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية على النقل البحري والشحن البحري العالمي”.
ونوه الخبير الاقتصادي رشيد الحداد: بأن السيد القائد عندما يتحدث عن أزمات خارجيه فإنه يضع موجهات للدولة والتجار ورؤوس المال والأعمال وخاصة المستوردين لأن لدينا الكثير من المستوردين الذين يقومون باستيراد كميات كبيرة جدا بالإمكان أن يتم إنتاجها محليا وربما أن فاتورة الإنتاج المحلي سوف تكون أقل وسوف تكون أكثر أمانا وضمانا كما ستمكننا من التخلص من التبعية الاقتصادية بشكل كبير حتى وإن كان ذلك بشكل تدريجي، فعلى سبيل المثال قطاع الأدوية لدينا ما يقارب 400 مليون دولار تكلفة شراء الأدوية من الخارج سنويا بينما هذا المبلغ كفيل بإنشاء 40 مصنع أدوية في الداخل، وتجار الأدوية بالفعل يستطيعون إنشاء الكثير من مصانع الأدوية داخل الوطن وبإمكاننا أن نستفيد بشكل أكبر حيث سنوفر فرص عمل بشكل كبير، وسنرفع في البلد معدل التبادل التجاري بيننا وبين الخارج، ونقلص احتياجاتنا من السوق الأجنبية.
ولفت الحداد إلى أن السيد القائد يؤكد على أهمية التوجه نحو الاستثمارات الداخلية فيما يتعلق برفع مستوى الإنتاج المحلي أكان ما يتعلق بالصناعات الغذائية أو غيرها كصناعة الأدوية، وكذلك يؤكد على ضرورة أن يسخّر القطاع الخاص المزيد من الأموال في سبيل رفع الإنتاج الزراعي، وهذا يأتي في إطار توجه السيد القائد لإيصال البلد إلى حالة الاكتفاء الذاتي كون الأمن الغذائي يعد خطيراً جدا وعلينا أن نستفيد من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أكان على مستوى ارتفاع الغذاء أو مستوى ارتفاع الوقود أو مستوى الشحن البحري.
وأضاف الحداد: خطابات السيد تعد موجهات عامة لأنه يخاطب القطاع الحكومي والقطاع الخاص وعلى الجهات الحكومية أن تقوم بترجمة هذه الموجهات وتحويلها إلى خطط عملية في أسرع وقت ممكن وكذلك تحويلها من خطط إلى برامج عمل.
وقال: هناك إمكانية للنهوض الاقتصادي فالبلد لا يزال بكرا والسيد القائد سلام الله عليه تحدث في كثير من خطاباته ومحاضراته عن الفرص الكامنة في هذا البلد، فرص استثمارية متعددة ومتنوعة، ووجه الجهات الحكومية بتقديم كافة التسهيلات للقطاع الخاص وكذلك وجه الجهات الحكومية فيما يتعلق باللجنة الزراعية العليا والسمكية العليا بالاهتمام بإنشاء التعاونيات الخاصة بالقطاع الزراعي كون التعاونيات رافد أساسي من روافد رفع الإنتاج الزراعي، وكذلك تسهيل عملية رفع معدل الإنتاج خصوصا ما يتعلق بالجمعيات الزراعية، فعندما تكون هناك جمعية زراعية في الأودية والقيعان فإنها تستطيع أن تتغلب على الكثير من التحديات والصعوبات وشراء مدخلات الإنتاج بسهولة بينما المواطن أو المزارع لا يستطيع أن يقوم بما تقوم بهذه هذه التعاونيات المجتمعية، لذلك نتمنى من الجهات الحكومية أن تحوّل ما جاء في خطاب السيد مع أبناء محافظة حجه إلى واقع عملي ملموس .

قد يعجبك ايضا