
الثورة نت/.. –
بدأت اليوم في العاصمة أبو ظبي فعاليات المنتدى العالمي ” تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ” بمشاركة وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد و 250 عالم ومفكر وباحث اسلامي من مختلف بقاع العالم .
ويهدف المنتدى الذي يستمر يومين إلى بحث ومناقشة القضايا الإنسانية التي تسببت بها الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة في ظل التحديات الكبيرة التي تعاني منها الأمة الإسلامية في سياقها الزمني الراهن الأمر الذي يزيد من أهمية تكثيف الجهود والعمل بشكل منهجي ومدروس من قبل العقلاء أولي الأيدي والأبصار من أهلها لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الايديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية السمحة والتصدي لشرور الطائفية والعنف اللذان يعصفان بالعالم الاسلامي .
وفي افتتاح المنتدى اشاد راعي المنتدى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة بدور علماء الدين كونهم اصحاب علم وفضل وأكد على أهمية دورهم في إنارة العقول والقلوب من خلال تعزيز القيم الإسلامية السامية والتي ترتكز على مبدأ صون الأنفس وإشاعة المحبة وبث روح الوئام بين الناس مشيرا الى المتغيرات التي يشهدها العالم الأمر الذي يدعو الى اهمية احترام الإنسان وتقبل الآخرين باختلافاتهم استنادا الى المبادئ الاسلامية التي تعزز من ثقافة التسامح ومفاهيم حق الآخرين في الاختلاف وتضمن حرية الاعتقاد والتدين .
فيما تطرقت كلمة فضيلة الشيخ الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الى المفهوم التاريخي للسلام وإلى الصراعات الدينية والطائفية التي تشهدها دول العالم الثالث ودول افريقيا على وجه التحديد والتي تحرم هذه الدول من الاستفادة من مواردها الغنية واشار الى اخفاق منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في توطيد السلام نتيجة تبنية لمعايير مزدوجة في التعاطي مع عدد من القضايا المتعلقة بالإرهاب.
كما تطرق الى اهمية مبدأ ومفهوم السلام في الإسلام وأكد على حق الاختلاف مستشهدا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تعزز من ذلك وكذا اهمية ان يخطو المنتدى نحو تعزيز السلام العادل من خلال العمل على بناء مؤسسات وايجاد وسائل سياسية ودبلوماسية للتعامل مع مختلف القضايا .. مشيرا الى أهمية ان ينشط العلماء في هذه الجوانب والسعي الى فتح قناة تواصل مباشرة بين رجال الدين والعلماء وصناع القرار وكذا العمل على ترسيخ قيم السلام عبر برامج الحوار وبرامج تربية النشء على قيم التسامح والسلام وتقبل الاختلاف .
فيما اشار رئيس المؤتمر الشيخ عبد الله بن بيه إلى الأوضاع الكارثية التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم وأهمية ان يخرج المنتدى بإيجاد حلول لتلك المشاكل مؤكدا على أهمية السلام كحق من الحقوق وضرورة احترام المعاهدات والمصالحات التي تنهي من الحروب وتقلل من استخدامات العنف والاقتتال.
واشار الى الفهم المغلوط لعدد من المفاهيم او المبادئ الاسلامية التي كانت تستخدم في خدمة السلم ثم تحولت الى مفاهيم للحرب منها الجهاد الحدود الولاء والبراء لافتا الى أهمية دور العلماء في وضع هذه المفاهيم في سياقها الأمر الذي يحول دون فهمها وتطبيقها بشكل مغلوط وخاطئ .
سبأ