الثورة / أحمد حسين
خلال خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، تعهّد جو بايدن بما أسماه إصلاح التحالفات الأمريكية ووقف الحرب على اليمن وإحلال السلام ، وتعهد بدفع الأنظمة الخليجية إلى إصلاح وضع حقوق الإنسان ، غير أن بايدن وبعد أشهر مارس النقيض من تعهداته وواصل دعم العدوان على اليمن ، ولاذ صمتا تجاه الإعدامات والسجون والانتهاكات المروعة التي يمارسها النظام السعودي ودويلة الإمارات ، ومن المرتقب أن يصل بايدن منتصف الشهر المقبل في زيارة إلى الرياض ليدوس على حقوق الإنسان ويرقص مع سلمان وابنه ومع كل القتلة والمجرمين في المنطقة ..
حلفاء أمريكا التاريخيين الذي تعهد بايدن بإصلاحهم.
وتعتبر زيارة بايدن المرتقبة بمثابة صورة واضحة لأمريكا التي لا تتغير لا في عهد بايدن ولا في عهد غيره ، وحتى لو كان بايدن قد توعد بمعاملة السعودية على أنها منبوذة وأن التعامل مع الملك سلمان، وليس مع ابنه محمد بن سلمان ؛ وبالنظر إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن محمد بن سلمان أذن بعملية «القبض» أو «قتل» الصحفي جمال خاشقجي الذي قُتل على يد عملاء سعوديين قبل أربع سنوات؛ وبالنظر إلى أن بايدن صرّح في وقت سابق حول الحرب على اليمن وضرورة وقفها من قبل السعودية ، وبالنظر إلى أن بايدن تعهد بإصلاح حلفائه أي السعودية وإصلاح أوضاع حقوق الإنسان فيها ، فإن بايدن يعلن بوضوح أن ما قاله ليس إلا من قبيل الادعاءات الفارغة وأن أمريكا ستدوس على حقوق الإنسان والعدالة والحقوق ، مقابل الحصول على النفط ، وفي سبيل عزل روسيا وإقناع السعودية بمقاطعتها.
كما يعتبر مراقبون الزيارة الأمريكية إلى السعودية علامة على الأهمية الدائمة لاتفاقية الطاقة مقابل الأمن التي حددت علاقة الولايات المتحدة بالخليج.
ويرجح المراقبون أن السعودية ودويلة الإمارات ستحصلان على مزيد من الدعم الملموس للدويلتين في الحرب العدوانية على اليمن، وسيكون هذا الموضوع في رأس جدول أعمال اللقاءات مع بايدن الذي تطالبه مملكة العدوان السعودية ودويلة الإمارات بمزيد من الدعم الاستخباراتي والعسكري لمواجهة الضربات اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
خلال الفترة الماضية كانت مملكة العدوان السعودية تشعر بأنها صارت مكشوفة، حينما كرر بايدن خطاباته المهاجمة للسعودية وولي عهدها ، حينما أعلن بايدن في أيامه الأولى إنهاء دعم واشنطن للحرب التي تشرف عليها أمريكا وتنفذها السعودية على اليمن ، وأعلن تجميد مبيعات الأسلحة «الهجومية» إلى مملكة العدوان السعودية.
في الوقت نفسه ومع انكشاف ضعف دويلته ؛ غضب محمد بن زايد ، من حقيقة أن بايدن لم يتصل به لتقديم الدعم حينما تعرضت دويلة الإمارات لضربات صاروخية وجوية من اليمن في عمليات إعصار اليمن التي دكت أبو ظبي ودبي وقواعد عسكرية ومنشآت صناعية عملاقة ، وكان ابن زايد غاضبا ويشعر بخيبة الأمل لأن بايدن لم يتصل به حينها.
وتحذر منظمات ومؤسسات حقوقية من أن بايدن يقايض بحقوق الإنسان والسلام مقابل النفط ، وأن زيارته إلى السعودية وقبل أن تكون نكوصا وارتدادا عن تعهدات أعلنها اعتبرتها دوسا على الكرامة وعلى حقوق الإنسان المنتهكة من قبل مملكة العدوان السعودية.
والحقيقة أنه وعلى خلاف ما تدعيه أمريكا من رعاية لحقوق الإنسان وحرص على السلام، فإن كل الأنظمة الاستبدادية التي تمارس الحروب والقتل وجرائم الحرب تعمل ذلك بغطاء ودعم أمريكي ، ومن المرجح أن بايدن سيشجع ابن سلمان لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم وللاستمرار في العدوان على اليمن.