أطفال : آل سعود قتلوا الطفولة في اليمن بغطرستهم وعدوانهم
مختصون : للطفولة في اليمن النصيب الأكبر من العدوان الغاشم قتلاً وتشريداً
العدوان حرمنا من أبسط حقوقنا في العيش والتعليم ..والأمم المتحدة تبيع الشعوب
قبلَ سبع سنوات كانت سَحَرُ -طفلة في الرابعةِ من عمرها- تعيشُ في محافظة الحديدة غربي البلاد، وكانت مليئةً بالسعادة والابتهاج.. لكنها لم تكن تعي أن العدوانَ الأمريكي السعوديّ سيغيّر مجرى حياتها بشكلٍ جذريٍّ، لتعيشَ حياةَ التشرد والنزوح فاقدةً أهم وأبسط حقوقها في التعليم والعيش الكريم.
اضطرَّت الطفلةُ الصغيرة للنزوح مع أسرتها المكونة من ستة أفراد من حي “الربصة” بمحافظة الحديدة إلى صنعاء، فقد تعرض المنزلُ للقصف ولأضرار كبيرة، لتعيشَ سحر خلال السنوات الثلاث الماضية حياةً مليئةً بالمتاعب والأسى مع سيرة نزوح لا تزالُ تكتوي بناره إلى الآن.
وتقول سحر التي تبلغ من العمر (11) عاما بصوت شاحب حزين: “اللعنة على آل سعود، فقد سلبوا منا الفرحة والأمن مدى الحياة”.
الأسرة خاص
بين الشوارع والأزقة
كمال علي هو الآخر يعيش آلاماً وجروحاً متعددة، فقد اضطر للعمل في سنٍّ مبكرة؛ لإعالة أسرته التي نزحت من الحديدة إلى صنعاء، وبات مصيرُهم السكنَ في منزل إيجار لا يستطيعون توفيرَه شهرياً.
ويقول الطفل علي إنه يعمل في جمع علب بلاستيك المياه، ومن ثَمَّ يبيعها بعد عملية البحث المضني عنها في الشوارع والأزقة وأماكن القمامة.
ويعمل كمال البالغ من العمر(12 سنة) يوميًّا بعد عودته من المدرسة، فهو يتحمل مسؤولية لا يفترض به تحملها، لكنه العدوان الغاشم الذي حرمه الحق في الحياة.
وبصوت مكلوم وعينين يحتلُّها اليأسُ والخوف، يقول كمال: إن لم أعمل ستموت أُسرتي جوعاً، وكل ذلك سببه العدوان وآل سعود الذين يعيش أطفالُهم في أمن وأمان بينما نحن الأطفال اليمنيون لا حياةَ لنا”.
استهداف مباشر
الأرقام المسجَّلة في جرائم وانتهاك حق الطفولة في اليمن بكل أنواع الأسلحة المحرَّمة التي يمكن تخيُّلُها إلَّا أن الأمم المتحدة بكل منظماتها المختلفة أثبتت بما لا يدعُ مجالاً للشك أنها مُجَـرّدُ أجيرٍ لمن يدفع.
ويؤكّـد مديرُ دائرة التوجيه الاجتماعي / محمد العرافي/ أنه عندما نتحدث عن الأطفال في اليمن فيجب أن نعرف أن 70 % من المكون الاجتماعي للشعب اليمني هم دون الثامنة عشرة، وهذا يعني أنهم أطفال، وبما أن أطفال اليوم هم رجالُ الغد فكيف أهدم مستقبلَ أي بلد، فَـإنَّ ذلك يأتي باستهداف أطفاله الذين يشكّلون خطراً كَبيراً في المستقبل.
ويوضح العرافي. أن العدوانَ الأمريكي السعوديّ ركَّز ومنذ اليوم الأول على استهداف الأطفال، سواء بشكل مباشر أَو غير مباشر، بالقصف العسكري والقتل، أَو بالحرب الناعمة ووسائلها المختلفة، مُشيراً إلى أن هناك آثاراً سلبية واضحة في الجانب التعليمي والصحي، وآثاراً نفسية في الجانب النفسي، وهدم الذات لدى أطفالنا؛ بسَببِ ما يعيشونه من ألم وما يشاهدونه من مناظر القتل اليومي والقصف الهستيري لهذا العدوان.
ويؤكّـد العراقي أن الموضوع هنا ليس قضية قتل فقط، بل هو هدمُ وطن، فنحن حين نتكلم عن وطن نتكلم عن شعبه وشعب اليمن القادم هم أطفال اليوم، ولذلك هذا العدوانُ بمسمياته المختلفة مأساةٌ بشكل كبير، بمِظلته الكبرى أمريكا ومن تحتها ما يسمى الأمم المتحدة أَيْـضاً.
ويضيف العرافي في حديثه ساخراً: “لا نستغربُ مواقفَ الأمم المتحدة تجاه ما يحدُثُ للطفولة في اليمن، فالفلوس تعمل عجائبَ، تستطيع شطبَ السعوديّ من قائمة العار الخَاصَّة بانتهاك الطفولة في اليمن، وهذه مأساة، وتنكُّرٌ لكُـلّ القيم والمبادئ الإنسانية التي شُيِّدت مِن أجلِها الأممُ المتحدة وسقوط قناعها في اليمن”.
ويزيد بالقول: من يشاهد موقفَ الأمم المتحدة يعودُ مباشرةً إلى الاتّفاقية الخَاصَّة بالأطفال وحقيقة تنفيذها وكل من يحاسب المقصّر في تنفيذ اتّفاقية حقوق الطفل، هناك كُـلّ سنة تقاريرُ تُرفع لماذا لا يتم متابعتها والانتهاكات الحاصلة في اليمن من قبل هذا العدوان ومغالطة واضحة وتجاهل مخزٍ لما يقوم به من جرائم إبادة في حق الأطفال اليمنيين.
من جانبها، تشير الأمينُ العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أخلاق الشامي، إلى أننا ندرك مدى التكبر والحقد الذي يحمله هذا العدوان أمام الشعب اليمني العظيم والصامد، وأن حربنا أمامهم هي حرب قيم ومبادئ ودين وثقافة التي يخافونها إذَا ما عززت أَو رُسِّخت.
وتوضح الشامي في تصريح خاص لـ “الثورة” أن استهدافَ الأطفال هو استهدافٌ لكل مستقبل هذا البلد ولكل ما يمكن أن يكون جميلاً في هذا الشعب وعلى هذه الأرض، باستهداف ممنهج طال كُـلَّ شيء وليس الأطفال فقط بل حتى الأموات أَيْـضاً.
وتؤكّـد الشامي أن الأمم المتحدة مُجَـرّدُ أدَاة لمن يمتلك المالَ بعد أن كانت تصم آذاننا لسنوات بأنها تدافعُ عن حقوق الإنسان والأطفال وتدافع عن مظلومية الشعوب، ولكنها شعارات واهية، فالواقع غير ذلك، فعلى المتابع فقط النظر بتجرد إلى ما يحدث في اليمن وسيعرف حقيقةَ هذه الأمم.
وتضيف: بل إن الأممَ المتحدةَ حين وجدت المعتدي والقاتلَ يمتلكُ المالَ والثروةَ هرولت إليه مسرعةً متجردةً من كُـلّ الشعارات التي تتغنَّى بها، موضحةً أنهم اعترفوا بأنفسهم، وإن على استحياء، بتعرضهم للابتزاز من قبل دول الخليج في تمويلها للأنشطة التي تقومُ بها الأممُ المتحدة، ما وصل إلى رفعِ السعوديّة من قائمةِ العارِ المتعلقة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكِ حقوق الطفولة في اليمن.